المجموع : 13
للذنب سر عجيبُ
للذنب سر عجيبُ / وفيه خبثٌ وطيبُ
وفي أناس نعيم / وفي أناس لهيب
فاحذره واقبل عليه / فهو الجمال المهيب
لولاه ما كان قرب / ولا تلاقى الحبيب
ولا النبيون كانوا / ولا المقام القريب
فهو الحجاب لخلق / فمخطئٌ ومصيب
لأنه السور فيه / للفرقتين نصيب
فرحمة باطناً إذ / في الظاهر التعذيب
والكون ما تم إلا / به ففاز اللبيب
إياك إياك فافهم / فالشمس ليلاً تغيب
ومن يناديك يوما / فإنه سيجيب
يامن يحب حبيبَهْ
يامن يحب حبيبَهْ / اترك جيمع العيوبِ
واقدم بنفس منيبهْ / واشرب بألطف كوبِ
تلقى الأمور العجيبه / في الحب للمحبوب
ولا تخف شر غيبه / من جاهل محجوب
روى الثقات غريبه / للديلمي المرغوب
في ذي المعاني النسيبه / فردوسه المطلوب
قد قال من بث طيبه / طه شفاء القلوب
العشق من غير ريبه / كفارة للذنوب
من كان بالعشق مفقودْ
من كان بالعشق مفقودْ / فذاك بالحق موجودْ
وذاك ميت وحي / وشاهد وهو مشهود
وكل باب إلى الل / ه غير ذاك فمسدود
واسمع حديثاً صحيحاً / كالدر وافاك معقود
في مسند قد رواه / للديلمي السادة القود
يقول خير البرايا / بحر العطيات والجود
عليكمو بالوجوه ال / ملاح والحدق السود
أول منامك هذا
أول منامك هذا / لا أنت أنت ولا ذا
وإنما الكل حق / في صورة تتحاذى
وتلك أفعال ربي / تأتي وتمضي جذاذا
والناس قال نيام / نبينا الأستاذا
فخذ بما قال واحكم / فلست تلقى نفاذا
وكل شيءٍ تراه / اطلب له استنقاذا
من لبسه فهو حق / أرضاك أو ذاك آذى
إن ذقت شيئاً أليماً / أو ذقت فيه لذاذا
فالكل فانٍ ولكن / أما الإله فهذا
وما السوى غير شيء / ملاعب لك هاذى
يا مثمراً قبل ينبُتْ
يا مثمراً قبل ينبُتْ /
في قلبه الجهل يَنْكُتْ /
دع ينطق الحق واسكُتْ /
لا تحسبنْ أن بالكت / ب مثلنا ستصيرُ
ما الإنس قلب وحيشٌ /
بفكره مستجيشٌ /
له خيال مطيشٌ /
وللدجاجة ريشٌ / لكنها لا تطير
من كان بالله أنسُهْ
من كان بالله أنسُهْ / يقل في الناس جنسُهْ
هيهات هيهات هذا / ماتت على الحق نفسه
وغسلت بالتفاني / وكان في الجسم رمسه
وهو الذي من رأه / رأى فتى غاب حسه
وعقله في ذهول / ويومه هو أمسه
ولم يَفُتْ عنه فرضٌ / محفوظة فيه خمسه
لله أمر ونهيٌ / عليه والكشف لبسه
ما غير الحال منه / شيئاً ولا زال بأسه
حروفه ثابتات / بهن قد قام طرسه
عبد ومولى غني / عنه وللفرع أسه
فإنه آية من / آيات من جل قدسه
تشابهت عند قوم / تحت الغمامة شمسه
وأحكمت لأناس / بالسر بدل عبسه
صحا على فرط سكر / طفا وفي الغيب غمسه
ولينه في الأداني / وفي أعاليه يبسه
ومطلق هو لكن / في حضرة الحق حبسه
وما لهته الملاهي / ولم يطيِّشه درسه
يقينه في المعاني / غيب الغيوب وحدسه
وقائم هو فيما / ترى وإن زاد طمسه
وساجد ليس إلا / لله يُرفَعُ رأسه
راض على كل حال / بالحق طهر رجسه
وليس يندم مما / أتى فيُقرَعَ ضرسه
كأنه روض حق / بالحق قد طاب غرسه
لله لله راجي / مما سوى الله يأسه
وحاصل الأمر ذو وح / شة وبالله أنسه
العبد يلهو ويغفلْ
العبد يلهو ويغفلْ / والربُّ أعلى وأسفلْ
بكل شيء محيط / ويح الذي عنه أجفل
فانظر إليه تجده / بكل شيء تكفَّل
وفي الجهات البواقي / تشيطنت أم زنفل
وساعدتها طباع / على الجهول المغفل
فكلما رام يرقى / ألهته حتى تسفّل
ما فاز بالقرب إلا / لربه من تنفل
حتى له صار سمعاً / وناظراً ليس يغفل
وقابل الباب فتحاً / من بعد ما كان مقفل
له من الحق جند / يوليه نصراً وجحفل
غير الوجود محالُ
غير الوجود محالُ / عليه أنت محالُ
فافطن له وتأمل / فالعقل فيه عقال
هو الهدى للبرايا / وما سواه ضلال
يا واحداً وكثيراً / بما عليه يحال
من كل تقدير شيء / في العلم منه مثال
قَدَّرتَنا من قديمٍ / فنحن شيءٌ محال
فرضتنا فظهرنا / بك العراض الطوال
وأنت أنت وجود / ونحن نحن خيال
أستغفر الله إن ال / خيال شيء يخال
بل نحن لا شيء لكن / هذا كلام يقال
لأجل تقريب قوم / في العقل منه خبال
قد اعتنوا بالمعاني / وهم سراب وآل
فحاولوا الحق فيها / وليس فيها ينال
عيسى بن مريم روحي
عيسى بن مريم روحي / لقتل دجال جسمي
فإن يمت بي قتيلاً / أكن أنا الروح باسمي
والجسم من قبل ميت / لكنه حي رسم
كذلك الروح ميت / والحي حظي وقسمي
يا حق يا حي إني / ظهرت عنك بوسمي
فاحسم عن الغير قلبي / بالعين أبلغ حسم
الكنز أنت وكلٌّ / عليك شَكْلُ طِلَسْمِ
يا حادي الركب سر بي
يا حادي الركب سر بي / نحو المقام المعظمْ
وانشد هنالك قلبي / بين الحطيم وزمزمْ
إن غبت عن عياني
إن غبت عن عياني / فأنت في جناني
وإن حجبت فكري / بكل ما أعاني
فالنور نصب عيني / والذكر في لساني
أوّاه من سار فيكم
أوّاه من سار فيكم / بروح أمرٍ أمينِ
لا طبع جسم شمال / وجهل نفس يمينِ
يرجعْ لكم منه روح / يا نور قلبي وعيني
يرجعْ بجسم ونفس / يرجعْ بخفَّيْ حنينِ
ومن شدة القرب مني
ومن شدة القرب مني / شهدت أنك أني
فقلت ما قلت جهلاً / وذاك من سوء ظني
وحين حققت أمري / والوهم قد زال عني
تركت هذا وهذا / ثم الفنا صار فني
وصرت عن عيب غيب / بما أقول أكنِّي
وزال عني ترجّي / علمي به والتمني
والعلم كالجهل عندي / فيه وزال التعني
إذ كل ذلك خلقٌ / والخلق ما عنه يغني
وليس يشبه ربي / شيء فكن في التهني
أنا الموحِّدُ ذوقاً / فخلِّني يا مثنِّي