المجموع : 11
لَيسَ تُجدي خَيفة وَرجاءُ
لَيسَ تُجدي خَيفة وَرجاءُ / حَيث تَفنى شدة وَرَخاءُ
وَالليالي دَأبها في تَوالي / ها اِنتِهاء أسُّه الابتداء
وَالأَماني كَالهَوى آتياتٌ / ذاهبات ما لهن بقاء
وَالتَداني قسمة وَالتَنائي / لَيسَ تَبقى نعمة أَو شَقاء
وَمبادي صفوها سَوفَ يَتلو / ه اِنقضاءٌ يَقتضيه اقتضاء
وَالخَبايا في زَوايا الأَواتي / لحدود ثم يبدو الخَفاء
وَخمول المَرء عيش حبيب / وَالمَعالي لِأَهلِها أَعداء
إِن جهد النَفس فيها فُضول / حَيث يغني المرء قوت وَماء
كَيفَ تَهوى نضرة الأُنس مِنها / وَهِيَ دار وَحشة غَبراء
وَإِذا ما زار فرح وَحُزنٌ / ثُم زالا فَالجَميع سواء
لَيسَ فيها غَير زاد التُقى زا / د وَإِن لَم يَرضه الأَغبياء
فَاطّرح ما لَيسَ يبقى وَحاذر / غرّةً ذلت بِها العقلاء
وَاسترح من هم دنياك وَاقصد / جاه طهَ يعزك الانتماء
لُذ بخير الخَلق تحظى مِن الل / ه بفضل ماله استقصاء
فهو رُكن العائذين إِذا ما / كشفت عن وَيلها الدهياء
وَهوَ بر بِالأَنام رؤوفٌ / وَهوَ نور إِن دجت ظلماء
وَهوَ فينا رحمة اللَه يرجو / ما لديهِ المعشر الفقراء
ثق به وَاقصد حماه وَأمّل / واقترح من فضله ما تشاء
وَاعتصم منهُ بجاه خَطير / طالما لاذت بِهِ الأَنبياء
واشف داء البؤس من راحتيه / بنعيم فالأَيادي دَواء
يا رَسول اللَه أَنتَ مَلاذ / وَمعاذٌ يَأتمه الضعفاء
يا رَسول اللَه أَنتَ وليّ / إِن جفت من أمّها الأَولياء
يا رسول اللَه فيكَ الأَماني / ناعِمات ما بِها بَأساء
يا رَسول اللَه خلص فؤادي / مِن هُموم أَصلها الأَهواء
يا رَسول اللَه بصِّر عيوني / بعيوب زادهن الغطاء
يا رسول اللَه نوّر يقيني / بِالهُدى كَي تَنجلي الأَسواء
يا رَسول اللَه أَصلح شؤوني / فشؤوني في الخدود دماء
يا رَسول اللَه كن لي فإني / وَالهٌ مسّتنيَ الضراء
يا رَسول اللَه أَنتَ ظَهير / مستعان إن نَأى الظهراء
فَسلام دائم وَصلاة ال / له تَتلو مالها إنتِهاء
بَلغت أَفكارنا ما تُريدْ
بَلغت أَفكارنا ما تُريدْ / وَأَفادَ الجفن مَن يَستَفيدْ
وَاكتَفى اللاحي بما راعَنا / وَاشتفى مِنا فؤادُ الحَسودْ
وَاختفت أَعلام عَهد الهَنا / ثُم غاضَت عَين عَذب الورودْ
فَكَأن الكُلَّ طَيفٌ سَرى / في مَنام مِن دِيار بَعيدْ
لَن نكد نَستجلي حَتّى مَضى / ثُم صُرنا في خَيال جَديدْ
إِن نيل الودّ فَوق السُهى / وَنَراه دُون حَبل الوَريدْ
أَين زَيد صاحِبي خالد / ذُو وَفائي عَمرو حب وَدودْ
صرت فَرداً لا أَرى واحداً / وَلَكَم صادقت مِنهُم وَحيدْ
إِن خَير الناس شرٌّ من الشر / ر فحاذر كُل نَحس وَجيدْ
فَأَنا إِن عشت جازيت ود / داً بودّ نصفة لا تَزيدْ
وَإِذا ما مت حَق الجَفا / وَهوَ سَهل ثُم وَالبُعد عيدْ
عَن جَميع الخَلق أَخلصت لل / مصطَفى المُختار خَير الوُجودْ
إِن حَسبي مِنهُ نَيل الرضا / وَهوَ كفؤ بِالَّذي أَستَزيدْ
إِنَّني أَنزلتُ في بابه / حاجَتي وَالباب جم الوُفودْ
وَبِهِ حررت رقّي مِن ال / دهر لَما صرت ضمن العَبيدْ
فَهوَ وِردي حينَ أَظما وَإن / جار دَهري كان ركني الشَديدْ
ذاكَ مَولى ما شقيٌّ أَتى / بابه فارتدّ إِلّا سَعيدْ
رَحمة للعالمين اجتبا / ه إله العالمين المَجيدْ
فهوَ جار المرتجي وَهو جا / ه الملتجي وَالبر بالمستعيدْ
قَد كَفاني ما مَضى وَاِنقَضى / بِالَّذي كانَ الضَلال البَعيدْ
يا نَبي اللَه أَنتَ الرَجا / مِن شَقا يَبقى وَعمر يبيدْ
قَصِّر الآمالَ عن اهتمامْ
قَصِّر الآمالَ عن اهتمامْ / إن بَعد العَيش يَومُ الحِمامْ
لا تنم عَن حكمة باغترار / فَالليالي دَأبُها لا تَنامْ
لا يغرّنْك الشَباب بزور / طالَما أَغرى بِهِ ذا هيامْ
صاحبٌ بِالأُنس يَمضي فَيبقى / وَحشة الآثام وَالاجترامْ
طالَما كانَ المعين عَلى الغي / ي وَأَضحى وَهوَ رَب المَلامْ
وَالليالي نعمة فاغتنمها / إِنَّها إِن أَعرضت لا ترامْ
وَاتخذها فُرصة للأَواتي / فَالأَواتي شَأنها الاتهامْ
فاشتر الأَوقات من بائع الده / ر لما لا بد مِنهُ أمامْ
وَتخوّف ما أَمِنتَ وَفكِّرْ / يَوم سَيرٍ بَعد هذا المَقامْ
لا تهم في وَجه يَومٍ نَضيرٍ / فَهوَ بكّاءٌ مَع الابتسامْ
لا تَتِه في شعر ليل بَهيم / أَودعته حزنها الأَيامْ
إِن هَذا الدَهر يَفعل فينا / فَعل يَأس المرء بِالأَوهامْ
وَهوَ منا بَين آتٍ وَماضٍ / بَين قَصر يُبتنَى أَو رجامْ
مالنا وَالفكر أَكبرُ ناهٍ / نَجهل الأَمر الجلي وَهوَ عامْ
قَبلنا اغتر الأَنام بِما نَح / نُ اغتررنا ثُم كُلّ رمامْ
ما رعاها ذمّةً لصديق / بَل وَلم يَخشَ الجَليل الهمامْ
بئس من في الترب أَبصر جمعاً / آنستهم وَحشةٌ ثُم هامْ
مُرَّ بِالأَجداث تنظر مَطِيّاً / جُبَّ مِنها غارِبٌ أَو سَنامْ
وَانظر الركب الذين أَشاروا / بِالصدا كي يَنتهي مَن أَقامْ
وَاعتبرهم تلقَ كلّاً وحيداً / في انتثار جَمعهم في انتظامْ
كُلُّهم أَمضى شباباً وَعَيشاً / باصطياد للمهى وَالمَهامْ
قَسموها بَينَهُم ثُم عادَت / قَسَمَتهم أَيَّما اقتسامْ
غَدرتهم غادرتهم فحاذر / بعد هَذا ترجُ مِنها الذمامْ
فَاطّرحْ غيّ الهَوى بِالهُدى وَار / شد تَفُز مِن تركها باغتنامْ
وَاترك الأَغيار غَير مبالٍ / وَاعتصم وَالجأ لخَير الأَنامْ
عش بِهَذا الحَي حيّاً لتحيى / ثُم مت عَن صَبوة أَو هيامْ
قف عَلى الأَعتاب كهلاً فيا كم / قمت في غَيّ فَتى أَو غلامْ
كَم ظلمت النَفس فيما قَضت / فَانتقذها قَد كَفاها الظلامْ
لُذ بِهِ وَاطلب لديهِ سماحاً / إِنَّما يَرجو المقلّ الكِرامْ
وَابكِ أَياماً مَضَت في سِواه / أَخّرتنا عَن أُمور جسامْ
وَاعتصم بالجاه مِنهُ فَهَذى ال / عروة الوثقى الَّتي لا انفصامْ
أَدِّ بِالذل الرسوم لَديه / وفِّ حقَّ الترب بالالتئامْ
كَم بِهَذا الباب مثلك راجٍ / عزَّ لما عاد بالالتزامْ
أخلصوا الأَرواح عن كُل نَقصٍ / فارتقوا منها معالي التمامْ
شرّفوا بالمقعد الصدق لَمّا / قامَت الأَقدام حَق القِيامْ
يا رَسول اللَه أَنتَ المرجَّى / يَوم نُدعَى لاقتحام الزحامْ
يا رَسول اللَه أَنتَ معاذ / حينَ لا جار وَلا اعتصامْ
يا رَسول اللَه من لي إِذا ما / كُنت في هَذا الرِحاب أَضامْ
لَم أَجد لي غير جاهك ملجا / حَيث يرجَى للعظام العظامْ
إن تَكُن للطائعين فَمن ذا / لِسواهم من ذوي الآثامْ
لَيسَ إِلا أَنتَ يا رحمة الل / ه لَنا فَالكُل لا نستضامْ
لا يَردّ الخَطبُ عَنكَ رِجالاً / أَمّلوكَ النورَ جنح الظَلامْ
بِكَ نجّى اللَه أَهل الضلالا / ت وَأَهدى عابدي الأَصنامْ
هَل تَراني لائِقاً بانخذال / وَسَبيلي وَديني الإِسلامْ
إن تَكُن مَولاي غَير نَصيري / فَعَلى الآمال حزن الدَوامْ
لا وَمَن قَد اِجتَباك نَبياً / إِن قَصد الغير مني حَرامْ
مبدء الرشد الهُدى بِكَ فاقبل / ليتم الفَضل حسن الختامْ
يا حمى اللاجي عَليك صَلاة / دائِمات ثم أَزكى السَلامْ
أَيُّ دَمعٍ طلَّ في طَلَلٍ
أَيُّ دَمعٍ طلَّ في طَلَلٍ / ما اِكتَفى من دمعةِ الباكي
أَيّ حُزنٍ طالَ مِن زَمَنٍ / ما اِشتَفى من لَوعة الشاكي
هَكَذا في الحُب حالةُ مَن / يا حَياة النَفس يَهواكِ
أَقبلت في الحلّة الحَمراءِ
أَقبلت في الحلّة الحَمراءِ / مثلَ خدّ الغادةِ العَذراءِ
قتلوها بالمزاج فكانت / نَشأةَ الأَرواح في الأَحياء
أَيّ شَمس قَد بَدَت تتجلّى / في سَماء من يَدٍ بَيضاء
شافهتنا فاغتنمنا شفاها
شافهتنا فاغتنمنا شفاها / نعم داءٌ يَكون معْهُ الدَواءُ
ضاحكتنا وَالحَبابُ تتالى / ذاك ضحكٌ ما بَدا أَم بكاءُ
باكرتنا وَالهَوى في صَفاه / ثُم صافت فَهيَ رُوحٌ هَواء
شعشعتها كفُّ ريمٍ كَريمٍ / تَتشهَّى ظَلْمَه الصهباء
صعبُ فتكِ الجفنِ وَالخدُّ سهلٌ / يَدنو لَكن صيدُه عَنقاء
أَصبحت وَجناتُه من عذاري / هِ وَفيها جنّةٌ خضراء
كم بحلوِ الدلّ قَد مرَّ فينا / تتمنى عطفَه الهَيفاء
لَست أَدري من مدامتِه السك / ر وَإلا ما يُكنّ البَهاء
عاطنا يا ساقيَ الراحِ وَاشرب / إِن عصرَ الراحِ فيهِ الهَناء
هاتَها يا صاح راحاً رحيقاً / ضلّ في أَوصافها الشعراء
إِن تَقُل ماءٌ تَرى اللَون ناراً / أَو تَقُل نارٌ ففي الذَوق ماء
أَعجزت ذا القَول وَصفاً وَيا كم / دُلِّهَت عَن كُنهِها الأدباء
ما لنا نرجو وَفا زمنٍ
ما لنا نرجو وَفا زمنٍ / حذّرتنا غدرَه الحُكَما
نَرتجي منهُ مجاملةً / بعدَ ما في غيرِنا اجترما
كلما آمالُنا ابتسمت / أَبكت الآجالُ ما ابتسما
فرِّغِ الأفكارَ عن شغلها
فرِّغِ الأفكارَ عن شغلها / قد كَفى بالغير ما أشغلكْ
كيف ترجو صفوَ ودٍّ وها / كلُّ صافٍ قلبُه فاصلكْ
حال دمعُ العين في الخد شوقاً
حال دمعُ العين في الخد شوقاً / حيث جالت في فؤادي العُيونُ
ليت شعري ما جرى بعد دَمعي / في الحِمى وما عَسى قَد يَكونُ
طُف بشمس الراح بدري ولا
طُف بشمس الراح بدري ولا / تترك الأحزانَ تبرينا
واغتنم منا صفا أنسنا / واسقنا واشرب مغنينا
تنقضي الدُنيا كأن لم تكنْ
تنقضي الدُنيا كأن لم تكنْ / تنفذ الأشيا وتفنَى الأُمَمْ
لا تجمِّع صاحبي ربَّما / يذهبُ الراعي وتبقى الغَنَمْ