إزْرَعِ المعروفَ حَزْناً وسَهْلا
إزْرَعِ المعروفَ حَزْناً وسَهْلا / واحصُدِ الكُفَّارَ سَبْياً وقَتْلا
واقْتَضِ الرحمنَ فتحاً قريباً / كُلَّما جَلَّ تَناهى أجَلّا
كْفءَ مَا أَولَيْتَ حمداً وشكراً / وصَدَقْتَ اللهَ قَولاً وفِعْلا
وعَمَمْتَ الخَلْقَ عُرْفاً وَجُوداً / ووَسعْتَ الأرضَ حُكْماً وعَدْلا
وبَهَرْتَ البَرّ والبَحْرَ خُلْقاً / عَمَّ إفضالاً كَمَا خَصَّ فَضْلا
بِجَبينٍ مَا تجَلَّى لخطبٍ / يُظْلِمُ الإصباحَ إلّا تَجَلَّى
ويمينٍ عاهَدَتْ مَنْ سَقاهُ / لا تَمَلُّ السَّقْيَ حتَّى يَمَلّا
وبعَزْمٍ ألبَسَ الدِّينَ عِزّاً / مِثلَما قَدْ ألبَسَ الشِّرْكَ ذُلّا
وهِلالٌ فِي سماءِ تُجيبٍ / حازَ تِمَّ المجدِ يَومَ أَهَلّا
وغَمامٌ لَمْ تكَدْ تَمْتَرِيهِ / منكَ رِيحُ النصرِ حَتَّى اسْتَهَلّا
سَيْفُ ضَرْبٍ لَمْ يَرُقْهُ حُلِيٌّ / وتراهُ بالدِّماءِ مُحَلَّى
وسِنانٌ مَا يَمَلُّ اسْتِناناً / لو تُوَلِّيهِ الرَّدى مَا تَوَلَّى
كَلِفٌ بالطَّعْنِ والضَّربِ تامَتْ / قَلْبَهُ الحربُ جَمالاً وَدَلّا
فَصَبا فِي جاحِمِ الحربِ نَفْساً / وعَصى فِي حاطِمِ الزَّحْفِ عَذْلا
فَتَمَامُ الوَصْلِ ألّا يُخَلِّي / لجسومِ الشِّرْكِ بالهامِ وَصْلا
ونِظامُ الشَمْلِ ألّا يُبَقِّي / فِي ديارِ الكُفْرِ للِكفرِ شَمْلا
ساوَرَ الأسْدَ وَمَا تَمَّ شِبْلا /
طردَ البأساءَ حتَّى سَقاها / بكُؤوسِ الموتِ نَهْلاً وعَلّا
وسَقى ماءَ الفَضاءِ دِماءً / كَنَدى كفَّيْهِ سَحَّاً وَوَبْلا
في مَكَرٍّ قالَ للِرُّمْحِ رِفْقاً / ومَجالٍ قالَ للسيفِ مَهْلا
وتَلَقَّتْهُ العِدى بصدورٍ / خَطَّ بالخَطِّيِّ فِيهَا وأمْلى
وقَضى بالهامِ لِلْجَوِّ عُلْواً / وَعَلَى الأَشلاءِ لِلتُّرْبِ سُفْلا
ورأى أن صدورَ العوالي / من صُدورِ الغَدْرِ بالهامِ أوْلى
فَدَنتْ والسُّورُ يُومي إلَيْها / وينادِيهِنَّ أهْلاً وسَهلا
وعيونُ الخَلقِ تسمُو إليهِ / فَدَنا وَهْوَ من البَدْرِ أعلى
صَلِيَتْ منهُ العِدى بسيوفٍ / حَرُّ نارِ اللهِ فيهِنَّ أصلى
فَبِهِ أُعْلِيَ قحطانُ فَخْراً / وبهِ زُكِّيَ يَعْرُبُ أصْلا
وبه عَرَّفنا اللهُ أنَّا / سَنَرى فِي خَلْفِهِ لَكَ مِثلا