المجموع : 8
صاحِبٌ كَالغِرِّ لَيسَ أَرى
صاحِبٌ كَالغِرِّ لَيسَ أَرى / جِدَّهُ مِنّي وَلا لَعِبَه
يَتَقيني بِالخِلابِ وَإِن / جَدَحوا عِرضي لَهُ شَرِبَه
داعِياً لي بِالخُلودِ وَلَو / طَلَبوا مِنهُ دَمي وَهَبَه
قَسَماً بِالبَيتِ طُفتُ بِهِ / وَبِرَمي جَمرَةِ العَقَبَه
تَرَكَ الدُنيا لِطالِبِها
تَرَكَ الدُنيا لِطالِبِها / وَرَضي بِالدونِ مُقتَصِدا
نافِراً مِنها فَليسَ يَرى / بِالأَماني آنِساً أَبَدا
بَعدَ أَن نالَ العَلاءَ وَما / زالَ يَنمي جَدُّهُ صُعُدا
نَفَضَ الأَطماعَ عَن يَدِهِ / وَاِستَخارَ الواحِدَ الأَحَدا
وَرَأى أَن لا نَجاةَ لَهُ / فَمَضى يَبغي الجَناةَ غَدا
مِثلُ وُدّي لا يُغَيِّرُهُ
مِثلُ وُدّي لا يُغَيِّرُهُ / لَكَ هِجرانٌ وَلا بُعُدُ
وَجُفوني لا يَزالُ بِها / طَيفُ حِلمٍ مِنكَ يَطَّرِدُ
وَضَميري أَنتَ تَعلَمُهُ / لَكَ لا يَلوي بِهِ أَحَدُ
يَا مُقيدَ الشَوقِ مِن كَبِدي / آهِ لا صَبرٌ وَلا جَلَدُ
جَرَحَتني مِنكَ جارِحَةٌ / كُلُّ أَعضائي لَها عَدَدُ
أَتُرى الأَحبابُ مُذ ظَعَنوا
أَتُرى الأَحبابُ مُذ ظَعَنوا / وَجَدوا لِلبَينِ ما أَجِدُ
لا يَبِت ذاكَ الحَبيبُ كَما / باتَ هَذا القَلبُ وَالكَبِدُ
كانَ زوراً بَعدَ بَينِهِمُ / وَغُروراً ذَلِكَ الجَلَدُ
وَمَتى تَدنُ الدِيارُ بِهِم / يَجِدوا قَلبي كَما عَهِدوا
طَلَعَت وَاللَيلُ مُشتَمِلٌ
طَلَعَت وَاللَيلُ مُشتَمِلٌ / سابِغُ الأَذيالِ وَالأُزُرِ
مِن خَصاصاتِ الغَبيطِ وَقَد / غَرَّدَ الحادي عَلى أُقُرِ
وَرِقابُ القَومِ مايِلَةٌ / مِن بَقايا نَشوَةِ السَهَرِ
فَاِستَقاموا في رِحالِهِمُ / يُتبِعونَ الضَوءَ بِالنَظَرِ
فَاِمتَرَينا ثُمَّ قُلتُ لَهُم / لَيسَ هَذا مَطلِعُ القَمَرِ
أَوَعيداً يا بَني جُشَمٍ
أَوَعيداً يا بَني جُشَمٍ / نَنقُضُ الأَطنابَ وَالحِلَلا
وَطِراداً في مُلَملَمَةٍ / تَستَبيحُ الخَيلَ وَالإِبِلا
وَنِزاعاً لا وُرودَ لَهُ / يَعجُمُ الحَوذانَ وَالنَفَلا
سَتَراني مُسيَ ثالِثَةٍ / لا أُضيفُ الهَمَّ إِن نَزَلا
وَخَفيري في غَياهِبِها / سابِحٌ ضَمَّنتُهُ الأَمَلا
طَرِبٌ لِلصَوتِ تَحسَبُهُ / عَرَبِيّاً يَعشَقُ الغَزَلا
سَوفَ يَغشى أَرضَكُم أَسَدٌ / يَفرِسُ الأَيّامَ وَالدُوَلا
لا يَنامُ السَيفُ في يَدِهِ / وَيُرى في بابِلٍ رَجِلا
إِنَّما الدُنيا لِمُقتَدِرٍ / أَينَ أَلقى قَولَهُ فَعَلا
إِنَّ غَربَ الدَهرِ مَصقولُ
إِنَّ غَربَ الدَهرِ مَصقولُ / وَغِرارَ الجَدِّ مَسلولُ
وَرِداءَ الفَجرِ مُنسَحِبٌ / وَنِطاقَ اللَيلِ مَسدولُ
وَحَواشي الجَوِّ ناصِلَةٌ / وَالدُجى بِالصُبحِ مَطلولُ
وَثَنايا اليَومِ يُضحِكُها / مِن قُدومِ العيدِ تَقبيلُ
شَهِدَت فينا مَخائِلُهُ / أَنَّ هَذا الصَومَ مَقبولُ
فَأَطِع حُكمَ السُرورِ وَإِن / زُخرِفَت فيهِ الأَضاليلُ
وَتَعَلَّل بِالمُدامِ لَهُ / إِنَّما الدُنيا تَعاليلُ
اِسقِني فَاليَومُ نَشوانُ
اِسقِني فَاليَومُ نَشوانُ / وَالرُبى صادٍ وَرَيّانُ
كَفَلَت بِاللَهوِ وافِيَةً / لَكَ ناياتٌ وَعيدانُ
حازَ وَفدَ الريحِ فَالتَطَمَت / مِنهُ أَوراقٌ وَأَغصانُ
كُلُّ فَرعٍ مالَ جانِبُهُ / فَكَأَنَّ الأَصلَ سَكرانُ
وَكَأَنَّ الغُصنَ مُكتَسِياً / مِن رِياضِ الطَلِّ عُريانُ
كُلَّما قَبَّلتُ زَهرَتَها / خِلتُ أَنَّ القَطرَ غَيرانُ
وَمَقيلٍ بَينَ أَخبِيَةٍ / قِلتُهُ وَالحَيُّ قَد بانوا
في أُصَيحابٍ مَفارِشُهُم / ثَمَّ أَنقاءٌ وَكُثبانُ
عَسكَرَت فيها السَحابُ كَما / حَطَّ بِالبَيداءِ رُكبانُ
فَاِرتَشَفنا ريقَ سارِيَةٍ / حَيثُ كُلَّ الأَرضِ غُدرانُ
فَاِسقِني فَالوَصلُ يَألَفُني / إِنَّ يَومَ البَينِ قَرحانُ
قَهوَةً ما زالَ يَقلَقُ مِن / مُجتَناها المِسكُ وَالبانُ
غَيرُ سَمعي لِلمَلامِ إِذا / ضَجَّ ساجي الصَوتِ مِرنانُ
رُبَّ بَدرٍ بِتُّ أَلثُمُهُ / صاحِياً وَالبَدرُ نَشوانُ
قُدتُ خَيلَ اللَثمِ أَصرِفُها / حَيثُ ذاكَ الخَدُّ مَيدانُ
لي غَديرٌ مِن مُقَبَّلِهِ / وَمِنَ الصُدغَينِ بُستانُ
في قَميصِ اللَيلِ عَبقَةُ مَن / ظَنَّ أَنَّ الوَصلَ كِتمانُ
كَيفَ لا تَبلى غَلائِلُهُ / وَهوَ بَدرٌ وَهيَ كَتّانُ
وَنَدامى كَالنُجومِ سَطوا / بِالمُنى وَالدَهرُ جَذلانُ
كَم تَخَلَّت مِن ضَمائِرِهِم / ثُمَّ أَلبانٌ وَأَذهانُ
خَطَروا وَالخَمرُ تَنفُضُهُم / وَذُيولُ القَومِ أَردانُ
كُلَّ عَقلٍ ضاعَ مِن يَقظٍ / فَهوَ في الكاساتِ حَيرانُ
إِنَّما ضَلَّت عُقولُهُمُ / حَيثُ يُعييهِنَّ وُجدانُ
فَاِختَلِس طَعنَ الزَمانِ بِها / إِنَّما الأَيّامُ أَقرانُ