القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 13
بدني أضحى إلى الأممِ
بدني أضحى إلى الأممِ / نائباً عن كعبةِ الحرمِ
كعبة للسرِّ يسعى لها / كلُّ من يمشي على قدمِ
من أراد الحج يقصده / من جميع العُرب والعجمِ
أنا سرّ الخلقِ كلهِّم / أنا اللاقسمة الكلم
إنني شفعٌ ووِتر إذا / لم يكن بارَّبع من إرَمِ
أنا كن لكنن شبحٌ / قابل للجهل والحكم
فيكون الجهلُ في صَبٍب / ويكون العلمُ في عَلَم
إننا لوحان قدْ رُقما / غير أنَّ الوِتر في القلم
أنا وصفُ الوصفِ فاتصفوا / أنا ذاتُ الذاتِ فالتزم
أنا سرُّ السرِّ قد عدلتْ / همتي عن موقف الهمم
أنا نورُ النورِ قد برزت / بوجودي ذرةُ الظلم
أنا عزُّ العز ما ملكتْ / نفسي ذات الذلّ و العدم
من رآني قد رأى ما خفي / في مثال النورِ والقدم
بلغ الغاياتِ قلبُ فتى / ليمين الله ملتزم
قد أبحنا لثمها فمه / عليه في سابق القدمِ
سعد نفسي أنها سِعدَتْ / بسلوكِ الواضحِ الأمم
لم ينله غيرها عشقاً / مثلها في سالف الأمم
يا رجالاً غيرنا طلبوا / أين جود البحر من كرمي
ارجعوا واستلموا كفَّ من / إنْ يهب لم يخش من عدم
كلُّ طَرفٍ في العلى سابحٌ / نحونا وجداً بنا يرتمي
كلُّ سرٍّ خافضٌ رافعٌ / لوجودي رغبةً ينتمي
مثل حل الشمس في حمل / أمنوا تحلَّة القسَم
لم يزل ولا يزال غداً / في نعيمٍ غيرِ منصرم
وشموسُ الوصلِ طالعةٌ / وخسوفُ البحر في العدم
انظروا قولي لكم فلقد / طرفُ كلِّ الناسِ عنه عمي
تجدوه واضحاً حسناً / منبئاً عن رتبة الكرم
يا إله الخلق يا إلهي / وسميري في دجى الظُلم
جُد على صَبِّ حليفٍ ضني / يا كثيرِ الفضلِ والنعم
كوكب قال بتنزيه نفسهِ
كوكب قال بتنزيه نفسهِ / فرماه العجبُ في سجنِ رمسِهِ
طلعتْ حكمة مولاه ليلاً / لمحياه فأودَتْ بنفسه
فشكا الكوكبُ وجداً وشوقاً / لسناها عند أبناء جنسه
قيل ما حكمة هذا محبّ / جاءكم يرغبُ وصلاً بخمسه
قبضتها وأتت في حلاها / نحو باريها وحطَّت بقدسه
ودعته فأتاها مجيباً / يا محباً يشتهيها لنفسه
اشكر الله على كل حال / ابنتي ليلك هذا بعرسه
لمعَ البرقُ علينا عشاءً
لمعَ البرقُ علينا عشاءً / وكمثلِ الصبح ردَّ المساءُ
وسطا باسم حكيم فأخفى / زمن الصيفِ وأبدى الشتاء
زرع الحكمةَ في أرضِ قومٍ / وكساها من سناه البهاءُ
في فؤادِ العارفين بصر
في فؤادِ العارفين بصر / ما له في المؤمنين خَبَرْ
حظه علمٌ ومعرفة / ليس يدري ما يقول حير
يعرف الأشيا لموجدها / أدباً وما رأى من أثر
كالذي جاءتْ مسطرة / وهي سرٌّ في قَضا وقَدَر
عالم بكلِّ ما نسبوا / فعله لله أو لبشر
شاهَدَ خلافَ ما شهدوا / عالم إن الإله ستر
واقتدى فيه بموجده / وعفا عما جرى وصَبَر
وادّعاه الحقُّ فيه كما / جاء في نص الهدى وغفر
فهو ذو علم على حدة / قابل بما الوجود ظهر
ما نرى فيه منازعة / مثبت ما قد بقى وغبر
أخرسُ أعمى معلقةٌ / يدُه فلا يزالُ بشر
إنه في كونِه عدم / مثلُ نورٍ قد بدا بقمر
فتقولُ العينُ ذاك له / ويقولُ البدرُ لا وعبر
هكذا أمر الوجودِ فكن / لا تكن واسكت وقل بقدر
حشرت أجزاء جملتنا
حشرت أجزاء جملتنا / لظهور الروحِ في البدن
وبدتْ أعلام قبلتنا / فنفت عن مقلتي وسني
طلباً للاجتماع بها / إنها من جملتي سكني
جعل الرحمن آخرها / عصمة لنا من الفتن
عصم الرحمنُ قارءها / أبداً في السرِّ والعلن
فلقد تاه الفؤادُ بها / للذي فيها من الحسن
ارتباطُ السقمِ بالعرضِ
ارتباطُ السقمِ بالعرضِ / كارتباطِ الجسم بالعَرَضِ
فإذا نيلتْ فعافيةٌ / وانتفى ما كان من مرضِ
فانظروا فيما ذكرتُ لكم / تسلموا من علةِ الغرض
فوجوبُ الزهد فيه لذي / نظر وجوبُ مفترض
والذي تخفى مقاصدُه / إنه يصبر على مضض
ويعزي نفسه في الذي / فاته بقوله لو قضى
وتمجُّ النفس حكمته / فتراه دائم الحَرَض
تارة يموتُ من شرق / تارة يموتُ من جَرَض
وإذا ما مات من غصص / ربما يظنُّ فيه رضى
والذي تفوته حكمي / ما لها والله من عرضِ
هي كالمصباح نيَّرة / مدَّه زيتٌ يكاد يُضي
ما لهه مَيْلٌ إلى جهةٍ / لوجودِ الاعتدال مضى
إنّ لي معنى أعيش به
إنّ لي معنى أعيش به / هو مني مثل نا وأنا
فيقول الشرع أنت هنا / ويقول الكشف لست هنا
كلُّ من تعدوه حكمته / فهو في تعمي بها وهنا
وجميعُ ليس لهم / من غذاء غيرهم فبنا
فبنا كانت عوارضنا / وبه كنا له سكنا
ويقول العقل فيه كما / قاله مدبِّر الزمنا
وهولا يدري زمانتهم / فتراه يعبد البدنا
والذي أحواله هكذا / هو إلا عابدٌ وثنا
فإذا قامت شواهده / عنده مضى لها وثنا
عطفه عنها وغادرها / عدماً واستلزم السننا
وأتى لكل خافيةٍ / فأتى بها لهم علنا
وأزال الابتداع ولم / ير إلا الفرض والسننا
كلُّ ما في العلم يشهده / ليس شيءٌ عنده بطنا
فمتى ما قال قائلهم / حكمة الإخفاء عنه بنا
قل له جهلت صورته / فانظروا ما ضمن اللسنا
من يقل نحن به وله / فليقل أيضاً بنا ولنا
قد جرىفي مثلنا مثلَ
قد جرىفي مثلنا مثلَ / علم في رأسِه نارٌ
بيتنا وبين كن نسب / فلنا في الكون آثارُ
إنه لمن تحققه / نقص حظ فيه أضرارُ
فرددنا لصاحبه / ما أنا في الردِّ مختار
إنما الدنيا له ولنا / في التي تليها أخبار
إنما يدري بصحة ذا / من له في العلم مقدار
والذي يلهو بعبرته / ما له في القلب أبصار
هذه الدنيا لهم تعبٌ / ولنا عونٌ وأنصار
للذي أرجوه من منح / جلها أني لها جار
هكذا قال الجليل لنا / وأتى في ذاك أخبار
إنَّ داراً لستَ فيها تُعزى
إنَّ داراً لستَ فيها تُعزى / ودياراً أنتَ فيها تهنى
فاحمدِ الله على كلِّ حال / واتخذ ربَّك رُكنا وحِصنا
إنما الإنسانُ أنفاسُه
إنما الإنسانُ أنفاسُه / وهو للحقِّ جلاسُه
فإذا ما ينقضي نفس / أخليت في الحين أكياسُه
فإذا لم يبقَ من نفسِ / ينقضي ما فيه إفلاسه
والذي يدري إشارتنا / أنهم للدهرِ أكياسه
ما رأينا من عنايته
ما رأينا من عنايته / يأخذ الأموالَ والولدا
غير ربٍّ لم يزل أبدا / بكمالِ الوصفِ مُنفردا
أبصرَ المغرورُ جنته / ثم لم يدرِ الذي شهدا
قال ما أظن في خَلَدي / أن تبيد هذه أبدّا
لم تكن كما تخيله / أنها تبقى له أمدا
وهي عند الله باقية / للذي قد كان معتقدا
فأراه الظن خيبته / وأرى العلمَ الذي انتفدا
فأراه ما توعَّده / وأراه ما به وعَدا
لم يزل في قدسِ جنته / طالع العلى منتقدا
حامداً لله خالِقه / حيثُ لم يترك له سَندا
كلُّ من طابت سريتُه / بالذي في سرِّه اتحدا
لم يجد من دون خالقه / أحدا يكون ملتحدا
إنَّ لي مولى اسرُّ به / ما يرى شيئاً يكون سدى
عينُ كونِ الشيء حكمتُه / ما لها حكمٌ عليه بدا
الذي تُرجى عوارفه / كان لي رُكنا ومستندا
عز لم يعرف وما عرفوا / غير من أضلهم بهدى
فهو المعلوم عندهمُ / والذي لا يعلمن أبدا
إنْ داراً أنت فيها تُهنّى
إنْ داراً أنت فيها تُهنّى / ودياراً لستَ فيها تُعزَّى
فاشكرِ الله على كلِّ حال / واتخذ ربَّك رُكنا وحرزا
قَسَماً بسورةِ العصر
قَسَماً بسورةِ العصر / إنه الإنسانُ في خسرِ
غير من أوصوا نفوسهمُ / بينهم بالحقِّ والصبر
فهمُ القوم الذين نَجوا / من عذابِ الله في القبر
ثم في يومِ النشور إذا / جمعوا للعرش في الحشرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025