ذكر الأحباب والوطنا
ذكر الأحباب والوطنا / والصبى والإلف والسكنا
فبكى شجواً وحق له / مدنف بالشوق حلف ضنا
أبعدت مرمى يد رجمت / من خراسان به اليمنا
خلست من بين أضلعه / بالنوى قلباً له ضمنا
من لمشتاق تميله / ذات سجع ميّلت فننا
كلما هاج الهديل لها / طرباً هاجت له شجنا
لمْ تعرِّضْ في الحنين بمن / مسعد إلاّ وقال أنا
لك يا ورقاء أسوة من / لم تذيقي طرفه الوسنا
بك أنسي مثل أنسك بي / فتعالي نبدِ ما كمنا
نتشاكى ما نجّن إذا / بحت شجوا صحت واحزنا
غير أني منك أعذر إن / عاد سري في الهوى علنا
أنا لا أنت البعيد هوى / أنا لا أنت الغريب هنا
أنا فرد يا حمام وها / أنت والإلف القرين ثنا
اسْرَحا رأدَ النهار معاً / واسكنا جنح الدجى غصنا
وابكيا يا جارتيّ لما / لعبت أيدي الفراق بنا
واعلما أن قد مللت وأم / للت من تطوافي المدنا
كم ترى أشكوا البعاد وكم / أندب الأطلال والدمنا
ذبت حتى لو أخو رمدٍ / ضمّنى جفناه ما فطنا
لو رآني حاسدي لبكى / رحمةً لي أو عليّ حنا
لي عين دمعها دررٌ / خلقت أجفانها مزنا
وحشاً أنفاسه شررٌ / محرقات من إليّ دنا
أين قلبي ما صنعت به / لا أرى صدري له وطنا
ما جنى جسمي فعاقبه / إنما طرفي عليه جنا
خان يوم النفر وهو معي / فأبى أن يصحب البدنا
أبه حادي الرفاق حدا / أم له داعي الفراق عنا
أم أصاب البين ما ظهر ال / يوم من شملي وما بطنا
ليت أني قد صممت فلم / أصغ للداعي به أذنا
إن عناني بالمسير فعن / سير قلبي من حشاي كنا
راح بي نضوا وخلفه / بالهوى في الحي مرتهنا
لست يالله أتْهِمُ في / شأنه إلا ثلاثَ منى
خلسته لا أبرّئها / عينُ ريم الخيف حين رنا
ضمّنا رمي الجمار فما / راح حتى رحت ممتحنا
بينما نقضي مناسكنا / إذ لقينا دونها الفتنا
رفعت سجف القباب فلا ال / فرض أدينا ولا السننا
سفرت تلك الوجوه فأغ / شين بالأنوار أعيننا
ثم صينت بالأكف سوى / مقل تستخون الأمنا
رشقتنا عن حواجبها / بسهام تنفذ الجننا
فاحتسبنا الاجر في نظر / آد بالأوزار أظهُرَنا
كم أخي نسك وذي ورع / جاء يبغي الحج فافتتنا
أنصفونا يا بني حسن / ليس هذا منكم حسنا
لم أحلّت محرماتُكم / بالعيون النجل أنفسنا
قد سمحنا بالقلوب لكم / ليس نبغي منكم ثمنا
فاغفروها باللحاظ اذا / شئتم أن تعقروا البدنا
نحن وفد الله عندكم / ما لكم جيرانه ولنا
لم يجرنا منكم حرم / من أتاه خائفا أمنا
دون هذا ما بنا رمق / حسبكم ماشفنا وعنا
أنصفونا أو مسابغ عد / ل معين الدين يشملنا
ملك حاز العلى وأذل / ل العدى واستعبد الزمنا