المجموع : 3
ربَعيٌّ من بني جُشَمٍ
ربَعيٌّ من بني جُشَمٍ / كل بيتٍ منه خفَّانُ
حولهُ جُرْدٌ مُسومةٌ / وظُبىً بيضٌ وخرْصانُ
ترجفُ البَيداءُ إن ركبوا / فكأَنَّ القاعَ نَشْوانُ
غَدَروا ظُلماً بلا سببٍ / فَوَفيُّ القوم خَوَّانُ
فصبحْنا هم على نُذُرٍ / وبَشيرُ الصُّبْح عَجْلانُ
غارةً يَرْوي الحُسامُ بها / وكميُّ الجيشِ ظَمْآنُ
رَعَتِ الأرماحَ خَيْلُهم / فكأنَّ السُّمْرَ حَوْذانُ
وأذلَّتْهم بسالتُنا / فالأبيُّ القَيْلُ مِذْعانُ
نحنُ قومٌ من بني مُضرٍ / جَدُّنا في الفخر عَدنانُ
خُشُنٌ والضَّيمُ مُعْتَرضٌ / ذُلُلٌ والنَّاسُ إِخوان
نارُنا فوقَ الجبالِ بها / يهتدي سَفْرٌ ورُكبانُ
كلُّ مِطْعامٍ على سَغبٍ / وهو يومَ الرَّوع مِطعانُ
وعلى النَّادي تُضيءُ لنا / أوجهٌ غُرٌّ وتيجانُ
مَعْشري لا مَعْشرٌ كُهُمٌ / زانَهم حُسْنٌ وإِحْسانُ
خُطباءٌ لا يَفوتُهُم / في أداءِ القولِ تِبْيانُ
ومُلوكٌ والملوكُ لَهُمْ / في امتِثالِ الأمر عُبْدانُ
يَحسدُ الدَّأمأءُ أيْديَهم / ونسيمُ الليلِ شفَّانُ
كرضيِّ الدينِ يَحْسدُهُ / في نَداهُ الغَمْرِ تَهْتانُ
واهبُ الدُّنيا بمُعْذرةٍ / حيثُ مُعْطى النَّزْرِ مَنَّانُ
نائمٌ عن كل مُخْزيةٍ / وهو في العلياء يَقظان
غَيثُ جَدْبٍ وهو جَذْلانُ / ليثُ حربٍ وهو غَضبانُ
كرمٌ ما شابَ رَيِّقَهُ / لأولي الحاجاتِ ليَّانُ
مُسْمَهِرُّ البأسِ مِنْ مُضَرٍ
مُسْمَهِرُّ البأسِ مِنْ مُضَرٍ / يقْشعرُّ الموتُ مِن حَذَرِهْ
تطْرَبُ الألبابُ مُصْغيَةً / لحديثِ المجدِ من سِيَرِهْ
كلما أوسعْتَ مُبْتَلياً / خُبْرَهُ أرْبى على خَبَرِهْ
تُهْزَمُ الأحْداثُ كالِحَةً / بارْتجالِ الرَّأيِ لا فِكَرهْ
واذا ما أجْدَبَتْ سَنةٌ / كانَ سُقْيا الحَيِّ من مَطَرِهْ
هو بَحْرٌ من فَضائِلهِ / ومَديحي فيه منْ دُرَرِدْ
شَرفُ الدينِ الذي وَضَحَتْ / ظُلَمُ الأحْداثِ منْ غُررهْ
نحنُ قومٌ منْ تميم بنِ مُرٍّ
نحنُ قومٌ منْ تميم بنِ مُرٍّ / نُمْطِرُ العافِينَ والعامُ مَحْلُ
نُفْصِحُ الخُطبةَ والقوْمُ لُكْنٌ / ونَرُدُّ الجيش والخيلُ قُبْلُ
حُلَماءٌ لا يَحِلُّ حُبانا / عند طيش الخطب طيشٌ وجَهْلُ
أوْجُهٌ غُرٌّ وأيْدٍ بِساطٌ / وندىً غَمْرٌ ومُلْفىَ وظِلُّ
أنْجُمُ المُلْكِ ورُبَّ إِيابٍ / مثلما حُطَّ عن الظَّهْرِ رحْلُ
وشكا الوُرَّادُ والوِرْدُ حيناً / سَلْسَلٌ عند الورودِ ومُهْلُ
فَسَنَّنا الصَّبْرَ والبأسَ حتى / حَسَدَ الفخريْنِ طوْدٌ ونصْلُ
كيف تخشى أزْمَةٌ منْ زَمانٍ / ويمينُ الدينِ جَدْواهُ وَبْلُ
ساكِبُ المعْروفِ والمُزْنُ مُكْدٍ / وهُمامُ الرَّوْعِ والذِّمرُ فَسْلُ
وخميسٍ ضاربٍ بِجرانٍ / مُجْلِبٍ سوْرَتُهُ ما تَقِلُّ
فَلَّ مَنْظُومَ الشَّناخيبِ ركْضاً / وعَوادي بأسِهِ ما تُفَلُّ
نَسفَ البَيْداءَ حتى اطمأنَّتْ / بفَضاءِ الجوِّ أرضٌ تُحَلُّ
وأديمُ الأرضِ خافٍ فما يُدْ / رَكُ إِلاَّ حافِرٌ وأظَلُّ
صُلْتَ فيهم بيَراعٍ ورأيٍ / فانْجَلى نَقْعٌ وأدْرِكَ تَبْلُ
قَلَمٌ يَقْطُرُ سَمّاً وشَهْداً / فهو في الحالينِ نَحْلٌ وصِلُّ