المجموع : 3
إنما نحن للإله شئونُ
إنما نحن للإله شئونُ / فهو فينا في كل يوم يكونُ
نزلت شمسُه المنازلَ منا / فظهورٌ لها بنا وكمونُ
ها هو الحق ملء قلبي وجسمي / وعظامي وكل ما هو دونُ
لا حلولاً وإنما هو فعلٌ / خلفَهُ فاعلٌ به محصون
نحن تقديره القديم وفينا / حدثت بالوجود منه فنون
كيفما شاء عنه في الكون كنا / واحتراك لنا به وسكون
فيه كنا قدماً فقيل عليم / كل شيء في علمه موزون
ثم لما عنه به قد صدرنا / كان فينا والعين منه عيون
فتسمى بقادر ومريد / عندما عز فهو ليس يهون
كل هذا ونحن نحن جميعاً / عدم يحتويه كافٌ ونون
وهو حق هو الوجود على ما / هو فيه والفتح غيثٌ هتون
جاءت السنة الحصان بهذا / وأتانا كتابه المكنون
فتمسك به بإرشاد هادٍ / يقتفيه فإنه المأمون
واترك المنكِرَ الذي ليس يدري / فهو عن ذوق طعمه الملعون
إن لله في الوجود قلوباً / عقلها عند من سواها جنون
يا كثير الشوق والشجنِ
يا كثير الشوق والشجنِ / دائماً في السر والعلنِ
راح يشكو هجر ممتنع / فهو عن وصف الجميع غني
ما له إن رمته جهة / فانتبه من غفلة الوسن
ما له في ديننا أبداً / من مكان لا ولا زمن
كان قبل الكون وهو على / ما عليه كان فاستَبِن
إن تَرُمْ تحظى برؤيته / طبق ما قد جاء في السنن
ألق منك النفس وهو بأن / تعرف المودع في البدن
واستمع واصغ لذاك ولا / تشتغل عنه بلوم دني
كل من في الكون عنه إذا / لم تجدهم فيه في فتن
إنما نحن ربنا في شئونِهْ
إنما نحن ربنا في شئونِهْ / ناظرتٌ عيوننا بعيونِهْ
يتجلى بنا ونحن كواوٍ / أضمرت بين كاف أمرٍ ونونِهْ
كم له في بطوننا من ظهور / وظهور لنا به في بطونه
يا لحيٍّ إذا بدا فيلاقي / كلُّ حيٍّ حياته في مَنونه
وإذا لاح قادراً أو مريداً / بان تحريك عبده في سكونه
حدثوني يا أمة العشق فيه / عن محيَّا ليلى وعن مجنونه
كل نفس مرهونة بدعاوى / ذاته والصفات أسر ديونه
صبغة الله في الشئون فخلوا / عاشق الوجه حائراً في جنونه
وصفوا في صفاته فصفاتي / لا أراها بأنها من دونه
هي لي تارة به وله بي / مثل نهر يدور في مَنْجَنُونِه
عدم كلنا وذاك وجود / لكن الأمر ظاهر بفنونه
والذي قام فيه بالنفس فانٍ / مضمحلٌ يقينه في ظنونه
وعليه تلبَّس الأمر حتى / ليس يدري صوابه من لُحُونه
هو إلا مضمون علم قديم / فليجل بالوجود في مضمونه
إنك الإعتبار منه فكن يا / وردة كالدهان عين شئونه
لا تكن خارجاً بنفسك عنه / لا ولا داخلاً به في حصونه
أنت لا شيءَ وهو شيءٌ عظيم / فاشتغل بالوفا لفكِّ رهونه