عاذِلي لَو شِئتَ لَم تَلُمِ
عاذِلي لَو شِئتَ لَم تَلُمِ / فَبِسَمعي عَنكَ كَالصَمَمِ
فَاِرضَ مِن سِرّي عَلانِيَتي / أَنِفَت مِن رَفضِها شِيَمي
وَأَرعَ سَرحَ اللَهوِ مُغتَدِياً / غَيرَ مُستَبِطٍ وَلا سَئِمِ
وَأَقِم بِالسوسِ مُعتَكِفاً / كَاِعتِكافِ الطَيرِ بِالحَرَمِ
وَاِشرَبِ الراحَ الَّتي حُجِبَت / عَن عُيونِ الدَهرِ بِالخَتَمِ
نارُها شَمسٌ وَمَشرَبُها / صَيِّبٌ مِن واكِفٍ سَجِمِ
فَدَعا صِنوانَها لَقَحٌ / لَم يَكُن حَملاً عَلى عُقُمِ
وَاِنثَنَت أَفياءُ نَبعَتِها / عَن نَباتٍ سالَ كَالجُمَمِ
بِعَناقيدٍ مُعَثكَلَةٍ / كَشُعورِ الزَنجِ في الحَمَمِ
فَدَعاها الطَلقُ فَاِنفَطَرَت / لِوِلادٍ لَيسَ في الرَحِمِ
فَتَهادَتها ثَمودُ إِلى / قَومِها مِن وارِثي إِرَمِ
وَتَخَطَّتها العُصورُ فَلَو / نَطَقَت في الكَأسِ بِالكَلِمِ
ثُمَّ أَدَّت كُلَّ ما شَهِدَت / مِن قُرونِ الناسِ وَالأُمَمِ
فَاِقتَنَتها فِتيَةٌ سُمُحٌ / مِن أُناسٍ سادَةٍ هُضُمُ
فَاِستَنارَت في أَكُفِّهِمُ / كَسَنا النيرانِ في الأَجَمِ
تِلكَ ما تَحيا النُفوسُ بِها / فَمَتى أَنزِل بِها أُقِمِ
في نَواحي هَيكَلٍ أَرِجٍ / عاكِفاً فيهِ عَلى صَنَمِ
نُقِشَت بِالحُسنِ صورَتُهُ / مِن ذُرى قَرنٍ إِلى قَدَمِ
فَإِذا سَكَّنتُ رَوعَتَهُ / وَرَعى في مُقلَتَيهِ فَمي
عادَ لي قُطبُ السُرورِ كَما / كُنتُ مُعتاداً عَلى القِدَمِ