بَلغت أَفكارنا ما تُريدْ
بَلغت أَفكارنا ما تُريدْ / وَأَفادَ الجفن مَن يَستَفيدْ
وَاكتَفى اللاحي بما راعَنا / وَاشتفى مِنا فؤادُ الحَسودْ
وَاختفت أَعلام عَهد الهَنا / ثُم غاضَت عَين عَذب الورودْ
فَكَأن الكُلَّ طَيفٌ سَرى / في مَنام مِن دِيار بَعيدْ
لَن نكد نَستجلي حَتّى مَضى / ثُم صُرنا في خَيال جَديدْ
إِن نيل الودّ فَوق السُهى / وَنَراه دُون حَبل الوَريدْ
أَين زَيد صاحِبي خالد / ذُو وَفائي عَمرو حب وَدودْ
صرت فَرداً لا أَرى واحداً / وَلَكَم صادقت مِنهُم وَحيدْ
إِن خَير الناس شرٌّ من الشر / ر فحاذر كُل نَحس وَجيدْ
فَأَنا إِن عشت جازيت ود / داً بودّ نصفة لا تَزيدْ
وَإِذا ما مت حَق الجَفا / وَهوَ سَهل ثُم وَالبُعد عيدْ
عَن جَميع الخَلق أَخلصت لل / مصطَفى المُختار خَير الوُجودْ
إِن حَسبي مِنهُ نَيل الرضا / وَهوَ كفؤ بِالَّذي أَستَزيدْ
إِنَّني أَنزلتُ في بابه / حاجَتي وَالباب جم الوُفودْ
وَبِهِ حررت رقّي مِن ال / دهر لَما صرت ضمن العَبيدْ
فَهوَ وِردي حينَ أَظما وَإن / جار دَهري كان ركني الشَديدْ
ذاكَ مَولى ما شقيٌّ أَتى / بابه فارتدّ إِلّا سَعيدْ
رَحمة للعالمين اجتبا / ه إله العالمين المَجيدْ
فهوَ جار المرتجي وَهو جا / ه الملتجي وَالبر بالمستعيدْ
قَد كَفاني ما مَضى وَاِنقَضى / بِالَّذي كانَ الضَلال البَعيدْ
يا نَبي اللَه أَنتَ الرَجا / مِن شَقا يَبقى وَعمر يبيدْ