رُبّ راحٍ بتّ أشربها
رُبّ راحٍ بتّ أشربها / من يديْ عذب اللما خنث
قابلت في الكاس وجنته / فسقانيها على الثلث
بِأبي الساقي ولثغته / ومعاني خلقه الدّمث
سلّ سيف المزج فارتعشت / وغدت تنزور من اللهث
قلت دعها قال قد سُرِقت / من سنا خدّي ومن نَفَثي
قسماً لوْ لم تضمّ على / كأسها طارت من العَبَثِ
خمرة بالجام ناهضةٌ / نهضة الأرواح بالجثث
لو ذكرناها لذي جدَثٍ / قام نشواناً من الجدَث
ظنَّ قومٌ شربها رَفثاً / لا سُقُوا من ذلك الرفَثِ
هاتها راحاً كلفظ فَتيً / طاهر الأخلاق منبعث
هاتِ مدحَ ابن الأثير تجدْ / طاهراً يغني عن الخبث
مجزل النعمى كأنَّ به / للثنا نوعٌ من الغرث
لعلاء الدّين نشر ندىً / لمّ منا كلّ ذي شعث
ترفع الللأوَا مواهبه / مثل رفع الماء للحدَثِ
ومعالٍ عقد أقربها / بالثريا غير منتكث
ويراع خيف مضربُه / فذكور البيض في طمث
نافثٌ سحر البلاغة في / عُقَدٍ جلّت عن النفث
قالت العليا لسؤدده / صنْ وقال المال قم فَعثِ
ما على من أمّ ساحته / أن عام الجدب لم يغث
جاد حتى قال لائمه / إنَّ بعض الجود كاللوث
وهمت نعمى يديه على / كلّ ذي صفوٍ وذي غلث
كالحيا قد عمّ محترثاً / ودْقهُ أو غير محترث
عذلوه في مكارمه / وهو ماض غير مكترث
أيها المستنّ في جددٍ / للعلى والناس في وعث
والذي لو لم أخطّ له / مِدَحاً للمسك لم أمَث
لا تسل عن حال عبدك في / زمنٍ مستحكم المغَث
محَنٌ تأتي على عجلٍ / وأمانٍ جمّة اللبث
أصغَ ساعف قدّم ارْعَ أنلْ / إعطف ارحم صنْ أعذ أغث
شكرت نعماك أعظمنا / في البقا والبعث والجدَث