المجموع : 12
عَاتِبٌ ظَلْتُ لَهُ عَاتِباً
عَاتِبٌ ظَلْتُ لَهُ عَاتِباً / رُبَّ مَطْلوبٍ غَدا طَالِبا
مِنْ يَتُبْ عَنْ حُبِّ مَعْشُوقِهِ / لَسْتُ عَنْ حُبِّي لَهُ تَائِبا
فَالْهَوى لي قدَرٌ غَالِبٌ / كَيْفَ أَعْصي القَدَرَ الغَالِبا
سَاكِنَ القَصْرِ وَمَنْ حَلَّهُ / أَصْبَحَ القَلْبُ بِكُمْ ذَاهِبَا
اعْلَمُوا أَنِّي لَكُمْ حَافِظٌ / شَاهِداً مَا عِشْتُ أَوْ غَائِبا
صَاحِبٌ في الحُبِّ مَكذُوبُ
صَاحِبٌ في الحُبِّ مَكذُوبُ / دَمْعُهُ لِلشَّوْقِ مَسْكوبُ
كُلُّ مَا تَطْوِي جَوَانِحُهُ / فَهوَ في الْعَيْنَين مَكْتُوبُ
طَلَّقَ اللَّهْوَ فُؤادِي ثَلاثاً
طَلَّقَ اللَّهْوَ فُؤادِي ثَلاثاً / لا ارْتِجاعَ ليَ بَعْدَ الثَّلاثِ
وَبَيَاضٌ في سَوَادِ عِذاري / بَدَّلَ التَّشْبيبَ لي بِالمَراثي
غَيْرَ أَنِّي لا أُطِيقُ اصْطِباراً / وَأُراني صَابِراً لانْتِكاثي
بإِنَاثٍ في صِفاتِ ذُكُورٍ / وَذُكُورٍ في صِفَاتِ إناثِ
صَدَعتْ قَلْبِيَ صَدْعَ الزُّجاج
صَدَعتْ قَلْبِيَ صَدْعَ الزُّجاج / مَا لَهُ مِنْ حِيلَةٍ أَوْ عِلاجْ
مَزَجَتْ رُوحِيَ أَلحَاظُها / فَالهوى مِنِّي لِرُوحِي مِزاجْ
يَا قضيباً فَوْقَ دِعْصِ نقا / وَكثيباً تَحْتَ تِمثالِ عاجْ
أنتَ نُورِي في ظَلامِ الدُّجَى / وسِراجِي عنْدَ فَقْد السِّراجْ
مُسْتَهامٌ دَمْعُهُ سَافِحُ
مُسْتَهامٌ دَمْعُهُ سَافِحُ / بَيْنَ جَفْنَيْهِ هَوىً قادِحُ
كُلَّما أَمَّ سَبيلَ الهُدى / عافَهُ السانِحُ وَالبارِحُ
حلَّ فيما بَيْنَ أعدائِهِ / وَهْوَ عَنْ أحْبابِهِ نازِحُ
أَيُّها القادِحُ نارَ الهوى / اصْلَها يا أَيُّها القادِحُ
عاد مِنْهَا كُلَّ مَطْبوخِ
عاد مِنْهَا كُلَّ مَطْبوخِ / غَيْرَ دَاذِيٍّ وَمَفْضوخِ
وَاعْتقد مِنْ وُدِّ أَهْلِ الحِمَى / كُلَّ وُدٍّ غَيْرَ مَشْدُوخِ
وَانْتَشِقْ رَيَّاكَ مِنْ مُلْتَقَى / شَارِبٍ بِالمِسْكِ مَلْطُوخِ
إِنَّ في الْعِلمِ وَآثَارِهِ / نَاسِخاً مِنْ بَعْدِ مَنْسُوخِ
يَا مُجِيلَ الرُّوحِ في جَسَدي
يَا مُجِيلَ الرُّوحِ في جَسَدي / والذِي يَفْتَرُّ عَنْ بَرَدِ
وَفَريدَ الحُسْنِ واحِدَهُ / مُنْتَهاهُ مُنْتَهى العَدَدِ
خُذْ بِكَفِّي إِنَّني غَرِقٌ / في بِحارٍ جَمَّةِ المَدَدِ
ورِياحُ الهجْرِ قدْ هَدَمَتْ / ما أقامَ الصبرُ مِنْ أَوَدِي
ذَكَرَتْ مِنْ طِيزَناباذِ
ذَكَرَتْ مِنْ طِيزَناباذِ / فَقُرى الْكَرْخِ بِبغداذِ
قَهوةً لَيْسَتْ بِبَاذِقةٍ / لا وَلا بِتْعٍ ولا داذِي
مُرَّةً يَهذِي الحَليمُ بِهَا / بِأبي ذلك منْ هاذِي
فَهيَ أسْتاذُ الشرابِ بنا / وَالمعاني دَأبُ أسْتاذِي
زادَني لومُكَ إصْرارا
زادَني لومُكَ إصْرارا / إِنَّ لي في الحُبِّ أنْصارا
طارَ قَلبي مِنْ هَوى رَشأٍ / لو دَنا للقَلبِ ما طارا
خُذْ بِكَفِّي لا أمُتْ غَرَقاً / إنَّ بَحْرَ الحُبِّ قَدْ فارا
أنضجتْ نارُ النَّوى كَبِدي / وَدُمُوعي تُطفِئُ النَّارا
رُبَّ َنارٍ بتُّ أرمُقُها / تَقْضِمُ الهِنْدِيَّ والغارا
يا طويلَ الهَجرِ لا تَنْسَ وَصْلي
يا طويلَ الهَجرِ لا تَنْسَ وَصْلي / واشْتغالي بكَ عن كُلِّ شُغْلِ
يا هِلالاً فوقَ جيدِ غَزالٍ / وقضيباً تحتهُ دِعْصُ رَمْلِ
لا سَلَتْ عاذِلتي عنْه نَفسي / أَكثري في حبِّهِ أَو أَقلِّي
شادنٌ يُزهى بخدٍّ وجيدٍ / مائسٌ فاتنٌ بحسنٍ ودلِّ
ومتَى ما يَعِ منكَ كلاماً / فتكَلَّم فيجِبْكَ بعَقلِ
مِن مُحبٍّ شفَّهُ سَقَمُه
مِن مُحبٍّ شفَّهُ سَقَمُه / وتلاشَى لحمُهُ ودمُه
كاتبٌ حنّتْ صَحيفتُهُ / وبكى من رَحمةٍ قلمُه
يرفعُ الشّكوى إلى قمرٍ / تَنْجلي عن وجههِ ظُلَمهْ
مَن لِقرنِ الشّمسِ جبْهتهُ / ولِلمعِ البَرقِ مُبْتسَمُهْ
خَلّ عَقلي يا مُسَفِّههُ / إِنَّ عَقلي لستُ أتَّهمُهْ
لِلفتى عقلٌ يعيشُ بهِ / حَيثُ تَهدي ساقَهُ قدمُهْ
أَيُّ تُفَّاحٍ ورمَّانِ
أَيُّ تُفَّاحٍ ورمَّانِ / يُجتنَى من خُوطِ رَيْحانِ
أَيُّ وردٍ فوقَ خدٍّ بدا / مُستنيراً بينَ سُوسانِ
وثنٌ يُعبدُ في رَوضةٍ / صِيغَ مِن دُرّ مَرْجانِ
مَن رأَى الذَّلفاءَ في خَلوةٍ / لم يرَ الحدَّ على الزَّاني
إِنَّما الذَّلفاءُ ياقوتةٌ / أُخرِجَتْ من كيسِ دِهقانِ