المجموع : 7
سكرانُ باللحظِ صاحِ
سكرانُ باللحظِ صاحِ / نشوانُ من غير راح
بوجنةِ الوردِ يَفت / رُّ عن ثنايا الأقاح
وقامةِ الغصنِ يهت / زُّ في مَراح المِراحِ
وعارضِ المسك مثل ال / مساء فوقَ الصّباحِ
نمَّ العِذارُ عليهِ / فتمَّ فيه افتضاحي
وردُ الحياء جَني / في ذلكَ التُّفاح
والرِّيقُ كالرَّاحِ شُجّتْ / بعذبِ ماءٍ قَراح
من كأْسِ فيه اغتباقي / مُنَعّماً وأصطباحي
وفي الأُمور اختتامي / على اسمهِ وافتتاحي
أَهوى طلوعَ صباحي / على وُجُوهٍ صباحِ
ولثمَ أَحورَ أَحْوَى / وضمَّ رُودٍ رَداح
وريَّ قلبي الصّدي من / عناقِ ظامي الوشاحِ
وفتنتي من عيونٍ / حور مراضٍ صحاحِ
يا صاحِ إنّي نزيفٌ / سُكراً وإنّكَ صاحِ
وبرحُ وجدي مقيمٌ / فما له من بَراحِ
دعني فما أَنتَ يوماً / مُؤاخذٌ بجُناحِ
وما أَطعتُ غرامي / حتى عصيتُ اللّواحي
وَفَى الحبيبُ وتَمّتْ / بوصله أَفراحي
وزادَ قِدْحي ودارتْ / بِمُنْيتي أَقداحي
أُعطي الكؤوسَ ملاءً / على أَكفِّ الملاح
ورضتُ بالصبر دهري / وكانَ صعبَ الجماح
قد استقرَّتْ أُموري / فيه بِحسْبِ اقتراحي
كما استقرَّ صلاحُ ال / دنيا بملْكِ الصَّلاحِ
تنيرُ شمسُ مساعي / هِ من سماءِ الصَّباحِ
وأَمرهُ مستفادُ / من القضاءِ المُتاحِ
ذو المفخَر المتعالي / والنائلِ المُستماحِ
وللحقيقةِ حامِ / وللدنيّةِ ماحِ
غيثُ السّماحةِ طَوْدُ ال / وقارِ ليثُ الكفاحِ
صدرٌ بجدواه صَدْري / مُذْ لم يزلْ في انشراحِ
من قَدْحِ زندِ الأَماني / به وَقُودُ القداحِ
أَمّلْتُهُ لمُلمِّي / فلاحَ وجهُ فلاحي
آمالُنا بلُهاهُ ال / أجسامُ بالأَرواحِ
نَدَى كريم حيي / وبأسُ ذِمْرِ وَقَاحِ
يَفْديكَ أهلُ اجتراءٍ / على ركُوبِ اجتراحِ
بالمال غيرُ كرامٍ / بالعِرْض غيرُ شحاح
رأيتَ صونَ المعالي / في بذل مال مباح
إنْ طال ليلُ مُلَّمٍ / وافيتَ بالإصباح
مُلَّيتَ يوسفُ مِصْراً / جدّاً بغيرِ مزاحِ
مُلكاً بغيرِ انتزاعِ / عزّاً بغير انتزاح
يا من أًَياديه تُبدي / بالحَصْر عِيَّ الفِصاح
عدوه في اتّضاع / ومجدُه في اتّضاحِ
صريح مدحي لعليا / كَ عن ولاءٍ صراحِ
بقيدِ شكري عطايا / كَ مطلقاتُ السّراحِ
أُسائلُ الرَّكبَ عنكم
أُسائلُ الرَّكبَ عنكم / وأنتم في فؤادي
وقفٌ عليكم طريقي / في حُبّكم وتِلادي
تصبُّري في انتقاصٍ / ولوعتي في ازديادِ
قالوا مرادك ماذا / فقلتُ أَنتم مُرادي
ما بالكم لم تلبُّوا / وقد سمعتم أُنادي
وكم لكم من أيادٍ / لم أَنسها وأَيادِ
يا مالكي الرِّقَ رقُّوا / فقد ملكتم قيادي
صددتم الوردَ عنّي / علماً بأنيَ صادِ
سرتم بقلبي وسري / وراحتي ورقادي
ما هكذا لو عرفتم / يكونُ شرطُ الوِدادِ
أَلهيتَ نفسَك لكنْ
أَلهيتَ نفسَك لكنْ / لَهيتَ بالأوطارْ
طلبتَ شهوتَها إذْ / أَلهَبْتَ فيها النارْ
قدَّمت ذنبَكَ لمّا / قدَّمتَ بالأَعذار
لَعَدَمْتَ عمرَكَ حتّى / عَمَرْتَ هذي الدارْ
العمرُ يقصُرُ والدَّهْ / رُ بالفتى غدّارْ
كلاهُما مسعارٌ / جَناهما مُشْتارْ
وِدادُهما قَلَّ دنيا / إيرادُها إصدارْ
سباعُها ضارياتٌ / طباعُها أضرارْ
جاراتُها جائرات / عرفاتُها إنكسار
خُسرانُها الرِّبحُ عندي / نقصانُها إبدارْ
كثيرُها مُستَقل / غزيرُها غرَّارْ
أَدوارُها دائرات / أَوطارُها أَطوارْ
لباسُها البأسُ فاعلَمْ / فناسُها أَغمارْ
غُفْلُ البصائرِ ذُهْلُ ال / قلوبِ والأبصارْ
توالتِ السّفْرُ منها / وطالتِ الأَسفارْ
بَدارِ فالأَمرُ صعب / حذارِ للانذارْ
اقْنِ الثناءَ وأَقنِ الثَّ / راءَ وانفِ العارْ
فَرِّق لُهاكَ وأحسنْ / وأَنفق الدينارْ
مالي أُكثرُ مالي / ومالي الأنصارْ
الذِّكرُ عندي خير / والشُّكرُ لي مختارْ
يُفرِّجُ الهمَّ عندي / ما تُنتجُ الأَقدارْ
ليلُ الشّبابِ تَولَّى
ليلُ الشّبابِ تَولَّى / والشّيبُ صبحٌ تأَلّقْ
ما الشَّيبُ إلاّ غبارٌ / من ركضِ عُمري تَعلّقْ
ركبتُ لمّا تكهَّلْ / تُ بعدَ أَدْهَمَ أبلَق
وضاعَ مفتاحُ وصل ال / حسان فالبابُ مُغلقْ
ولا حِزامي وثيقٌ / ولا عناني مُطلقْ
دمشقُ تقصدُ عظمي
دمشقُ تقصدُ عظمي / بعرقةٍ أيِّ عرقهْ
إخفاقُهُ لرجائي / فيها وللقلبِ خَفْقَهْ
أَقمتُ فيها وحيداً / كالدُّرِّ ضمّتْهُ حُقَّهْ
بمهجتي خَنِثُ العطْ
بمهجتي خَنِثُ العطْ / فِ مستلذُّ الدَّلال
يقولُ لي بانكسارٍ / ورقّةٍ واعتلالِ
معاتباً بحديثٍ / أَصفى من السَّلسالِ
ما مصرُ مثل دمشقٍ / بعتَ الهدى بالضّلالِ
فقلتُ عنّتْ أُمورٌ / عجيبةُ الأَشكالِ
أَسيرُ في طلبِ الع / زِّ مثلَ سيرِ الهلالِ
لم يبلغ البدرُ لولا ال / مَسيرُ أَوجَ الكمالِ
وكيف أَتركُ شغلي / وإنّهُ رأْسُ مالي
صلاحُ حالي صلاحُ ال / دِّينِ الغزيرُ النّوالِ
ما لي أُفارقُ مَلْكاً / ملَّكته آمالي
يا ناصرَ الدِّين قلبي / عليهِ في بَلْبالِ
الحمدُ للهِ فُزْنَا
الحمدُ للهِ فُزْنَا / وللمطالبِ حُزْنا
حُزْنا السُّرورَ وماتَ ال / حسودُ غَمّاً وحُزْنا
وَعادَ سَهْلاً من الأَم / رِ كلُّ ما كان حَزْنا
وأَذْعَنَتْ واستقادتْ / مُنىً لنا قد نَشَزْنا
مواعدُ اللهِ في كلِّ / سُؤْلِ نَفْسٍ نَجَزْنا
إنَّ الأَعاديَ ذَلّوا / بنصرِنا وعزَزْنا
كم ظَهْرِ شركٍ قَصَمنا / وعِطْفِ عِزٍّ هَزَزْنا
وجيشِ باغٍ هَزمنا / ورأْسِ عَاتٍ هَمَزْنا
وفرصةٍ للأَماني / مع النّجاحِ انْتَهَزْنا
وكم مراكزِ ملكٍ / فيها الرِّماحَ رَكَزْنا
وكم عَدوٍّ سلبنا / هُ ملكَهُ وابْتَزَزْنا
نِلْنَا الذي قد رَجَونا / بالحَوْطِ مما احترَزْنا
ولم يَجُزْ من أُمورِ الدُّ / نيا سِوى ما أَجَزْنا
ببأْسِ محمودٍ المَلْ / كِ للخُطوبِ بَرَزْنا
وبينَ صَرْفِ العوادي / وبيننا قد حَجَزْنا
للّهِ جَمُّ أَيادٍ / عَنْ شُكْرِها قد عَجَزْنا
بكلِّ كَنْزٍ سَمَحْنا / والحمدُ مما كَنَزْنا
إنّا لأَصْفَى وأَجدَى / في الخيرِ وِرْداً ومُزْنا
ما ساجَلَ الناسُ إلاّ / فُتْنَا مَداهُمْ وجُزْنا
لنا خلائقُ غُرٌّ / على الوفاءِ غُرِزْنا
نُزِّهنَ عن كلِّ سوءٍ / وبالخنَا ما غُمِزْنا
تَضيقُ بالحالِ ذَرْعاً / ونُوسِعُ العِرْضَ خَزْنا
ولم نَدعْ للأَعادي / في موقفِ الفَخْرِ وَزْنا