المجموع : 41
عداك للسيف أصبحوا أجزرا
عداك للسيف أصبحوا أجزرا / فافنهم ثم عش لنا وزرا
أصبحت أورى الورى زناد ندى / طرا وأنداهم وئرا
لو وهبت كفاك الدنا لمرجي / ك لقينا بعد معذرا
يا غرة الدهر من رجانيل مس / عاتا نال الخطار والغرار
كم لكَ من منه ومأثرة / تحمد منها عفاتك الأثرا
عودك صلب على العدا فإذا / هززت للمجد لأن مهتصرا
ما زال يحي يحي بأنعمه / من سنن المكرمات مادثرا
صدر يعيد الوفود حامدة / لديه ورد السماح والصدرا
طود حلوم سام لمعتلق / بحر علوم طام إذا زخرا
أعف أهل الزمان قاطبة / نفسا وأعفاهم وقد قدرا
تفريق أمواله المجمع من / عفاته حول بابه زمرا
قد ألف السائلون من يده ال / جود وألفوا في عوده ثمرا
أشجع من قلَّبت أنامله / بيضا وهزت خطية سمرا
ترى النتدى ضده معاينة / ومن سواه تخاله خبرا
قد كنت حرا دهري فصيرني / نداه عبدا له بغير شرا
غيرك عون الدين الوزير يرى / مقتصدا في النوال مقتصرا
يا خير من ذبعن محارمه / وشب للطارقين نار قرى
يا حسن أخلاقك التي خلقت / تخجل زهر النجوم والزهرا
يا دافع الفقر عن مؤلمه / بالجود خذ من مدائحي فقر
واظفر بشكرى فإن مثلك من / بمثله يا أخا العلى ظفرا
زدت مديحا فزدتني كرما / ويستحق المديح من شكرا
فاسعد بشهر الله الأصم ودم / مادام رضوى ويذبل وحرا
وساحر الطرفَ فاتر الناظر
وساحر الطرفَ فاتر الناظر / ذليلة وهجرانه بلا أخر
سهرت شوقا أرعى النجوم له / وبات في رقدة عن الساهر
خاطرت في حبه وما خطرت / مني له سلوة على خاطرَ
ما أنا ناس تلك العهود فمن / يضمن لي عنه أنه ذاكرُ
يا بدر هذا الربيع مقتبل / فقم وبادر أوقاته بادر
واشرب على الورد إنه خجل / وانظر إلى الغصن إنه ناضرُ
ورب سمراء قد لهوت بها / بلا رقيب يخشى ولا سامر
أطلت منها عمر الوصال ولم / أحفل على أن فومها عامر
تنعى إلى سدرة الغضا خبر ال / إصباح والليل بيننا سادر
ما أحوح الصب بعد فرقة تي / ماء إلى وقفة على حاجر
يغدر بالعاذلات في حب ظم / ياء ويهدى الوفاء للنادر
كيف تبدلت يا ديارهم / للصب من بعد انسرمنافرُ
يغنيك إن لم تجد سارية / وطفاء جود من مد معصي ماطر
يا دهركم تخمل الأديب وكم / ترفع قدرا من خامل قاصرً
لا بد من سفرة ترى أملي / في صفحتيها عن وجهه سافرُ
فليس ذنبي إلى البخيل سوى / أني لا ريبة له شاعر
وكيف أرضى بذا ولي خطر / مافا بعني وخاطر حاضر
وسابح إن علوت صهوته / حسبتني طائرا على طائر
هيهات أخشى من الزمان أذى / وعون دين الإله لي ناصر
ذاك الذي وفره لسائله / نهب مباح وعرضه وافرُ
يحيى الوزير الذي بنائله / يحيا محل السماحة الدائر
أشجع من قلبت أنامله / رمحا طويلاً أو مرهقا باتر
نعم ومن جال يوم معركة / على قرا واسع القرا ضامرُ
يكسر جمع الصفوف مقتحما / كأنه فوق أجدلِ كاسر
يسقطر ماء السماح من يده / وسيفه من دم العدا قاطر
يحكم جمع الصفوف مقتحما / كأنه فوق أجدلِ كاسرُ
لما رآه المام احزم من / جرب من وارد ومن صادر
ناط الامور الأمام منه إلى / طَبَّ مادواء مثلهم ماهرُ
يا غيث جدب ما زال منهمرا / وليث حرب بين القنا خادرِ
يا عاقر الكوم والكماة معا / لولاك كانت أم الندى عاقر
قدمت لما قدمت في لجب / كأنه سيل قلة غامرُ
في ظهر نهد يهوي بمنصلت / كأنه بطن جدول مارُ
يلقى العدا العدا الخائفين دهرهم / ببأس لا خائف ولا ذاعرُ
كم كان للسائلين يا ملك ال / جيوش لما بعدت من ناهرُ
لولا نداك انطوى القريض وما / كان له بعد طيه ناشرُ
ولا رأى في يديه من أحد / مهر ابنة الفكر شاعر ماهرُ
وهاك شعري فانّه عجب / حلو المعاني مقيد سائرُ
لا زلت مغرى بالمجد مقتدرا / ناه لأيام دهرنا أمرُ
إن زار من علوة الخيال
إن زار من علوة الخيال / تناقص الوجد والخبال
وإن تناءت عنّا دلالا / فحبّذا ذلك الدلال
حوراء في طرفها اعتلال / سمراء في قدّها اعتدال
تغزّل المقلتين منها / والجيد يحكؤيها الغزال
صامتة الحجل ذات وجه / يشرق من ضوئه الحجالُ
لي من سنا ثغرها اهتداء / ومن دجى شعرها ضلالُ
دع ما يقول الوشاة فيها / فعثرة الحب ما تقال
يا منزلا فيه ودّعتني / جمل وسارت بها الجمالُ
لا برد الظل بعد طل / فيك ولا اعتلت الشمالُ
ملية بالمطال أقضي / من قبل أن ينقضي المطالُ
لي النوى والصدود منها / ومن حسام الدين النوالُ
عتاد من ماله عتاد / ومال من ماله مآلُ
يسأل منه العفاة خرقا / ما ضاع في سمعه سؤالُ
أنال لما نال المعالي / ونال قوم فما أنالوا
دواء قصاده لهاه / وداء حساد عضغالُ
يعشق بذل السماح عشقا / ما فيه صدّ ولا ملالُ
تمطرنا كفه سجالا / من الغنى بعدها سجالُ
ذو عرض ضائع وعرض / هذا مصون وذا مذالُ
بشرّني بالسماح منه / بشر له رائق زلالُ
جانب أقواله وأرضا / يحلها المحل والمحالُ
ما صال إلا أبصرت ثبتا / تعنو لآرائه النصالُ
لخيله كل يوم حرب / من دم أعدائه نعالُ
يلين مستعطفا ويقسو / ففيه مع عفوه نكالُ
رق له مدحنا فراقت / لنا سجاياه والخلالُ
من معشر لو سموا بفخر / وطاولوا النيرات طالوا
هم إذا سوا جلوا بحار / تطمي وإن حولموا جبالُ
أليت بالقاصدين شعثا / مِنَّي وما ضمنت ألالُ
كأنما في الجبال منها / وقد فلين الفلا جبالُ
إنك آل الوحيد منا / يا من سواه في العين آلُ
والملك والدين لا مراء / أمينه أنت والكمالُ
لا زال يفدى علاك غمر / يمينه في العلا شمالُ
ذاك ثماد لمن رآه / وأنت للمرتجى ثمالُ
نداه قول بلا فعال / وأنت يتلو القول الفعالُ
فاسمع بها جزلة المعاني / بديعة سحرها حلالُ
واحدة في القريض عنها / تقصر السبعة الطوالُ
بقيت ما ضاحكت رياض / جفون سحب لها انهمالُ
صوب ندى راحتيك مدرار
صوب ندى راحتيك مدرار / صبور يسرا ما فيه إعسار
يا ملكا للعفاة في يده / نفع كما للعداة إصرارُ
أنت ريد بالمجد متَّحد / وجحفل في العيون جزار
أنت الهمام الذي يضل حمى ال / مالِ لديه ويحفظ الجارِ
وأنت في السلم جنة وعلى الا / أعداء في ضنك مأزى نارُ
صيرنا نائل الوزير له / عبيد قصنٍ ونحن أحرار
أعذاره للوفود ضيقة / إن رحبت للبخيل أعذارُ
عفان خافضون في دعةٍ / تمتاح إحسانه وتمتارَ
عليهم من نواله أثر / باد كما للربيع آثار
فكل جود يسدى معاينةً / فإنه من سواهٍ أخبارُ
عتاده للعدا وعدته / أبيض صافي الحديد مواز
وكل رمح لدنٍ للهذمة / في كل صدر ورد وإصدار
بطوله في مجال كل وفي / تقصر للخالعين أعمارُ
مولاي عون الدين استمع كلما / كالروض غضا زهاه نوارُ
تقبل الله منك صومك كم / عندك الصائمين إفطارُ
وزر وزور مدحي سواك وفي / مدحك ما إن علي أوزارُ
فاسلم فما في سؤال مثلك يا / من ليس فثي الأرض مثله جارُ
شجيع بن الدهان نعرفه
شجيع بن الدهان نعرفه / منجّما ما قرا ولا سيّر
إن حل زيجا بزعمه فإلى ال / اسكاف بعدوبه ولا يضجر
وإن جرى في الحساب خاطره / فسنبل عنده أبو معشر
أبغي ابنِ أنثى يُناك في دُبُرٍ / وشعره من نجومه أدبر
لو أن طيف الخيال يسري
لو أن طيف الخيال يسري / بل سراه قفليل صدري
ولو أراد الحبيب أن لا / يضيمني ما استطاب هجري
يلومني في هواه من لا / يعلم أن الملام يغري
كم ليلة زار في دجاها / فكان تحت الظلام بدري
يتحفني باحمرار خد / مورد وابيضا ثغرِ
يجمع لي بين سكر لحظ / وسكر ريق وسكر خمرِ
ودر لفظ ودر ثغر / ودركسا ودر نحرِ
حتى أتى الصبح يستعير الض / ضياء من وجه بكتمرِ
الأبلج المانح المرجى / والماجد الأوكم الأغر
سامي العلى والفعال دمر / يقظان بادي النوال غمرِ
يظلمه من يقيس جدوى / يمينه بانهمال قطرِ
أحسن من يوسف وأجرى / سيب نوال من نيل مصرِ
من تقف الشمس إن رأته / والشمس تجري لمستقرِ
مقرب الدين أنت ردئي / وموئلي من صروف دهي
أنت الذي صنت ذيل عرضي / عن درن بعد صوت شعري
من كل نزر العطاء نذر / عليه أن لا يفي بنذر
لي منك قربان قرب بيت / لا شك فيه وقرب شعرِ
يا أفصح العالمين طرا / في نثر نظم ونظم نثرِ
من لك عم في الفضل يحذو / حذوي ولو أنه المعري
ينظم فيك المديح عضا / منضدا كانتظم يام درِ
عذرت من ما مثلي / إن لم يقم في هواك عذري
غير الذي إن رأى منشيء / وجها أتى بالحديث يكري
وليس ما قلته بزور / ولا محال وأنت تدري
أنت رجائي في كل قصد / وأنت دون الأنام ذخري
والله لا خاب فيك ظني / قط ولا غاب عنك شكوي
لولاك لم أصنع القوافي / ولم يجل في القرية فكري
من كل عذراء ليس ترضي / غيرك إن خوطبت بمهرِ
واسلم وعشش هكذا مهني / بكل صوم وكل قطر
يا ابن الدوامي لا زلت طوداً
يا ابن الدوامي لا زلت طوداً / نأوي إلى ظلِّه الظليل
بلغت ما ترتجيه فاسمع / من شاعر عاشق عليلِ
وامنن عليه بباحثات / تهد ثقلا كتف الرسولِ
فإن صوت الدجاج أحلى / في السمع من ثاني الثقيلِ
إن شراب الأصول شيء / رأيت فيه قلع الأصولِ
والكرخ يا سيدي فمغنى / شددت في حبه طبولي
ما بين ردف راب ثقيل / وبين خصر بال نحيلِ
لو عشق ابن العطار فيه / كدى من الناس عن قليلِ
وإن أكدى الكريم أولى / من أن أكدى من البخيلِ
قالوا فتى الخل مستهام
قالوا فتى الخل مستهام / بشِعره وابنِهِ المثَّل
وما له في الجميع شيء / الشعر نغل والابن أنغل
يا زين دين الإله يا من
يا زين دين الإله يا من / يحسن في القول والفعال
إليك أشكو الكمال فالحظ / نقصان حظّي من الكمال
من بعد ما كان لي مالا / آوي إليه ورأس مال
فصار من بعد ذاك جهما / يترك حقي ولا يبالي
قل لسديد الدين المرجَّى
قل لسديد الدين المرجَّى / لا زلت ترجي جودا وترهب
يا من ثنائي على علاه / كالمسك بين الملا وأطيبُ
عشت الذي عاشه شعيب / فما مرجّي نداك أشعب
لي يا طيف السماح رسم / على بني عامر مرتب
والرسم نعروهم كرام / لكنني في الطريق أتعب
فخذه لي هاهنا وإلا / احتاج أن أقصد المسيب
أولا فنفذ بما عليه / إليهم إن خرجت أركب
يا مجد دين الإله لا عجب
يا مجد دين الإله لا عجب / إن قصر الطالبون عن أمدك
ويا أبا قاسم لقد وفر ال / قسم لمن يجتديك جود يدك
كم مملق في صِفادِ عسرتهِ / أطلقته بالجزيل من صَفَدِك
الكَرَم العدّ والوفاء إذا / لقيت جيش العفاة من عددك
ما دار في وهم باجل بخل / إلا ودار السماح في خلدك
يودّ من حسن ما صحبت به / أمسك لو قد يكون صبح غدك
تبَا لحسادك اللئام فما / يبقون إلا للغيظمن حَسَدكَ
داريتهم يهبطون في صبب / ذلاً لما يبصرون من صعَدك
ألبسك الله ثوب عافية / ولا نضاها ما عشت عن جَسدكَ
وزاد في مجدك الأَثيلِ ولا / نقص صرف الزمان من عددك
ونلت ما ترتجيه من أمل / تامله في أخي الندى ولدك
سلمت زين الدين المرجى
سلمت زين الدين المرجى / للبأس والمجد والحميّة
أحسن بافعالِك اللواتي / من كل عار غدت عريّه
فيك إذا ما الاكف كفت / بخلا سماح وأريحيّه
حلفت إلانت عندي / أكرم من سائر البريه
إن أظلم الخطب كشفته / شموس آرائك المضيه
تجور لكن على الأعادي / والمال يا عادل القضيه
يا ابن الكرام الذين نالوا ال / مرام بالأنفس أبيه
هم نصروا ديننا وذبوا / بالسمر عنه والمشرفيه
لي من بني عامر رسوم / تأتي إلى برتنا هنيه
فاستوفها لي أحمدك واجعل / ذاك مكان المحمدية
إنعم برسمي وعش سعيدا / تحت الزظلالِ المتنبطيَة
لا زلت ذا همة عليَّه / فينا وذا ذِمَّةٍ وفيَّه
مبلغا غاية الأماني / ومن يعاديك للمنيه
بورد خدَّيكَ والشقيقِ
بورد خدَّيكَ والشقيقِ / وقدك الأهيف الرشيقِ
وثقل أردافك اللواتي / تجفوا على خَمرِك الدقيقِ
وبالذي ركب الثنايا / في فيك درا على عقيقِ
لا تمزجن لي الرحيق إلاّ / بريقك المسكر الرحيقِ
واجعل مديح الهمام صوتي / على صبوحي وفي غبوقي
قد كان سمعي لمن ينادي / جاء وعيني إلى الطريقِ
محمود المَاجد المرجّى / ذو المجد والسؤدد العريقِ
علقت منه بأريحيٍّ / ذي خلق بالندى خليقِ
رَبَّ ثرةٍ ووجهٍ / ندٍ لسؤاله طليقِ
ممدح تسرح الأماني / في روض إحسانه الأنيقِ
أشجع من جال يوم حرب / على طري نهدٍ عتيقِ
كالماء ينحط من علو / والنار في سرعة الحريقِ
راكبهُ رائع وغادٍ / يهزُّ بالريح والبروقِ
يا ترحة الحاسد المعنَّى / وفرحة الأهل والصديقِ
فرجت بالبذل كل هم / هنا ووسعت كل ضيقِ
إن نام قوم عن حق جود / فأنت يقظان للحقوقِ
يفديك من عرضه مباح / وماله في حمى وثيقِ
إن ضحك الناس من مديح / رأيته منه في شهيقِ
بقيت للمجد ما تغنت / ورقاء في ضمنها الوريقِ
بثُّ معاليكَ في الورى دأبي
بثُّ معاليكَ في الورى دأبي / وأنت دون الكرام أولى بي
يا غيث جدب العفاة إن قنطوا / وليث حرب الكماة لا الغابِ
غلبت فقري لما تجهمني / بجحفل من نداك غلابِ
كم لك عندي من نعمة سلفت / بدَّلت جدبي منها باخصابِ
حلفت بِرا بالبيت يقصده / كل حليف للبر جوابِ
إن يمين الرَّبيب ما برحت / بمن عفاةٍ ويسر طلابِ
ركنت منه إلى سحاب ندى / هام لذيل الفخار سَحَّابِ
معاد سيب الجدوى مكرَّره / معوَّد بالحروب محرابِ
ضَربِ جواد أضحى فريد على / في كل مجدٍ بغير إضرابِ
وخير من زيد فضل مرتبة / من لست في جوده بمرتابِ
فيا قريش القريب جود يد / من المرجى البعيد عن عابِ
كالشهد في الطعم للصديق ترى / وتارة للعدو كالصَّبابِ
الصوم والحر يشفعان معا / إليك يا ذا السَّماحِ في بابِ
فانعم برسمي فإنني رجل / أأبي خروجي إليك في آبِ
لا سيما والطريق قد عرفت / بقطع رجّالة وأعرابِ
وذاك غارَ عليك إن اخذت / خفاجة عدتي وأثوابي
لا زلتَ تحجوي من الثّناء على ال / أحقابِ شكرا يبقى لأعقابِ
عندي لتاجِ الملوك يحيى
عندي لتاجِ الملوك يحيى / يحيى ذوي الفقر بالأيادي
مدائح لو أتت عكاظاً / فهِّد قس بها الأيادي
رب القنا الراعفات سمرا / والبيض حمرا غب الجلادِ
الذائب الجود للمرجي / في السنة الصعبة الجمادِ
والقائد الخيل مشرفات / شم الهوادي إلى الأعادي
ذو راحة سبطة أراحت / من أعطيات الأيدي الجعادِ
عادته أن تراه سمحا / برفده المبدي المعادِ
يا ويح مسترفد عدته / عن قصد أبوابه الغوادي
وحبذا من غدا يرجَّى / ندى له يخجل الغوادي
علقت منه بأريحيٍّ / خرق حييى حر جوادِ
مراد إحسانه خصيب / ينال فيهأقصى المرادِ
قد سد من خلتي نداه / ومعوزا كنت من سدادِ
أحرى الورى بالعلى وأجرى / منهم إذا سيل سيل وادِ
في كل ناد له إياد / لطالبي رفده تنادي
قليل مَنٍّ بالمَنِّ فينا / جم ندى الكف والرمادِ
مبلغ القاصدين منهما / راموه منه بلا اقتصادِ
كم فك أصفاده أسيرا / كان من الفقر في صفادِ
فجوده رائح وغاد / يسري إلى رائح وغادِ
وربي جيش كالسيلِ طامِ / والليل مُحلولِك السوادِ
كأن أبطاله اسود / تحمل غلبا من الصعادِ
برزت فيه بصدق عزم / أحد من بيضه الحدادِ
بقيت عون الدين المرجى / للسؤدد الجم والسدادِ
يا حاضر الجود والعطايا / لكل ما حاضر وبادي
يا واهب الجرد تحت مرد / والبدن والبدن الجرادِ
لولا ضنى بي ألم حينا / لا زال حلفا لمن تعادي
ذكرك كان الشفاء منه / إذ زاد بي والدعاء زادي
جئت على عادتي بمدحٍ / تحفة شادٍ وزاد حادي
يشهد لي الحاسدون أني / قد زدت فيه على زيادِ
إسعد بشهر الصيام واخلد / ما خلِّدت هضبتا نضادِ
وابقَ لامر له نفاذ / في كل أرضٍ بلا نفادِ
يا ثقة الدولة المفدى
يا ثقة الدولة المفدى / سحب ندى راحتيك تهمي
يا من لديه وجدت جودا / بالبعض منه عدمت عدمي
طالب كريم الدين المرجى / روح أبا طالب برسمي
فهو حيي وما أراه / فديته يستحل ظلمي
لأنني ما برحت أهدي / رائق نثري له ونظمي
هذا وكم رحت عن ذراه / موفرا من نداه سهمي
فليت ثاني علاه يضحي / مجندر من نداه سهمي
علقت منه بأريحيٍّ / متين حبل الوداد شهم
ليث إذا قيل من يحامي / سهل إذا سيل غير جهم
خال من العجب مستماح / ملآن من فِطنةٍ وفهم
فاقرأ عليه السلام وأسلم / والكل ما لاح ضوء نجم
قد قلت للأعمش الضنين ومن
قد قلت للأعمش الضنين ومن / يقطع ظنّ المؤمل الراجي
ارجع إلى الحرث والفِدان فقد / كنت إلى الحرب غير محتاجِ
يا قائد الضمر الجذاع غدا / تر كب أعلى جذع من الساجِ
في طرف الجسر أو على حائط الر / رقة أَو عند قرنة التاجِ
ويبصر الناس كل معتبر / من متحلٍّ بالظلم خلاجِ
من خارجي على الخلافة دخ / خالٍ عليها بالإِفكِ خرّاجِ
فيا لها كرة تعود بها / وآبنوس الأقان من عاجِ
تنفق فيها ولا ترى نفقا / وآي ناجٍ من سيف إيناجِ
أراقَ دمعي لا بل أراق دمي
أراقَ دمعي لا بل أراق دمي / ظلما بظُلمٍ مِن رِيقهِ الشَبِمِ
ذو قامة كالقضيب ناضِرَةٍ / وناظرٍ من سقامه سقمي
له جفون تعنو لفتكتها / ما في جفون الصطرم الخذمِ
يلوم فيه من لو تأمله / مثلي بعين الغرام لم يلم
لي فيه عيش لم يحل منذ جفا / وقلب صب لم يخل من ألمِ
حصلت من هجره على أصدق ال / أمر ومن وصله على التهمِ
يا صاحبي الغداة هل لكما / بالله علم من ساكن العلمِ
وهل تعاني العقِيقِ مخصبة / أم أمظأ الغيث برقتي أضم
لهفي على وقفة أديمُ بها / ذكرَ ليالٍ بهنّ لم تدمِ
مع كل بكر يزينها صِغَر / تسعى ببكر تزان بالهرمِ
كالبدر في كفها مشعشعة / كالشمس تجلو حنادس الظلم
بنت دنان تسقيك صفوتها / ذات بنان في حمرة العنمِ
قد برمت بالعقود فاقتصرت / على عقود المنثور والبرمِ
تنثر در الغناء مبدعة / في مجلس بالسرور منتظمِ
أنفقت فيه كرائمي ثقه / بجود خِدن السماح والكرمِ
مولى البرايا محمد عضد الد / دين التقي الوفي بالذممِ
المطعم الضيف غير معتذر / والخاضب السيف في الوغى بدمِ
خِرق إِذ أَمَّهُ أخو أملٍ / فاز بما يرتجيه عن أَممِ
حصن للاج أمن لمعتصِمِ / كهف لراج نصر لمهتضمِ
أجدت في مدحه وجاد فما / عذرُ زهيرٍ إن جادَ عن هرمِ
كن أنت يا رب جاره أبدا / فجاره كالحَمام في الحرمِ
واحفظه للملك والسيادة ما / هب نسيم يا بارىء النسم
فلا خلاف إن الهموم به / تزول لا زال علاي الهممِ
أعدمني جوده سؤالي من / أحسن لي من سؤاله عدمي
علقت منه بأروع ورع / أبلج سمح للمدح مغتنمِ
ملآن من سؤدد وفرط حجي / خال من العجب عالم علمِ
أحرى الورى بالندى وأوسعهم / جدى وأجرى ندى من الديمِ
إن ضجر المنعمون أو سئموا / أعطى بلا ضجرة ولا سامِ
مظفر الكِتب والكتائب في / سلم وحرب مشبوبة الضرمِ
ففارس السيف في الدروع وفي / ثني الدراريع فارس القلمِ
القار الصافنات مُجفِرة / تفضل أقرابها عن الحرم
تقلّ اكتادها أسود وفي / ما برحت بالرماح في أجمِ
لا زال يبقى ما شاء في نعمِ / فما ارى قوله سوى نَعَمِ
ما الروض راضَته كل مدجِنَة / بكل دمعٍ للغيث منسجمِ
حكى الأقاحي به الثغور وقد / بسمن عن بارد اللمى شبمِ
خلال ورد غض بأَحسن من / خلاله الرائقات والشيمِ
يا ملكا ينعش الورى بيد / فوق يد دهرها وتحت فم
أيقظت حظي وكان ذا سنة / ونمت عن حاجتي ولم تنمِ
فدم معز الإسلام ما صدحت / ورق وما اخضر مورق السلم
في نعمة تفرح العفاة ولا / تبرح منها العداة في نقمِ
وخذ ثناء قد صيغ من حكم / يزري بشعر الطائيّ والحَكَمي
در كلام يحار سامعه / وأين در البحار من كلمي
أهاجَك المنحنى وأطلالُه
أهاجَك المنحنى وأطلالُه / والحي تحدى للبين أجماله
يوم تولوا بمثل بدر دجى / يخجل بدر السماء تمثالُه
ذي مبسم طله مضاحكه / يبرد حَرَّ الفؤادِ سلمالُه
أغصُّ العذلِ في هواه كما / بِساقِه العبلِ غصّ خلخالُه
حليه دلّه وعنبره / نسيمه والجمال سربالُه
أخال من خطي أستعير له / خط عذار ونقطه خالُه
خط عذار بالمسك مستطر / يعذر فيه المحب عذالُه
على احمرار ينبئك أنَّ بني ال / أصفر أعمامه وأخوالُه
شوس أصدافه وبلبلَها / فأي قلب ما زاد بلباله
حال عن العهد غير مكترث / ولاعج الشَّوق لم تحل حالُه
هذا وبرٍّ يحار سالكُهُ / كأَنما البحر مزيداً آله
قفر تداعى في كل مهلكَةٍ / منه بقرب الآجال آجالُه
قطعت أهوالهُ بمنجردٍ / مكتسيات بالنحض أوصاله
بلا حقيّ الأنساب ذي عذر / لاحقه حزمه وآطاله
ذاك الجواد الذي يبلّغني / حمى جواد للبذل أمواله
حمى أَبي الفَضلِ خير من غمرال / عافين إنعامه وأفضالُه
غيث الورى والمغيتهم أبدا / جودا وليث الوغى ورئبالُه
مقابل فخره وسؤدده / مقتبل مجده واقبالُه
بحر ندى لا تخاض غمرته / وشاهق لا تطال أجبالُه
محققات لديه ظنون آمله / مخففات لديه أثقالُه
ذو لسن لا تغيب حجته / ومنعم لا تخيب سؤالُ
جمع اللهى شسغل معشَرٍ أبداً / وبذلها في العفاة أشغالُه
إِيهاً بهاء الدين الذي دعمت / أقواله الصادقات أفعالُه
يا واحدا في الندى ويا ملكا / أكرم آلٍ وأُسرة ألُه
فالحمد ما جاؤه لغيرهم / قط ولا ميمه ولا دالُه
كم كاسف البال عاد عن كثب / وهو بنعماك ناعم بالُه
أسعد بصوم تأتي مبشرة / مخبرة بالخلود أمثالُه
في ظل مُلكٍ ما زال مرتضعا / خِلفَ سعودِ به جرى فالُه
طاف علينا بكأس راح
طاف علينا بكأس راح / كحيل عين خصيب راحِ
أحور تلقاه ما تثنى / للدل نشوان وهو صاحبي
في وجيه غدير حسن / قد حف بالورد والأقاحِ
مذكر غير أنَّ فيهِ / تأنيث مكورة رداحِ
جاء به الحسن بدرتم / حلو الفكاهات والمزاحِ
ما ماس إلا حسبت غصنا / تميله أضعف الرياحِ
لم أستمع فيه قول واش / ولا تقبلت نصح لاحِ
خلخاله صامت ينافي / خصرا له ناطق الوشاحِ
يهزه العجب حين يدعي / بيا أميرا على الملاحِ
ما لغرامي به اكتتام / منذ وشي الدمع بافتضاحي
قل لي إلى من أشكو فيشكي / من جور طرف شاكي السلاحِ
أمرضَ قلبي فهل مداوي / من الجفون المرضى الصحاحِ
أحبها والذي براها / حب أبي الفضل للسماحِ
الأريحي الذي كفانا / برفده منة الشحاح
ومتبع كل يوم جود / غدو نعماه بالرواحِ
مجرد في الخطوب عزما / أقضي وأمضي من الصِفاحِ
يروع منه العدا يراع / يهزأ في ثوب مستماحِ
كم مستميح أتاه يرجو / فعاد في ثوب مستماح
ممدح عرضه مصون / يحمسي بمال له مباحِ
وبشره لم يزل بشيرا / لمن يرجَّيه بالنجاح
القائد الخيل جائلات / براكبيها جول القداحِ
تزان منه الدنيا بصدر / صدر مرجيه ذو انفساحِ
بربعه ظل مستريحا / غير طليح منضي الطلاحِ
أصفي خلالا من بنت كرم / تشاب بابن المُزن القَراحِ
أقرح قلب الحسود أني / أنال منه فوق اقتراحي
فيا بهاء الدين استمعها / وأعجب لألفاظها الفصاحِ
واجتَلِ بكرا جاءتك طوعا / بلا نفار ولا جماحِ
يا ابن بحور الدى الطَّوامي / وابن بدور العلى الوضاحِ
وشائدي بنية المعالي / بالجود طورا وبالكفاحِ
تهن بالعيد وابق واجعل / عداك فيه من الأضاحي