اِسقِني فَاليَومُ نَشوانُ
اِسقِني فَاليَومُ نَشوانُ / وَالرُبى صادٍ وَرَيّانُ
كَفَلَت بِاللَهوِ وافِيَةً / لَكَ ناياتٌ وَعيدانُ
حازَ وَفدَ الريحِ فَالتَطَمَت / مِنهُ أَوراقٌ وَأَغصانُ
كُلُّ فَرعٍ مالَ جانِبُهُ / فَكَأَنَّ الأَصلَ سَكرانُ
وَكَأَنَّ الغُصنَ مُكتَسِياً / مِن رِياضِ الطَلِّ عُريانُ
كُلَّما قَبَّلتُ زَهرَتَها / خِلتُ أَنَّ القَطرَ غَيرانُ
وَمَقيلٍ بَينَ أَخبِيَةٍ / قِلتُهُ وَالحَيُّ قَد بانوا
في أُصَيحابٍ مَفارِشُهُم / ثَمَّ أَنقاءٌ وَكُثبانُ
عَسكَرَت فيها السَحابُ كَما / حَطَّ بِالبَيداءِ رُكبانُ
فَاِرتَشَفنا ريقَ سارِيَةٍ / حَيثُ كُلَّ الأَرضِ غُدرانُ
فَاِسقِني فَالوَصلُ يَألَفُني / إِنَّ يَومَ البَينِ قَرحانُ
قَهوَةً ما زالَ يَقلَقُ مِن / مُجتَناها المِسكُ وَالبانُ
غَيرُ سَمعي لِلمَلامِ إِذا / ضَجَّ ساجي الصَوتِ مِرنانُ
رُبَّ بَدرٍ بِتُّ أَلثُمُهُ / صاحِياً وَالبَدرُ نَشوانُ
قُدتُ خَيلَ اللَثمِ أَصرِفُها / حَيثُ ذاكَ الخَدُّ مَيدانُ
لي غَديرٌ مِن مُقَبَّلِهِ / وَمِنَ الصُدغَينِ بُستانُ
في قَميصِ اللَيلِ عَبقَةُ مَن / ظَنَّ أَنَّ الوَصلَ كِتمانُ
كَيفَ لا تَبلى غَلائِلُهُ / وَهوَ بَدرٌ وَهيَ كَتّانُ
وَنَدامى كَالنُجومِ سَطوا / بِالمُنى وَالدَهرُ جَذلانُ
كَم تَخَلَّت مِن ضَمائِرِهِم / ثُمَّ أَلبانٌ وَأَذهانُ
خَطَروا وَالخَمرُ تَنفُضُهُم / وَذُيولُ القَومِ أَردانُ
كُلَّ عَقلٍ ضاعَ مِن يَقظٍ / فَهوَ في الكاساتِ حَيرانُ
إِنَّما ضَلَّت عُقولُهُمُ / حَيثُ يُعييهِنَّ وُجدانُ
فَاِختَلِس طَعنَ الزَمانِ بِها / إِنَّما الأَيّامُ أَقرانُ