المجموع : 3
قَصِّر الآمالَ عن اهتمامْ
قَصِّر الآمالَ عن اهتمامْ / إن بَعد العَيش يَومُ الحِمامْ
لا تنم عَن حكمة باغترار / فَالليالي دَأبُها لا تَنامْ
لا يغرّنْك الشَباب بزور / طالَما أَغرى بِهِ ذا هيامْ
صاحبٌ بِالأُنس يَمضي فَيبقى / وَحشة الآثام وَالاجترامْ
طالَما كانَ المعين عَلى الغي / ي وَأَضحى وَهوَ رَب المَلامْ
وَالليالي نعمة فاغتنمها / إِنَّها إِن أَعرضت لا ترامْ
وَاتخذها فُرصة للأَواتي / فَالأَواتي شَأنها الاتهامْ
فاشتر الأَوقات من بائع الده / ر لما لا بد مِنهُ أمامْ
وَتخوّف ما أَمِنتَ وَفكِّرْ / يَوم سَيرٍ بَعد هذا المَقامْ
لا تهم في وَجه يَومٍ نَضيرٍ / فَهوَ بكّاءٌ مَع الابتسامْ
لا تَتِه في شعر ليل بَهيم / أَودعته حزنها الأَيامْ
إِن هَذا الدَهر يَفعل فينا / فَعل يَأس المرء بِالأَوهامْ
وَهوَ منا بَين آتٍ وَماضٍ / بَين قَصر يُبتنَى أَو رجامْ
مالنا وَالفكر أَكبرُ ناهٍ / نَجهل الأَمر الجلي وَهوَ عامْ
قَبلنا اغتر الأَنام بِما نَح / نُ اغتررنا ثُم كُلّ رمامْ
ما رعاها ذمّةً لصديق / بَل وَلم يَخشَ الجَليل الهمامْ
بئس من في الترب أَبصر جمعاً / آنستهم وَحشةٌ ثُم هامْ
مُرَّ بِالأَجداث تنظر مَطِيّاً / جُبَّ مِنها غارِبٌ أَو سَنامْ
وَانظر الركب الذين أَشاروا / بِالصدا كي يَنتهي مَن أَقامْ
وَاعتبرهم تلقَ كلّاً وحيداً / في انتثار جَمعهم في انتظامْ
كُلُّهم أَمضى شباباً وَعَيشاً / باصطياد للمهى وَالمَهامْ
قَسموها بَينَهُم ثُم عادَت / قَسَمَتهم أَيَّما اقتسامْ
غَدرتهم غادرتهم فحاذر / بعد هَذا ترجُ مِنها الذمامْ
فَاطّرحْ غيّ الهَوى بِالهُدى وَار / شد تَفُز مِن تركها باغتنامْ
وَاترك الأَغيار غَير مبالٍ / وَاعتصم وَالجأ لخَير الأَنامْ
عش بِهَذا الحَي حيّاً لتحيى / ثُم مت عَن صَبوة أَو هيامْ
قف عَلى الأَعتاب كهلاً فيا كم / قمت في غَيّ فَتى أَو غلامْ
كَم ظلمت النَفس فيما قَضت / فَانتقذها قَد كَفاها الظلامْ
لُذ بِهِ وَاطلب لديهِ سماحاً / إِنَّما يَرجو المقلّ الكِرامْ
وَابكِ أَياماً مَضَت في سِواه / أَخّرتنا عَن أُمور جسامْ
وَاعتصم بالجاه مِنهُ فَهَذى ال / عروة الوثقى الَّتي لا انفصامْ
أَدِّ بِالذل الرسوم لَديه / وفِّ حقَّ الترب بالالتئامْ
كَم بِهَذا الباب مثلك راجٍ / عزَّ لما عاد بالالتزامْ
أخلصوا الأَرواح عن كُل نَقصٍ / فارتقوا منها معالي التمامْ
شرّفوا بالمقعد الصدق لَمّا / قامَت الأَقدام حَق القِيامْ
يا رَسول اللَه أَنتَ المرجَّى / يَوم نُدعَى لاقتحام الزحامْ
يا رَسول اللَه أَنتَ معاذ / حينَ لا جار وَلا اعتصامْ
يا رَسول اللَه من لي إِذا ما / كُنت في هَذا الرِحاب أَضامْ
لَم أَجد لي غير جاهك ملجا / حَيث يرجَى للعظام العظامْ
إن تَكُن للطائعين فَمن ذا / لِسواهم من ذوي الآثامْ
لَيسَ إِلا أَنتَ يا رحمة الل / ه لَنا فَالكُل لا نستضامْ
لا يَردّ الخَطبُ عَنكَ رِجالاً / أَمّلوكَ النورَ جنح الظَلامْ
بِكَ نجّى اللَه أَهل الضلالا / ت وَأَهدى عابدي الأَصنامْ
هَل تَراني لائِقاً بانخذال / وَسَبيلي وَديني الإِسلامْ
إن تَكُن مَولاي غَير نَصيري / فَعَلى الآمال حزن الدَوامْ
لا وَمَن قَد اِجتَباك نَبياً / إِن قَصد الغير مني حَرامْ
مبدء الرشد الهُدى بِكَ فاقبل / ليتم الفَضل حسن الختامْ
يا حمى اللاجي عَليك صَلاة / دائِمات ثم أَزكى السَلامْ
ما لنا نرجو وَفا زمنٍ
ما لنا نرجو وَفا زمنٍ / حذّرتنا غدرَه الحُكَما
نَرتجي منهُ مجاملةً / بعدَ ما في غيرِنا اجترما
كلما آمالُنا ابتسمت / أَبكت الآجالُ ما ابتسما
تنقضي الدُنيا كأن لم تكنْ
تنقضي الدُنيا كأن لم تكنْ / تنفذ الأشيا وتفنَى الأُمَمْ
لا تجمِّع صاحبي ربَّما / يذهبُ الراعي وتبقى الغَنَمْ