المجموع : 6
خالدٌ أُمٌّ وأنتَ أبٌ
خالدٌ أُمٌّ وأنتَ أبٌ / أيّها الشوكيُّ لا كَذِبا
قد فَصلتُ الحكمَ بينكما / فاستريحا طال ذا تَعَبَا
أيها المُهدي ثناءً جميلاً
أيها المُهدي ثناءً جميلاً / شاركَ التنميقَ فيهِ الصوابُ
شاكراً نُعمى صَفُوحٍ مَنُوحٍ / مَنُّهُ في كلِّ جيدٍ سِخَابُ
قلتُ قولاً ليس فيه امتراءٌ / مُونِقاً مُستحسناً لا يعابُ
لا يفي وافٍ بمن أنت مُطْرٍ / أو يُسوَّى بالشَّراب السرابُ
لا ولا ينحو مُثيبٌ بنُعمى / نَحْوهُ حتى يشيبَ الغُرابُ
أين في الدنيا حكيمٌ كريمٌ / أين هُو لا أين إلا الكِذابُ
رأيُهُ مصباحُ نورٍ جَليٍّ / ويداهُ للحيا الثَّرِّ بَابُ
فلنا منه العلومُ الصَّفايا / ولنا منه العطايا الرِّغابُ
فهْوَ شمسٌ مستضاءٌ ثناها / دونها في كلّ ذاك سحابُ
تحتها ضدّان صَحْوٌ ودَجْنٌ / إنّ هذا لَهْوَ شيءٌ عجابُ
عَجبي للشمس أَنَّى تَجَلّى / وعليها من سَحابٍ حجابُ
يفعلُ الحسنى فينثو نَثَاها / فيراها باخساً أو تُثابُ
أبداً حتى يملَّ العطايا / مُستميحوها ويَفْنى الحسابُ
إن من يدعو مديحاً أبيَّاً / لأبي عيسى لداعٍ مُجابُ
فصباح الفطر موعدنا
فصباح الفطر موعدنا / بصَبوحٍ كامل العُدَدِ
من كُميت اللون صافية / ترتمي في الكأس بالزَّبدِ
فوقها مما تجيشُ به / حَبَب كاللؤلؤ البَدَدِ
خنْدريس عُتِّقت فغدت / من بنات الكرم والأبدِ
رُوح راحٍ أو حُشاشتُها / فهْيَ أخت الروح في الجسدِ
صعبة في الرأس جامحة / سهلة في كل مُزْدَردِ
وسماع صِيغَ من كَلِمٍ / قيِّم ما فيه من أوَدِ
صاغه صَوَّاغُه صِيَغاً / بِدَعاً لم تُلقَ في خَلَدِ
فله في عقل سامعه / عملٌ كالنفث في العُقَدِ
من ظباء غير نافرةٍ / غايةٍ في الحسن والغَيَدِ
رائماتٍ ما رَئمنَ سوى / أدوات اللهو من وَلَدِ
وعلينا إذ قضى حَكَمٌ / أن سَبَقْتَ الفطر في الأمدِ
ياذِجاراتٌ سنشربها / لك فيه جمَّةُ العَدَدِ
مُخْلِفِي يوم كيومك ما / فيه من بؤس ولا نكدِ
مُنشيء النيروز ثانية / لا ذَوِي إثم ولا فندِ
مُعْمِلي كأس يطوف بها / غلمة كالأدْم بالجَرَدَ
ذاك أقصى جُهدِنا لك إذ / فات في النيروز كل دَدِ
فاعذرينا إنه قدرٌ / ليس يعطي اليومَ حظَّ غَدِ
خادم لم تُبْقِ خدمتُه
خادم لم تُبْقِ خدمتُه / منه لا رُوحاً ولا جَسدا
قد جفتْ عيناه غمْضَهما / والخليُّ القلب قد رقدا
في حشاه من مخافته / حُرُقاتٌ تلْذع الكبِدا
لو تراه وهو منتصب / مُشْعِرٌ أجفانَه السُّهُدا
كلما مَرَّ الوعيدُ به / سحَّ دمعُ العين فاطَّردا
ووهت أركانه جزعاً / وارتقت أنفاسه صُعُدا
قائلٌ يا منتهى أملي / نجِّني مما أخاف غدا
أنا عبدٌ غرّني أملي / وكأنَّ الموتَ قد وردا
وخطيئاتي التي سلفتْ / لستُ أحصي بعضَها عددا
فليَ الويل الطويل غداً / ليت عمري قبلها نَفِدا
ويح عيني ساء من نظرتْ / ويح قلبي ساء ما اعتقدا
ليت عيني قبل نظرتها / كُحِلَتْ أجفانُها رمدا
فإذا مرَّ الوعيد به / كاد يُفني روحه كمدا
وإذا مرَّ الوُعود به / شدَّ منه القلب والعضدا
لا أزال اللَّه نعمَته
لا أزال اللَّه نعمَته / من جواد آخر الأبدِ
ورمى بالفقر من بخلتْ / كفُّه بالعُرف عن أحدِ
أيصونُ المال للولدِ / ثم يُبقيه حِذار غدِ
يا تناهٍ والتناهي انقطاعُ
يا تناهٍ والتناهي انقطاعُ / كن كما سماك مولىً لكاعُ
كن لدنياه انقطاعاً وشيكاً / وانقلاعاً ليس فيه انخداع
وانصداعاً ليس فيه التئام / وافتراقاً ليس فيه اجتماع
خنه ما أعطاك معطي العطايا / مثلما خان السحاب انقشاع
فهو للسلطان عرٌّ وعارٌ / واتضاع ليس فيه ارتفاع
رقعة في الملك ليست بزين / أي ثوب زينته الرقاع
طَلُقَت نُعمى ابن معدانَ منه / بثلاث ليس فيها رجاع
أو بقول الناس عوداً وبدءاً / يا لقوم باخ ذاك الشعاع
فَتَرَت تلك الرياحُ الجواري / كلها وانحط ذاك الشراع
وحمت آل الفرات الليالي / أن يروا أسراب نعمى تراع
أيها المصروع في كل حال / استمع مني ففيك استماع
قد عجبنا أنك المرء يشقى / عنده ناس وتحظى سباع
بيتك البيت القصير السواري / ما بنى فيه ضيوف جياع
واستك الاست التي منذ شقت / أبداً فيها فهود شباع
أيها المصروع من كل وجه / صَرَعاتٌ ما جناها صراع
بل بغاء مستحرٌّ وخبلٌ / مستمرٌّ مذ غذاك الرضاع
صرعةً يبدي لها فوك سلحا / من كلام يجتويه السماع
بعد أخرى يلفظ الثلط عنها / فقحة فيها هناك اتساع
قلت إذ قالوا جبانٌ كذبتم / وأثمتم بل شجاع رواع
كل صبر كان في الناس طُرّاً / كلفة والصبر فيه طباع
أبداً عند ابن معدان فحل / يُشتَرى جهراً وأنثى تباع
هم أير ثَمَّ نومٌ طويلٌ / وهموم است هناك القراع
فإذا ليمت على ذاك قالت / ليس لي بالجاهلين ارتقاع
تعمر الحيات في كل يوم / منه حجراً ليس فيه امتناع
فقحة فيها اتساع متى لم / يحشه ضاقت عليه البقاع
هي في مقدار قُبلٍ ودبرٍ / أفضيا فالذرع ذرع مشاع
هل شجاع القوم إلا شجاعٌ / أبداً ينساب فيه شجاع
قيل إن العبد عبدٌ كفورٌ / ما لفحشاء لديه قناع
قلت لا بل ذاك عبد شكور / يشكر المولى ومفساه باع
وترى البلوى التي في حشاه / نعمة فيها لنفس متاع
ولَدفعُ الفحل أشهى إليه / من دفاع الله إذ لا دفاع
إن دنياً ملكته رغيفاً / لمباح ما لها بل مضاع
ملحدٌ لا يعبد الله لكن / كل غرمول قفاه ذراع
ومتى أنحى عليه جماع / عدَّ أن قد كان منه الجماع
فله من ناكة الروم ودٌّ / وله منهم أخوهم سواع
وله منهم أخوه يغوثٌ / وله منهم يعوق مطاع
وله نسرٌ ولات وعزى / ما له لا حط ذاك البعاع