أذِنَتْ أرْضُ العِدَى بافْتِتَاح
أذِنَتْ أرْضُ العِدَى بافْتِتَاح / هَلْ وَرَاءَ الليْل غَيْرُ الصّباح
مَا عَدَوْا أنْ هَيّجُوا لافْتِراس / وهُمُ الذُّؤْبانُ لَيْثَ الكِفاح
قَدحوا زَنْدَ الوَغَى فَاسْتَحَثُّوا / مَنْ لَهُ فِيها مُعلّى القِداح
لَقِحَتْ حَرْبُهُمُ عَن حِيَالٍ / أنِسُوا إلْحَاقَهُم باللقَاح
إنَّ للتّوْحيدِ عَزْماً صَحيحاً / يُوسعُ التَثليثَ كَرَّ اكْتِساح
وَيُساقِي الصُّفْرَ حُمْرَ المَنايا / بِالصّعادِ السمْر أو بِالصّفاح
وُعِدت أنْدلْسٌ مِنْهُ بِيَومٍ / هِي لاسْتِقْبَالِهِ في ارْتِيَاح
كُلُّ أزْمٍ قَبْلَهُ وانَبِهَامٍ / لانْفراجٍ بَعدَهُ واتّضاح
إنْ يَكُنْ عِيداً لِنَحرٍ وذَبْحٍ / كَيْفَ شَاءَتْ فَالأعَادي أضَاحي
بالفَسَادِ اعْتَمَدُوا كُلّ صُنْعٍ / وعَلى الهادِي مَعَادُ الصّلاح
أحِمَى حِمْصٍ أبَاحوا جِهاراً / وحِماها لَمْ يَكُن بالمُباح
لا وَيَحْيَى المُرْتَضى لا هَنَاهُم / بِألِيمِ القَرْحِ وَرْدُ القَراح
إنّمَا يَرْقُبُ مِيقَات فَتْحٍ / هُو آتٍ في ضَمانِ النّجاح
ويُعيدُ البَرّ بَحْراً إلَيْهِمْ / ذا مَضَاء كالقَضاءِ المُتاح
مِنْ كَمُاةٍ في وثوبِ الضّواري / فَوْقَ خَيْلٍ في هُبوبِ الرّياح
كالرّماحِ الُمشْرَعات اهتِزازاً / هزّ أعْطَافِهِم بالْمَراح
وَدَمُ الأعلاجِ يَكْسو طُلاها / بَضّةً كالوَرْدِ فَوْقَ الأقاح
وهُناك الصّيدُ يَرْوِي صَداها / باغْتِبَاقٍ مِنْهُ إثْرَ اصْطِباح
وغِنَاءُ البيضِ في الهامِ يُنْسي / طِيبَ أصْوات المَثاني الفِصاح
إنَّ مِضْرابَ القُيونِ المُحَلّى / غَيْرُ مِضْراب القِيانِ المِلاح
مَوْقِفٌ للنّصْرِ يَنْعي النّصارى / فاضِحٌ للنّوحِ مِلء النّواحي
فَخْرُهُ وَقْفٌ على كُلّ حامٍ / فيهِ لِلأعْمَارِ بالسّيْفِ مَاح
غَزَلٌ يَهْوى خُدودُ المَواضي / دامِيَاتٍ أو قُدودَ الرّماح
لاعْتِناق البُهْمَةِ الذّمْر يَصبْو / سَلْوةً عَن كُلّ خَوْدٍ رَداح
وبِروْح اللّه يُبْدى هُياماً / لا بِرَيْحان جَنِيٍّ وَراح
لم يَضِقْ بالصَّوْلِ والطَّوْلِ ذَرْعاً / كيفَ والبأسُ مُؤاخي السّمَاح
وَمِنَ الأقْدارِ أَعْوانُ صِدْقٍ / ليسَ لِلْقَتْلى بِها مِنْ جِراح
فَتَرى الأبْطَالَ صَرْعى ولكنْ / ما عَلَيْهَا أَثَرٌ للسّلاح
دَنَتِ الرّوم لِتَنْأى نَجاةً / كَمْ تَدانٍ مُؤْذِنٌ بِانْتِزاح
إنَّما عَزْمُ إمامٍ مُطاع / أمْرُهُ في كلِّ حَيّ لَقاح
يَسْكُنُ الدّينُ لأقوى عِمادٍ / مِنْهُ والدُّنيا لأقْوى جَناح
هَذهِ العُرْبُ استَكانتْ وكانَتْ / في التّعاصي مَثَلاً والجِماح
ولَها في العُجْمِ عَوْداً كَبَدْء / فَتْكُ ذي الدِّرعِ بذاتِ الوِشاح
إنَّما يَحيى حَياةُ البَرايا / وَكَفاها مِن حَياً مُسْتَماح
أسْلَفَتْ صدْقَ جُنوح فَأَلْفت / مَع رَفْعِ الخَوْف خَفضَ الجَناح
دَوْلَةٌ حَفْصِيّة في اقْتِبالٍ / وعُلىً مَهْدِيّةٌ في طِماح
مُنْتَهَاهَا في عَدِيّ بْن كَعْبٍ / وذُرَاها في الُّلبابِ الصُّرَاح
نَيّرُ الأرْض سَنىً في اتّضاحِ / نَيِّرُ الأفْقِ به في افْتِضاح
وَمُلوك العَصرِ باؤوا بِعَجْزٍ / عَن فتوح سنها أوْ مِنَاح
مِنْ صِيَالٍ نَارُهُ في اضْطِرامٍ / ونَوالٍ ماؤُهُ في انْسِياح
ولَقَدْ آلَتْ مَعَالِيهِ ألا / يَظْفَرُوا مِنْ رَوْمِها بِاقْتِراح
أيْنَ أعْرَابُ الصّواحي سَناءً / وغَنَاءً مِنْ قُريش البِطَاح
عِلْمُهُ مِنْ حِلْمِهِ لانْفِتاحٍ / ذاكَ كالبَحْرِ وَذا لانفِساح
وأحاديثُ النّدى عَنْ يَديهِ / مُعْرِقاتٍ في الغرابِ الصّحاح
أيُّها المولى تُوافي الأَيادِي / والقَوافِي لا تَفِي بامْتِداح
عُذْرُها في ذُعْرِها مِن جَلال / مَا عَلَى هَائِبه مِنْ جُنَاح
يا لَها كَدّت قِواها وَأَكدتْ / رُبّ زَنْدٍ صَالِدٍ في اقْتِداح
إنْ تَكُنْ مِنْ غَيْرَةٍ في اقْتِتَالٍ / فَاللُّهى مِنْ كَثْرةٍ في اصْطِلاح
يَدُكَ العُليا حَبَتْ كُلّ حُذْيا / مَا لإرْبَاحِي بِها من بَراح
بُورِكَتْ مِنْ رَاحَةٍ سَوّغَتْنِي / في بَكورِي لثْمَها أوْ رَواحي