رَضِيَت نَفسي بِقِسمَتِها
رَضِيَت نَفسي بِقِسمَتِها / فَليُراوِد غَيرِيَ الشُهُبا
كُلُّ نَجمٍ لا اِهتِداءَ بِهِ / لا أُبالي لاحَ أَو غَرُبا
كُلُّ نَهرٍ لا اِرتِواءَ بِهِ / لا أُبالي سالَ أَو نَضَبا
ما غَدٌ يا مَن يُصَوِّرُهُ / لِيَ شَيئاً رائِعاً عَجِبا
ما لَهُ عَين وَلا أَثَرٌ / هُوَ كَالأَمسِ الَّذي ذَهَبا
أَسقِني الصَهباءَ إِن حَضَرَت / ثُمَّ صِف لِيَ الكَأس وَالحَبَبا
لَيسَ يَرويني مَقالَكَ لي / أَنَّها العِقيانُ مُنسَكِبا
إِنَّ صِدقاً لا أُحِسُّ بِهِ / هُوَ شَيءٌ يُشبِهُ الكَذِبا
لا يُنجي الشاةَ مِن سَغَبٍ / أَنَّ في أَرضِ السُهى عَشَبا
ما عَلى مَن لا يُطيقُ يَرى / نَوَّرَ الوادي أَوِ اِكتَأَبا
ما يُفيدُ الطَيرَ في قَفَصٍ / ضاقَ هَذا الجَوُّ أَرَحِبا
بَرِّدي يا سُحبُ مِن ظَمَأي / وَاِهطُلي مِن بَعدِ ذا ذَهَبا
أَو فَكوني غَيرَ راحِمَةٍ / حِمَماً حَمراءَ لا سُحُبا
وَلأَكُن وَحدي لَها هَدَفاً / وَلتَكُن نَفسي لَها حَطَبا
أَنا مِن قَومٍ إِذا حَزِنوا / وَجَدوا في هُزنِهِم طَرَبا
وَإِذا ما غايَةٌ صَعُبَت / هَوَّنوا بِالتَركِ ما صَعُبا