المجموع : 13
بدني أضحى إلى الأممِ
بدني أضحى إلى الأممِ / نائباً عن كعبةِ الحرمِ
كعبة للسرِّ يسعى لها / كلُّ من يمشي على قدمِ
من أراد الحج يقصده / من جميع العُرب والعجمِ
أنا سرّ الخلقِ كلهِّم / أنا اللاقسمة الكلم
إنني شفعٌ ووِتر إذا / لم يكن بارَّبع من إرَمِ
أنا كن لكنن شبحٌ / قابل للجهل والحكم
فيكون الجهلُ في صَبٍب / ويكون العلمُ في عَلَم
إننا لوحان قدْ رُقما / غير أنَّ الوِتر في القلم
أنا وصفُ الوصفِ فاتصفوا / أنا ذاتُ الذاتِ فالتزم
أنا سرُّ السرِّ قد عدلتْ / همتي عن موقف الهمم
أنا نورُ النورِ قد برزت / بوجودي ذرةُ الظلم
أنا عزُّ العز ما ملكتْ / نفسي ذات الذلّ و العدم
من رآني قد رأى ما خفي / في مثال النورِ والقدم
بلغ الغاياتِ قلبُ فتى / ليمين الله ملتزم
قد أبحنا لثمها فمه / عليه في سابق القدمِ
سعد نفسي أنها سِعدَتْ / بسلوكِ الواضحِ الأمم
لم ينله غيرها عشقاً / مثلها في سالف الأمم
يا رجالاً غيرنا طلبوا / أين جود البحر من كرمي
ارجعوا واستلموا كفَّ من / إنْ يهب لم يخش من عدم
كلُّ طَرفٍ في العلى سابحٌ / نحونا وجداً بنا يرتمي
كلُّ سرٍّ خافضٌ رافعٌ / لوجودي رغبةً ينتمي
مثل حل الشمس في حمل / أمنوا تحلَّة القسَم
لم يزل ولا يزال غداً / في نعيمٍ غيرِ منصرم
وشموسُ الوصلِ طالعةٌ / وخسوفُ البحر في العدم
انظروا قولي لكم فلقد / طرفُ كلِّ الناسِ عنه عمي
تجدوه واضحاً حسناً / منبئاً عن رتبة الكرم
يا إله الخلق يا إلهي / وسميري في دجى الظُلم
جُد على صَبِّ حليفٍ ضني / يا كثيرِ الفضلِ والنعم
كوكب قال بتنزيه نفسهِ
كوكب قال بتنزيه نفسهِ / فرماه العجبُ في سجنِ رمسِهِ
طلعتْ حكمة مولاه ليلاً / لمحياه فأودَتْ بنفسه
فشكا الكوكبُ وجداً وشوقاً / لسناها عند أبناء جنسه
قيل ما حكمة هذا محبّ / جاءكم يرغبُ وصلاً بخمسه
قبضتها وأتت في حلاها / نحو باريها وحطَّت بقدسه
ودعته فأتاها مجيباً / يا محباً يشتهيها لنفسه
اشكر الله على كل حال / ابنتي ليلك هذا بعرسه
لمعَ البرقُ علينا عشاءً
لمعَ البرقُ علينا عشاءً / وكمثلِ الصبح ردَّ المساءُ
وسطا باسم حكيم فأخفى / زمن الصيفِ وأبدى الشتاء
زرع الحكمةَ في أرضِ قومٍ / وكساها من سناه البهاءُ
في فؤادِ العارفين بصر
في فؤادِ العارفين بصر / ما له في المؤمنين خَبَرْ
حظه علمٌ ومعرفة / ليس يدري ما يقول حير
يعرف الأشيا لموجدها / أدباً وما رأى من أثر
كالذي جاءتْ مسطرة / وهي سرٌّ في قَضا وقَدَر
عالم بكلِّ ما نسبوا / فعله لله أو لبشر
شاهَدَ خلافَ ما شهدوا / عالم إن الإله ستر
واقتدى فيه بموجده / وعفا عما جرى وصَبَر
وادّعاه الحقُّ فيه كما / جاء في نص الهدى وغفر
فهو ذو علم على حدة / قابل بما الوجود ظهر
ما نرى فيه منازعة / مثبت ما قد بقى وغبر
أخرسُ أعمى معلقةٌ / يدُه فلا يزالُ بشر
إنه في كونِه عدم / مثلُ نورٍ قد بدا بقمر
فتقولُ العينُ ذاك له / ويقولُ البدرُ لا وعبر
هكذا أمر الوجودِ فكن / لا تكن واسكت وقل بقدر
حشرت أجزاء جملتنا
حشرت أجزاء جملتنا / لظهور الروحِ في البدن
وبدتْ أعلام قبلتنا / فنفت عن مقلتي وسني
طلباً للاجتماع بها / إنها من جملتي سكني
جعل الرحمن آخرها / عصمة لنا من الفتن
عصم الرحمنُ قارءها / أبداً في السرِّ والعلن
فلقد تاه الفؤادُ بها / للذي فيها من الحسن
ارتباطُ السقمِ بالعرضِ
ارتباطُ السقمِ بالعرضِ / كارتباطِ الجسم بالعَرَضِ
فإذا نيلتْ فعافيةٌ / وانتفى ما كان من مرضِ
فانظروا فيما ذكرتُ لكم / تسلموا من علةِ الغرض
فوجوبُ الزهد فيه لذي / نظر وجوبُ مفترض
والذي تخفى مقاصدُه / إنه يصبر على مضض
ويعزي نفسه في الذي / فاته بقوله لو قضى
وتمجُّ النفس حكمته / فتراه دائم الحَرَض
تارة يموتُ من شرق / تارة يموتُ من جَرَض
وإذا ما مات من غصص / ربما يظنُّ فيه رضى
والذي تفوته حكمي / ما لها والله من عرضِ
هي كالمصباح نيَّرة / مدَّه زيتٌ يكاد يُضي
ما لهه مَيْلٌ إلى جهةٍ / لوجودِ الاعتدال مضى
إنّ لي معنى أعيش به
إنّ لي معنى أعيش به / هو مني مثل نا وأنا
فيقول الشرع أنت هنا / ويقول الكشف لست هنا
كلُّ من تعدوه حكمته / فهو في تعمي بها وهنا
وجميعُ ليس لهم / من غذاء غيرهم فبنا
فبنا كانت عوارضنا / وبه كنا له سكنا
ويقول العقل فيه كما / قاله مدبِّر الزمنا
وهولا يدري زمانتهم / فتراه يعبد البدنا
والذي أحواله هكذا / هو إلا عابدٌ وثنا
فإذا قامت شواهده / عنده مضى لها وثنا
عطفه عنها وغادرها / عدماً واستلزم السننا
وأتى لكل خافيةٍ / فأتى بها لهم علنا
وأزال الابتداع ولم / ير إلا الفرض والسننا
كلُّ ما في العلم يشهده / ليس شيءٌ عنده بطنا
فمتى ما قال قائلهم / حكمة الإخفاء عنه بنا
قل له جهلت صورته / فانظروا ما ضمن اللسنا
من يقل نحن به وله / فليقل أيضاً بنا ولنا
قد جرىفي مثلنا مثلَ
قد جرىفي مثلنا مثلَ / علم في رأسِه نارٌ
بيتنا وبين كن نسب / فلنا في الكون آثارُ
إنه لمن تحققه / نقص حظ فيه أضرارُ
فرددنا لصاحبه / ما أنا في الردِّ مختار
إنما الدنيا له ولنا / في التي تليها أخبار
إنما يدري بصحة ذا / من له في العلم مقدار
والذي يلهو بعبرته / ما له في القلب أبصار
هذه الدنيا لهم تعبٌ / ولنا عونٌ وأنصار
للذي أرجوه من منح / جلها أني لها جار
هكذا قال الجليل لنا / وأتى في ذاك أخبار
إنَّ داراً لستَ فيها تُعزى
إنَّ داراً لستَ فيها تُعزى / ودياراً أنتَ فيها تهنى
فاحمدِ الله على كلِّ حال / واتخذ ربَّك رُكنا وحِصنا
إنما الإنسانُ أنفاسُه
إنما الإنسانُ أنفاسُه / وهو للحقِّ جلاسُه
فإذا ما ينقضي نفس / أخليت في الحين أكياسُه
فإذا لم يبقَ من نفسِ / ينقضي ما فيه إفلاسه
والذي يدري إشارتنا / أنهم للدهرِ أكياسه
ما رأينا من عنايته
ما رأينا من عنايته / يأخذ الأموالَ والولدا
غير ربٍّ لم يزل أبدا / بكمالِ الوصفِ مُنفردا
أبصرَ المغرورُ جنته / ثم لم يدرِ الذي شهدا
قال ما أظن في خَلَدي / أن تبيد هذه أبدّا
لم تكن كما تخيله / أنها تبقى له أمدا
وهي عند الله باقية / للذي قد كان معتقدا
فأراه الظن خيبته / وأرى العلمَ الذي انتفدا
فأراه ما توعَّده / وأراه ما به وعَدا
لم يزل في قدسِ جنته / طالع العلى منتقدا
حامداً لله خالِقه / حيثُ لم يترك له سَندا
كلُّ من طابت سريتُه / بالذي في سرِّه اتحدا
لم يجد من دون خالقه / أحدا يكون ملتحدا
إنَّ لي مولى اسرُّ به / ما يرى شيئاً يكون سدى
عينُ كونِ الشيء حكمتُه / ما لها حكمٌ عليه بدا
الذي تُرجى عوارفه / كان لي رُكنا ومستندا
عز لم يعرف وما عرفوا / غير من أضلهم بهدى
فهو المعلوم عندهمُ / والذي لا يعلمن أبدا
إنْ داراً أنت فيها تُهنّى
إنْ داراً أنت فيها تُهنّى / ودياراً لستَ فيها تُعزَّى
فاشكرِ الله على كلِّ حال / واتخذ ربَّك رُكنا وحرزا
قَسَماً بسورةِ العصر
قَسَماً بسورةِ العصر / إنه الإنسانُ في خسرِ
غير من أوصوا نفوسهمُ / بينهم بالحقِّ والصبر
فهمُ القوم الذين نَجوا / من عذابِ الله في القبر
ثم في يومِ النشور إذا / جمعوا للعرش في الحشرِ