القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 11
لَيسَ تُجدي خَيفة وَرجاءُ
لَيسَ تُجدي خَيفة وَرجاءُ / حَيث تَفنى شدة وَرَخاءُ
وَالليالي دَأبها في تَوالي / ها اِنتِهاء أسُّه الابتداء
وَالأَماني كَالهَوى آتياتٌ / ذاهبات ما لهن بقاء
وَالتَداني قسمة وَالتَنائي / لَيسَ تَبقى نعمة أَو شَقاء
وَمبادي صفوها سَوفَ يَتلو / ه اِنقضاءٌ يَقتضيه اقتضاء
وَالخَبايا في زَوايا الأَواتي / لحدود ثم يبدو الخَفاء
وَخمول المَرء عيش حبيب / وَالمَعالي لِأَهلِها أَعداء
إِن جهد النَفس فيها فُضول / حَيث يغني المرء قوت وَماء
كَيفَ تَهوى نضرة الأُنس مِنها / وَهِيَ دار وَحشة غَبراء
وَإِذا ما زار فرح وَحُزنٌ / ثُم زالا فَالجَميع سواء
لَيسَ فيها غَير زاد التُقى زا / د وَإِن لَم يَرضه الأَغبياء
فَاطّرح ما لَيسَ يبقى وَحاذر / غرّةً ذلت بِها العقلاء
وَاسترح من هم دنياك وَاقصد / جاه طهَ يعزك الانتماء
لُذ بخير الخَلق تحظى مِن الل / ه بفضل ماله استقصاء
فهو رُكن العائذين إِذا ما / كشفت عن وَيلها الدهياء
وَهوَ بر بِالأَنام رؤوفٌ / وَهوَ نور إِن دجت ظلماء
وَهوَ فينا رحمة اللَه يرجو / ما لديهِ المعشر الفقراء
ثق به وَاقصد حماه وَأمّل / واقترح من فضله ما تشاء
وَاعتصم منهُ بجاه خَطير / طالما لاذت بِهِ الأَنبياء
واشف داء البؤس من راحتيه / بنعيم فالأَيادي دَواء
يا رَسول اللَه أَنتَ مَلاذ / وَمعاذٌ يَأتمه الضعفاء
يا رَسول اللَه أَنتَ وليّ / إِن جفت من أمّها الأَولياء
يا رسول اللَه فيكَ الأَماني / ناعِمات ما بِها بَأساء
يا رَسول اللَه خلص فؤادي / مِن هُموم أَصلها الأَهواء
يا رَسول اللَه بصِّر عيوني / بعيوب زادهن الغطاء
يا رسول اللَه نوّر يقيني / بِالهُدى كَي تَنجلي الأَسواء
يا رَسول اللَه أَصلح شؤوني / فشؤوني في الخدود دماء
يا رَسول اللَه كن لي فإني / وَالهٌ مسّتنيَ الضراء
يا رَسول اللَه أَنتَ ظَهير / مستعان إن نَأى الظهراء
فَسلام دائم وَصلاة ال / له تَتلو مالها إنتِهاء
بَلغت أَفكارنا ما تُريدْ
بَلغت أَفكارنا ما تُريدْ / وَأَفادَ الجفن مَن يَستَفيدْ
وَاكتَفى اللاحي بما راعَنا / وَاشتفى مِنا فؤادُ الحَسودْ
وَاختفت أَعلام عَهد الهَنا / ثُم غاضَت عَين عَذب الورودْ
فَكَأن الكُلَّ طَيفٌ سَرى / في مَنام مِن دِيار بَعيدْ
لَن نكد نَستجلي حَتّى مَضى / ثُم صُرنا في خَيال جَديدْ
إِن نيل الودّ فَوق السُهى / وَنَراه دُون حَبل الوَريدْ
أَين زَيد صاحِبي خالد / ذُو وَفائي عَمرو حب وَدودْ
صرت فَرداً لا أَرى واحداً / وَلَكَم صادقت مِنهُم وَحيدْ
إِن خَير الناس شرٌّ من الشر / ر فحاذر كُل نَحس وَجيدْ
فَأَنا إِن عشت جازيت ود / داً بودّ نصفة لا تَزيدْ
وَإِذا ما مت حَق الجَفا / وَهوَ سَهل ثُم وَالبُعد عيدْ
عَن جَميع الخَلق أَخلصت لل / مصطَفى المُختار خَير الوُجودْ
إِن حَسبي مِنهُ نَيل الرضا / وَهوَ كفؤ بِالَّذي أَستَزيدْ
إِنَّني أَنزلتُ في بابه / حاجَتي وَالباب جم الوُفودْ
وَبِهِ حررت رقّي مِن ال / دهر لَما صرت ضمن العَبيدْ
فَهوَ وِردي حينَ أَظما وَإن / جار دَهري كان ركني الشَديدْ
ذاكَ مَولى ما شقيٌّ أَتى / بابه فارتدّ إِلّا سَعيدْ
رَحمة للعالمين اجتبا / ه إله العالمين المَجيدْ
فهوَ جار المرتجي وَهو جا / ه الملتجي وَالبر بالمستعيدْ
قَد كَفاني ما مَضى وَاِنقَضى / بِالَّذي كانَ الضَلال البَعيدْ
يا نَبي اللَه أَنتَ الرَجا / مِن شَقا يَبقى وَعمر يبيدْ
قَصِّر الآمالَ عن اهتمامْ
قَصِّر الآمالَ عن اهتمامْ / إن بَعد العَيش يَومُ الحِمامْ
لا تنم عَن حكمة باغترار / فَالليالي دَأبُها لا تَنامْ
لا يغرّنْك الشَباب بزور / طالَما أَغرى بِهِ ذا هيامْ
صاحبٌ بِالأُنس يَمضي فَيبقى / وَحشة الآثام وَالاجترامْ
طالَما كانَ المعين عَلى الغي / ي وَأَضحى وَهوَ رَب المَلامْ
وَالليالي نعمة فاغتنمها / إِنَّها إِن أَعرضت لا ترامْ
وَاتخذها فُرصة للأَواتي / فَالأَواتي شَأنها الاتهامْ
فاشتر الأَوقات من بائع الده / ر لما لا بد مِنهُ أمامْ
وَتخوّف ما أَمِنتَ وَفكِّرْ / يَوم سَيرٍ بَعد هذا المَقامْ
لا تهم في وَجه يَومٍ نَضيرٍ / فَهوَ بكّاءٌ مَع الابتسامْ
لا تَتِه في شعر ليل بَهيم / أَودعته حزنها الأَيامْ
إِن هَذا الدَهر يَفعل فينا / فَعل يَأس المرء بِالأَوهامْ
وَهوَ منا بَين آتٍ وَماضٍ / بَين قَصر يُبتنَى أَو رجامْ
مالنا وَالفكر أَكبرُ ناهٍ / نَجهل الأَمر الجلي وَهوَ عامْ
قَبلنا اغتر الأَنام بِما نَح / نُ اغتررنا ثُم كُلّ رمامْ
ما رعاها ذمّةً لصديق / بَل وَلم يَخشَ الجَليل الهمامْ
بئس من في الترب أَبصر جمعاً / آنستهم وَحشةٌ ثُم هامْ
مُرَّ بِالأَجداث تنظر مَطِيّاً / جُبَّ مِنها غارِبٌ أَو سَنامْ
وَانظر الركب الذين أَشاروا / بِالصدا كي يَنتهي مَن أَقامْ
وَاعتبرهم تلقَ كلّاً وحيداً / في انتثار جَمعهم في انتظامْ
كُلُّهم أَمضى شباباً وَعَيشاً / باصطياد للمهى وَالمَهامْ
قَسموها بَينَهُم ثُم عادَت / قَسَمَتهم أَيَّما اقتسامْ
غَدرتهم غادرتهم فحاذر / بعد هَذا ترجُ مِنها الذمامْ
فَاطّرحْ غيّ الهَوى بِالهُدى وَار / شد تَفُز مِن تركها باغتنامْ
وَاترك الأَغيار غَير مبالٍ / وَاعتصم وَالجأ لخَير الأَنامْ
عش بِهَذا الحَي حيّاً لتحيى / ثُم مت عَن صَبوة أَو هيامْ
قف عَلى الأَعتاب كهلاً فيا كم / قمت في غَيّ فَتى أَو غلامْ
كَم ظلمت النَفس فيما قَضت / فَانتقذها قَد كَفاها الظلامْ
لُذ بِهِ وَاطلب لديهِ سماحاً / إِنَّما يَرجو المقلّ الكِرامْ
وَابكِ أَياماً مَضَت في سِواه / أَخّرتنا عَن أُمور جسامْ
وَاعتصم بالجاه مِنهُ فَهَذى ال / عروة الوثقى الَّتي لا انفصامْ
أَدِّ بِالذل الرسوم لَديه / وفِّ حقَّ الترب بالالتئامْ
كَم بِهَذا الباب مثلك راجٍ / عزَّ لما عاد بالالتزامْ
أخلصوا الأَرواح عن كُل نَقصٍ / فارتقوا منها معالي التمامْ
شرّفوا بالمقعد الصدق لَمّا / قامَت الأَقدام حَق القِيامْ
يا رَسول اللَه أَنتَ المرجَّى / يَوم نُدعَى لاقتحام الزحامْ
يا رَسول اللَه أَنتَ معاذ / حينَ لا جار وَلا اعتصامْ
يا رَسول اللَه من لي إِذا ما / كُنت في هَذا الرِحاب أَضامْ
لَم أَجد لي غير جاهك ملجا / حَيث يرجَى للعظام العظامْ
إن تَكُن للطائعين فَمن ذا / لِسواهم من ذوي الآثامْ
لَيسَ إِلا أَنتَ يا رحمة الل / ه لَنا فَالكُل لا نستضامْ
لا يَردّ الخَطبُ عَنكَ رِجالاً / أَمّلوكَ النورَ جنح الظَلامْ
بِكَ نجّى اللَه أَهل الضلالا / ت وَأَهدى عابدي الأَصنامْ
هَل تَراني لائِقاً بانخذال / وَسَبيلي وَديني الإِسلامْ
إن تَكُن مَولاي غَير نَصيري / فَعَلى الآمال حزن الدَوامْ
لا وَمَن قَد اِجتَباك نَبياً / إِن قَصد الغير مني حَرامْ
مبدء الرشد الهُدى بِكَ فاقبل / ليتم الفَضل حسن الختامْ
يا حمى اللاجي عَليك صَلاة / دائِمات ثم أَزكى السَلامْ
أَيُّ دَمعٍ طلَّ في طَلَلٍ
أَيُّ دَمعٍ طلَّ في طَلَلٍ / ما اِكتَفى من دمعةِ الباكي
أَيّ حُزنٍ طالَ مِن زَمَنٍ / ما اِشتَفى من لَوعة الشاكي
هَكَذا في الحُب حالةُ مَن / يا حَياة النَفس يَهواكِ
أَقبلت في الحلّة الحَمراءِ
أَقبلت في الحلّة الحَمراءِ / مثلَ خدّ الغادةِ العَذراءِ
قتلوها بالمزاج فكانت / نَشأةَ الأَرواح في الأَحياء
أَيّ شَمس قَد بَدَت تتجلّى / في سَماء من يَدٍ بَيضاء
شافهتنا فاغتنمنا شفاها
شافهتنا فاغتنمنا شفاها / نعم داءٌ يَكون معْهُ الدَواءُ
ضاحكتنا وَالحَبابُ تتالى / ذاك ضحكٌ ما بَدا أَم بكاءُ
باكرتنا وَالهَوى في صَفاه / ثُم صافت فَهيَ رُوحٌ هَواء
شعشعتها كفُّ ريمٍ كَريمٍ / تَتشهَّى ظَلْمَه الصهباء
صعبُ فتكِ الجفنِ وَالخدُّ سهلٌ / يَدنو لَكن صيدُه عَنقاء
أَصبحت وَجناتُه من عذاري / هِ وَفيها جنّةٌ خضراء
كم بحلوِ الدلّ قَد مرَّ فينا / تتمنى عطفَه الهَيفاء
لَست أَدري من مدامتِه السك / ر وَإلا ما يُكنّ البَهاء
عاطنا يا ساقيَ الراحِ وَاشرب / إِن عصرَ الراحِ فيهِ الهَناء
هاتَها يا صاح راحاً رحيقاً / ضلّ في أَوصافها الشعراء
إِن تَقُل ماءٌ تَرى اللَون ناراً / أَو تَقُل نارٌ ففي الذَوق ماء
أَعجزت ذا القَول وَصفاً وَيا كم / دُلِّهَت عَن كُنهِها الأدباء
ما لنا نرجو وَفا زمنٍ
ما لنا نرجو وَفا زمنٍ / حذّرتنا غدرَه الحُكَما
نَرتجي منهُ مجاملةً / بعدَ ما في غيرِنا اجترما
كلما آمالُنا ابتسمت / أَبكت الآجالُ ما ابتسما
فرِّغِ الأفكارَ عن شغلها
فرِّغِ الأفكارَ عن شغلها / قد كَفى بالغير ما أشغلكْ
كيف ترجو صفوَ ودٍّ وها / كلُّ صافٍ قلبُه فاصلكْ
حال دمعُ العين في الخد شوقاً
حال دمعُ العين في الخد شوقاً / حيث جالت في فؤادي العُيونُ
ليت شعري ما جرى بعد دَمعي / في الحِمى وما عَسى قَد يَكونُ
طُف بشمس الراح بدري ولا
طُف بشمس الراح بدري ولا / تترك الأحزانَ تبرينا
واغتنم منا صفا أنسنا / واسقنا واشرب مغنينا
تنقضي الدُنيا كأن لم تكنْ
تنقضي الدُنيا كأن لم تكنْ / تنفذ الأشيا وتفنَى الأُمَمْ
لا تجمِّع صاحبي ربَّما / يذهبُ الراعي وتبقى الغَنَمْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025