المجموع : 6
جرِّبوا عوداً فقلت لهم
جرِّبوا عوداً فقلت لهم / إذْ أصابوا حبَّذا وِردِي
هكذا في الناس ذو كرمٍ / ولئيمٌ فاسدُ العَقد
أيُّها المُزْجِي مِطيَّتَه
أيُّها المُزْجِي مِطيَّتَه / إذ حداه الشوق والذِكَرُ
نحو بغداد يؤرِّقه / دُلَجُ التَّرْحال والبُكَر
عُجْ على ماء الفُرَات وقِف / كوقوف الصبّ يعتِذر
عن مَشُوق نحوَه قِلقٍ / ماله عن ذكره صَدَر
فهُنَاك الدهر مقتبِلٌ / والصِبا ريَّانُ ينعصِر
يا رُبا القاطول لا بعُدتْ / عنكِ بي الأيامُ والقَدَر
كلُّ ما في النفس من أمل / لكِ أطويه وأدَّخِر
وقريباً قد يزورُكِ بي / ظفرٌ ما مثلُه ظفر
ثم يصفو في ذرَاكِ لنا / طِيبُ عيشٍ ما به كَدَر
صَبَغَتْهُ صِبْغَةَ الحَدَقِ
صَبَغَتْهُ صِبْغَةَ الحَدَقِ / خِلْقَةٌ مِنْ أَحْسَن الخِلقِ
فَهْوَ كالكُحْلِ المُمَكَّنِ مِن / وَجْنةٍ مُحْمَرَّةٍ يَقَقِ
غُصُنٌ غَضٌّ بلا ورقٍ / في كثِيبٍ غير مفترِقِ
وكفاني أن مَبْسِمَهُ / فَلَقٌ قد لاح من غَسَق
بابليّ الطَّرفِ في دَعَج / لُؤْلُئِيّ الثَّغْرِ في نَسَقِ
إن يكن في خَلْقِه حَلَك / فهو فيه أَبْيَضُ الخُلُقِ
سكنتْ ألحاظُه فرمت / قلبَ مَن يهواه بالقَلَقِ
طاف يَسْقِينيِ مُشَعْشَعَةً / صاغ فيها الماءُ كالحَلَقِ
فكانَّ الليل راحتُه / وكأّنَّ الراحَ مِنْ شفَق
قد بعثنا الراحَ عن عَجَلِ
قد بعثنا الراحَ عن عَجَلِ / وحَسَمنا أَحْبُل العِلل
وتفاءلنا ببعثتها / لك بَعْثَ الخيل والخول
وجعلناها مقدِّمة / تقتضي الباقي من الأملِ
ولأنت المستحِقُّ لها / دون أبناءِ الرجاءِ ولِي
ويَدي رَهْنٌ بنافلةٍ / بعدها تُوفِي على النُّفَلِ
تَتَخَطّى من مراتبها / فوقَ قَرْنِ الشمس أَو زُحَلِ
وقليلٌ ذا لمِثلك يا / جاعلي مولاه مِن مَثَلَ
فاصطبرْ يشْمَلْك مِن جُمَلي / عَجَلٌ في صُورِة المهَلِ
واسترِح فيهِ لقولك هل / تُنْسَبُ الأَفلاكُ للثّقلِ
إنّ حُبّي ليس يحمله / غَيرُ حُرِّ النفسِ والعملِ
ووِدادِي ليس يسكن في / مهجةِ الهيّابة الوكِلِ
فجزاك اللهُ صالحةً / من مُحِبٍّ مُخْلِصٍ وَولِي
وأراني ما أُؤمله / لك من نَهْلٍ ومِن عَلل
بِيدٍ مني إذا انْبَجَست / عبثتْ بالعارِضٍ الْهَطِلِ
وبعزمٍ حين أبعثه / كَشَبا الخَطِّيَّةِ الذُّبُلِ
وكذا استمليت من سَلَفي / والألى آبائي الرّسُل
أنا لولا مَنْ يُؤَمّلني / لم أرِد مُسْتأْخِرَ الأَجل
يا أمينَ اللّهِ دعوةَ مَنْ
يا أمينَ اللّهِ دعوةَ مَنْ / بك نال السُّؤْلَ والأَملاَ
نحن في لهوٍ وفي طَرَب / نَتَعاطَى صفوَه جُمَلا
وغناءٍ كالوصال إذا / لم يُكَدِّره الحبِيبُ بلا
ونعيمٍ لانَ مَعطِفُه / قد تَردَّى الطِّيبَ واشتمَلا
نَسْتَحِثُّ الراحَ مُثْمِلةً / ونَهزُّ العيشَ مُقْتبِلا
والصِّبا عَذْبُ المَذاق وإن / فَنَّدَ الّلاحي وإن عَذَلا
هَبْ لنا أيامَ عِيشتِنا / مُنْعما يا خيرَ مَنْ سُئِلا
وأْتنا في يومِ جُمْعتِنا / وليكْن بالسَّبْت متّصلا
قد سألتُ اللّه يمنحنِي / منك إقبالاً وقد فعلا
عَمَرَ الرحمانُ ساحَتَنا / بكَ والأَيّامَ والدُّوَلا
قد علوتَ النجم من شرف
قد علوتَ النجم من شرف / وفضلتَ العُرْب والعَجما
كم سَقيتَ السُّمْر من عَطَشٍ / ثم أَنهلتَ السيوفَ دما
وأجبتَ الجودَ مبتدئاً / فتركت المال مقتسَما
ما رآك الجود مبتسماً / قطّ إلا افترّ وابتسما
هكذا تسمو مكارم من / لم يزل يستخدم الهمما