يا تناهٍ والتناهي انقطاعُ
يا تناهٍ والتناهي انقطاعُ / كن كما سماك مولىً لكاعُ
كن لدنياه انقطاعاً وشيكاً / وانقلاعاً ليس فيه انخداع
وانصداعاً ليس فيه التئام / وافتراقاً ليس فيه اجتماع
خنه ما أعطاك معطي العطايا / مثلما خان السحاب انقشاع
فهو للسلطان عرٌّ وعارٌ / واتضاع ليس فيه ارتفاع
رقعة في الملك ليست بزين / أي ثوب زينته الرقاع
طَلُقَت نُعمى ابن معدانَ منه / بثلاث ليس فيها رجاع
أو بقول الناس عوداً وبدءاً / يا لقوم باخ ذاك الشعاع
فَتَرَت تلك الرياحُ الجواري / كلها وانحط ذاك الشراع
وحمت آل الفرات الليالي / أن يروا أسراب نعمى تراع
أيها المصروع في كل حال / استمع مني ففيك استماع
قد عجبنا أنك المرء يشقى / عنده ناس وتحظى سباع
بيتك البيت القصير السواري / ما بنى فيه ضيوف جياع
واستك الاست التي منذ شقت / أبداً فيها فهود شباع
أيها المصروع من كل وجه / صَرَعاتٌ ما جناها صراع
بل بغاء مستحرٌّ وخبلٌ / مستمرٌّ مذ غذاك الرضاع
صرعةً يبدي لها فوك سلحا / من كلام يجتويه السماع
بعد أخرى يلفظ الثلط عنها / فقحة فيها هناك اتساع
قلت إذ قالوا جبانٌ كذبتم / وأثمتم بل شجاع رواع
كل صبر كان في الناس طُرّاً / كلفة والصبر فيه طباع
أبداً عند ابن معدان فحل / يُشتَرى جهراً وأنثى تباع
هم أير ثَمَّ نومٌ طويلٌ / وهموم است هناك القراع
فإذا ليمت على ذاك قالت / ليس لي بالجاهلين ارتقاع
تعمر الحيات في كل يوم / منه حجراً ليس فيه امتناع
فقحة فيها اتساع متى لم / يحشه ضاقت عليه البقاع
هي في مقدار قُبلٍ ودبرٍ / أفضيا فالذرع ذرع مشاع
هل شجاع القوم إلا شجاعٌ / أبداً ينساب فيه شجاع
قيل إن العبد عبدٌ كفورٌ / ما لفحشاء لديه قناع
قلت لا بل ذاك عبد شكور / يشكر المولى ومفساه باع
وترى البلوى التي في حشاه / نعمة فيها لنفس متاع
ولَدفعُ الفحل أشهى إليه / من دفاع الله إذ لا دفاع
إن دنياً ملكته رغيفاً / لمباح ما لها بل مضاع
ملحدٌ لا يعبد الله لكن / كل غرمول قفاه ذراع
ومتى أنحى عليه جماع / عدَّ أن قد كان منه الجماع
فله من ناكة الروم ودٌّ / وله منهم أخوهم سواع
وله منهم أخوه يغوثٌ / وله منهم يعوق مطاع
وله نسرٌ ولات وعزى / ما له لا حط ذاك البعاع