ربَعيٌّ من بني جُشَمٍ
ربَعيٌّ من بني جُشَمٍ / كل بيتٍ منه خفَّانُ
حولهُ جُرْدٌ مُسومةٌ / وظُبىً بيضٌ وخرْصانُ
ترجفُ البَيداءُ إن ركبوا / فكأَنَّ القاعَ نَشْوانُ
غَدَروا ظُلماً بلا سببٍ / فَوَفيُّ القوم خَوَّانُ
فصبحْنا هم على نُذُرٍ / وبَشيرُ الصُّبْح عَجْلانُ
غارةً يَرْوي الحُسامُ بها / وكميُّ الجيشِ ظَمْآنُ
رَعَتِ الأرماحَ خَيْلُهم / فكأنَّ السُّمْرَ حَوْذانُ
وأذلَّتْهم بسالتُنا / فالأبيُّ القَيْلُ مِذْعانُ
نحنُ قومٌ من بني مُضرٍ / جَدُّنا في الفخر عَدنانُ
خُشُنٌ والضَّيمُ مُعْتَرضٌ / ذُلُلٌ والنَّاسُ إِخوان
نارُنا فوقَ الجبالِ بها / يهتدي سَفْرٌ ورُكبانُ
كلُّ مِطْعامٍ على سَغبٍ / وهو يومَ الرَّوع مِطعانُ
وعلى النَّادي تُضيءُ لنا / أوجهٌ غُرٌّ وتيجانُ
مَعْشري لا مَعْشرٌ كُهُمٌ / زانَهم حُسْنٌ وإِحْسانُ
خُطباءٌ لا يَفوتُهُم / في أداءِ القولِ تِبْيانُ
ومُلوكٌ والملوكُ لَهُمْ / في امتِثالِ الأمر عُبْدانُ
يَحسدُ الدَّأمأءُ أيْديَهم / ونسيمُ الليلِ شفَّانُ
كرضيِّ الدينِ يَحْسدُهُ / في نَداهُ الغَمْرِ تَهْتانُ
واهبُ الدُّنيا بمُعْذرةٍ / حيثُ مُعْطى النَّزْرِ مَنَّانُ
نائمٌ عن كل مُخْزيةٍ / وهو في العلياء يَقظان
غَيثُ جَدْبٍ وهو جَذْلانُ / ليثُ حربٍ وهو غَضبانُ
كرمٌ ما شابَ رَيِّقَهُ / لأولي الحاجاتِ ليَّانُ