كَم تَهيمُ كم تَجِبُ
كَم تَهيمُ كم تَجِبُ / كم تَهي وَتَضطَرِبُ
كُلما أَقولُ سَلا / جَدَّ ذلك اللَعِبُ
كُلَّما أَقولُ خَبا / شَبَّ ذلك اللَهَبُ
أَيُّها الفُؤادُ تما / ديكَ في الهَوى عَجبُ
ما نِفارُ فاتِنَتي / يا تُرى لهُ سَبَبُ
غيرَ أَنَّني كَلِفٌ / في الهَوى بها تَعِبُ
ذاكِرٌ إِذا نَسيَت / قائِمٌ بما يجِبُ
فِتنَتي الجَمالُ وَعُذ / رى الجمالُ وَالأَدَبُ
هَل دَرَت بِمَن حَمَلَت / في المَهامهِ النُجُبُ
هَل دَرَت مَكانةَ عَبّا / سَ بينَ مَن رَكِبوا
فَهيَ لَم يُلِمَّ بها / في طريقِها لَغَبُ
بل عَدَت وَلَذَّ لها / في المَفاوِزِ الخَبَبُ
هل رَأت وجوهَهُمُ / في سَمائِها الشُهُب
فَهيَ في مَنازِلها / ساهرٌ وَمُرتَقِب
هَل رَأَيتَ من ذَهَبوا / قافِلينَ لا ذَهبوا
لا عَدِمتَ رَكبَهُمُ / في الصَباح إِذ رَكِبوا
وَالحِجازُ قِبلَتُهُم / وَالفُروضُ وَالقُرَب
وَالنَبِيُّ يَطلُبُهم / وَالمُحِبُّ يَقتَربُ
وَالحَنينُ يَجذُبُهُم / وَالمَشوقُ يَنجَذِب
وَالجَلال يُؤنِسُهم / وَالنجارُ وَالحَسَبُ
هاتِ يا بَشيرُ أَدِر / ذِكرَهُم أَلا اِقتَرَبوا
ما الذي تُرَدِّدُه / في بِلادِها العَرَبُ
سالَ في رُبوعِهِمُ / مِن نَداهُمُ الذَهَبُ
وَاِنبَرَت تُقَلِّدُهُم / مِن سمائِها السُحُبُ
فَالفَقيرُ جاءَ لهُ / في ديارهِ النَشبُ
وَالسُهولُ واصَلَها / بَعدَ هَجرِهِ العُشُب
إيهِ يا بَشيرُ أَفِض / ما تَقولُ مُقتَضَبُ
إِن تَزِد فَذو كرمٍ / لِلكِرامِ يَنتَسِبُ
أَو تُرِد فَمَوعِدُنا / ما سَتَشرَحُ الخُطَبُ
وَالنَدِيُّ تَمرَحُ في / هِ القَصائِدُ القُشُبُ
وَالذي سَتَحفَظهُ / في صُدورِها الكُتُبُ