ما رأينا من عنايته
ما رأينا من عنايته / يأخذ الأموالَ والولدا
غير ربٍّ لم يزل أبدا / بكمالِ الوصفِ مُنفردا
أبصرَ المغرورُ جنته / ثم لم يدرِ الذي شهدا
قال ما أظن في خَلَدي / أن تبيد هذه أبدّا
لم تكن كما تخيله / أنها تبقى له أمدا
وهي عند الله باقية / للذي قد كان معتقدا
فأراه الظن خيبته / وأرى العلمَ الذي انتفدا
فأراه ما توعَّده / وأراه ما به وعَدا
لم يزل في قدسِ جنته / طالع العلى منتقدا
حامداً لله خالِقه / حيثُ لم يترك له سَندا
كلُّ من طابت سريتُه / بالذي في سرِّه اتحدا
لم يجد من دون خالقه / أحدا يكون ملتحدا
إنَّ لي مولى اسرُّ به / ما يرى شيئاً يكون سدى
عينُ كونِ الشيء حكمتُه / ما لها حكمٌ عليه بدا
الذي تُرجى عوارفه / كان لي رُكنا ومستندا
عز لم يعرف وما عرفوا / غير من أضلهم بهدى
فهو المعلوم عندهمُ / والذي لا يعلمن أبدا