هذه الأثواب والخلع
هذه الأثواب والخلع / تُكتَسى طوراً وتُختَلَعُ
فاستقم يا من على خطرٍ / يرتقي حيناً ويتضع
والذي تفهمه فتن / والذي تعلمه خدع
والمنى كل المنى أبداً / فوق فوق الفوق مرتفع
ما له فينا مناسبة / مع شيء ليس يجتمع
بل له فينا المعية من / قبل تكوينٍ لنا يقع
وجميع الكون مشغلة / للذي في قلبه طمع
فتيقظ إن ربك لا / يترك البلوى ولا يدع
والذي في عمله سنن / والذي في علمنا بدع
سائق الأظعان نحو حمى / منيتي والنور يلتمع
عج على الوادي المقدس بي / وتأدب ههنا سبع
ثم عرِّج نحو كاظمة / حيث تلك الساح والبقع
واسأل الركب المقيل على / يمنة الوادي وما صنعوا
إن لي في خدرهم قمراً / كل أيامي به جُمَعُ
خاله المسكيُّ حين بدا / منه في ليل الورى شمع
عصبة التشبيه لا تقفوا / سيركم في الحق منقطع
حدثوني في العقيدة ما / هذه الصلبان والبيع
وتنحوا عن طريقتنا / عقلكم للحق لا يسع
كل مغرور له صنم / بافتكار فهو مبتدع
أين أنتم من عقيدتنا / إذ بها للحق نتبع
وعلى التسليم نحن وما / حالنا في الله مصطنع
وانجلت عين الوجود لنا / وسحاب الجهل منقشع
واقتربنا حيث لا أحد / لا ولا مرئي ومستمع
ثم عدنا بعد ذاك وذا / ما لنا رِيٌّ ولا شبع
والجوى والشوق لازمنا / كل حين عندنا وجع
كيف أنتم والقلوب قست / ليس بالتذكير تنتفع
واطمأنت بالمحال وقد / أصبحت باللهو تقتنع
أسمعتهم من وساوسكم / ورضيتم أنكم تبع
لا أقر الله عين فتى / عن هوى المحبوب يندفع
إنني مضنى محبَّتِه / لا رأوا قومي ولا سمعوا
صاد قلبي لحظ غانية / عن خطور الوهم تمتنع
إن بدت صلى الأنام لها / وإذا ما أومأت ركعوا
لي فؤاد حشوه شجن / بل على الأشواق منطبع
والجوى والوجد مبتذل / دائماً والصبر ممتنع