القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : علي الجارم الكل
المجموع : 4
أَغْدِقْ عَلَيْهَا سَحَابَا
أَغْدِقْ عَلَيْهَا سَحَابَا / وَامْلأْ مَدَاها شَبَابَا
وَافْتَحْ عَلَى النَاسِ فِيهَا / لِلْخَيْرِ بَاباً فَبَابا
جُزْتَ الطَرِيقَ فَصَارَتْ / تِبْراً وَكَانَتْ تُرَابَا
الْيُمْنُ يَحْدو ذَهَاباً / وَالسَعْدُ يَشْدُو إِيَابا
وَالنَخلُ ماسَتْ وَمَالَتْ / تَشَوُّقاً وَاجْتِذَابَا
قَدْ هَزَّهَا الشَوْقُ حَتَّى / كادَت تُجَارِي الركابَا
وَألزَهْرُ يَنْضَحُ عِطْراً / بَيْنَ الربَا وَمَلابَا
لَهُ ابْتِسَامُ حَبِيبٍ / أَنْسَى الْمُحِبَّ الْعِتابا
يَرْنُو فَيُرْخِي حَيَاءً / مِنَ الْكِمامِ نِقَابا
رَأَى شَبَاباً وَضِيئاً / عَمَّ الْقُرَى وَالرحَابا
رَأَى خَلاَئِقَ زُهْراً / كَالْمِسْك طَابَتْ وَطَابا
تَطَامَنَتْ هَضَبَاتٌ / ماذَأ أَصَابَ الْهِضَابَا
كَانَتْ تُسَامِي الثرَيَّا / وَالْيَوْمَ تَحْنِي الرقابَا
رَأَتْ جَلالاً مَهيباً / فَمَا وَنَتْ أَنْ تَهَابَا
وَهَالَهَا مِنْكَ عَزْمٌ / لَوْ لاَمَسَ الصخْرَ ذَابَا
وَالْبَحْرُ يَدْنُو وَيَعْلُو / تَطَلُّعاً وَارْتِقابَا
لَمَّا تَلَقَّاك قُلْنَا / لاَقَى الْعُبَابُ الْعُبَابَا
فَارُوقُ أَعْظَمُ نَفْساً / مِنْهُ وَأَسْخَى جَنابَا
يزْجِي السحابَ ثِقَالاً / وَأَنْتَ تُزْجِي الرغَابَا
وَالنيلُ يَنْسَابُ تِيهاً / بَيْنَ الْمُرُوجِ انْسِيَابَا
كالْخَوْدِ ضَمَّتْ ثِيَاباً / عُجْباً وَأَرْخَتْ ثِيَابَا
صَفَا لُجَيْناً نَقِيّاً / وَمَاجَ تِبْراً مُذَابَا
أَلْقَى الدَرَاهِمَ بُشْرَى / بِكُمْ فَكانت حَبابَا
تَوثَّبَ الْمَوْجُ فِيهِ / لِنَظْرَةٍ ثُمَّ ثَابا
جَرَى ذَلُولاً بِمَلْكٍ / ماضٍ أَذَلَّ الصعَابا
إِذَا رَأَى كَانَ حَقا / أوْ قالَ كَانَ صَوَابا
وَالناسُ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ / تَهْوِي إِلَيْكَ انْصِبَابا
جَاءُوا شُعُوباً شُعُوباً / حَتَّى أَسَالُوا الشعَابا
يَرْجُونَ مِنْكَ دُنُوّاً / فَيَرْجعُونَ اهْتِيَابا
وَالشمْسُ أَعْلَى مَكاناً / مِنْ أَنْ تُنَالَ اقْتِرابا
لهُمْ دُعاءٌ أَمَاطَتْ / لَهُ السمَاءُ الْحِجَابَا
إِنْ تَلْقَهُمْ تَلْقَ مَوْجاً / إِنْ قَارَبَ الشَطَّ آبا
تَلْقَى عَجِيجاً وَشَوْقاً / وَزَفْرَةً وَاصْطِخَابا
قُلُوبُهُمْ في يَدَيْهِمْ / تُهْدَى إلَيْكَ احْتِسَابا
وَحُبُّهُمْ في وُجُوهٍ / فَاقْرَأْهُ فِيهَا كِتَابا
لاَحَ السَفِينُ فَهَامَتْ / رَشِيدُ تَعْدُو وِثابا
وَأَقْبَلَتْ وَهْيَ تَرْنُو / مَآذِناً وَقِبَابَا
تَوَدُّ خَوْضا إِلَيْهِ / لَوِ اسْتَطاعَتْ ذَهَابا
وَالشَّوْقُ إنْ غَالَ نَفْسا / لا تَسْتَطِيعُ غِلاَبا
أَعْلاَمُها خافِقاتٌ / كَمَا هَزَزْتَ القِضابا
قَدْ زَارَهَا مِنْكَ غَيْثٌ / فَانْهَلَّ فِيها انْسِكابا
وَلُحْتَ فِيهَا فَصَارَتْ / خِصْبا وَكانَتْ يَبَابا
اللّهُ أَكْبَرُ عادَتْ / بَعَدَْ الْمَشِيبِ كَعَابا
إِنْ سُوئِلَتْ عَنْ سِنِيهَا / قَالَتْ نَسيتُ الْحِسَابَا
فِيهَا نُهىً ثاقِبَاتٌ / كَمَا أَضَأْتَ الثقابا
كَالتبْرِ غَطَّاهُ تُرْبٌ / وَالدرِّ فِي الْبَحْرِ غَابا
كَمْ عَامِرَاتِ عُقُولٍ / تَأْوِي الديَارُ الْخَرابا
صَحِبْتُ فِيهَا شبابي / فَما ذَمَمْت الصحَابا
سَقْياً لِمَلْعَبِ أنْسٍ / شَابَ الزَمانُ وَشابا
إِنْ يَجْرِ فِي الْوَهْمِ يَوْماً / جَرَتْ دُمُوعِي اكْتِئَابا
مَنْ غاضَ مَاءُ صِباهُ / رَأَى الْحَيَاةَ سَرَابا
أَبُوكَ راشَ جَناحِي / حَتَّى لَمَسْتُ السحابا
وَكانَ يُصْغِي لِشِعْري / وَكانَ شِعْرِي عُجَابا
رَشِيدُ لاَقَتْ رَشِيداً / شَهْماً مُجيباً مُجابا
سَوَّاهُ مَوْلاهُ نُوراً / صِرْفاً وَمَجْداً لُبابا
نَالَتْ بِيُمْنِ سَناهُ / مِصرُ الْمُنَى وَالطِلاَبا
يا قبرَ حفني أَجبْني
يا قبرَ حفني أَجبْني / ماذا صنعتَ بحفني
ماذا صنعتَ بعلْمٍ / وما صنعتَ بفَنّ
وما صنعتَ بفكرٍ / ماضي الشَباةِ وذِهْن
طويتَ خيرَ مَثابٍ / للطائفين ورُكْن
في كلِّ يومٍ رِثاءٌ / لصاحبٍ أو لخِدْن
حتَّى لقد كاد شعري / يبكي لضعفي ووهْني
فإنّما أنا منه / وإنّما هو مني
الوزنُ من نَبْضِ قلبي / والبحرُ من ماءِ جَفني
رحا المنايا رويداً / خلطت طِحْناً بِطِحن
وإنَّما الناس ظَعْنٌ / يسيرُ في إثْرِ ظعْنِ
فما حديدٌ بباقٍ / ولا حِذارٌ بمُغْني
وكلُّ عقلٍ مُضِيءٍ / إلى خمودٍ وأَفْن
يكادُ إن مال غصنٌ / يشكو الزمانَ لغصن
تعساً له كم نُعزِّي / حيناً وحيناً نُهَنِّي
من إجتماعٍ لعُرْسٍ / إلى إجتماعٍ لدفن
والمرءُ يُحيي الأماني / والدهرُ يُبْلي ويُفني
فكم تمنّيتُ لكن / ماذا أفاد التمنِّي
دعني أقلِّبُ طَرْفي / في ظلمَةِ الليِ دعني
حيرانَ أضرِبُ كفي / أسىً وأقرَعُ سِنّي
قد خانني الدهرُ يوماً / يا ليته لم يَخُنِّي
أكلَّما مرّ نعْش / أو طاف نَعْيٌ بأُذْني
طار الفؤادُ فلولا / بقيةٌ ندَّ عني
لولا التُّقَى لم أجدْه / بجانبِي أو يجدْنِي
قالوا أجدتَ المراثي / فقلتُ إنَّ وإنِّي
دُموعُ عيني قَريضي / وزَفْرةُ الوجدِ لحني
عَلِّي أداوِي حَزيناً / فالحزنُ يُمْحَيى بحزن
أو يشتفي ببكاءٍ / مَن شأنُه مثلُ شأني
أين النُبوغُ توارَى / يا قبرَ حفني أجبني
أكلَّما لاح بدرٌ / رمتهُ ريحٌ بدَجْن
وخلّف الأرضَ حَيْرى / سهلٌ يموج بحَزْن
وربّ زهرٍ شَذاه / يُزْري بأرواحِ عَدْنِ
كأَنّما منحتْه / ألوانَها ذاتُ حُسْن
جمالُه الغضُّ أغرَى / أغصانَه بالتّثني
غذتْه أَطْبَاءُ طَلٍ / حيناً وأثْداءُ مُزْن
تسري به الريحُ رفقاً / في خشيةٍ وتأنّي
كأنَّها فَمُ أُمٍ / يَمُرُّ في وجنةِ ابْن
النحلُ ترشُفُ منه / رحيقه وتُغَنِّي
تجني ولم تدرِ يوْماً / أنّ الردَى سوف يجني
طغت عليه سَمومٌ / حرَّى كأنفاسِ جِنِّ
فغادرتْهُ رُكاماً / أجفَّ من عودِ تِبن
والدهر أحرَى رفيقٍ / بأن يخونَ ويُخني
يا قبرَ حفني أجبني / وارحم بقيّةَ سنّي
قد راعني منك صَمْتٌ / بحقِّه لا تَرُعْني
ففيكَ أمضَى جَناناً / من كلِّ فُصْحٍ ولُسْن
وفيكَ شِعْرٌ نقيٌّ / من كلِّ وَقْصٍ وخَبن
كأَنَّه بَسَماتٌ / للوصلِ بعد التجنّي
أو نفحةٌ من جميلٍ / طافتْ بأحلام بُثْنِ
أو رَغْوةٌ من سُلافٍ / تفيضُ من رأس دَنّ
كم نكتَة فيه كادت / تخفَى على كُلِّ ظن
مصريةٍ جالَ فيها / ذوقُ الأديبِ المفنِّ
لو كنتَ تعرفُ حفني / لقلتَ زدني وزدني
نحوٌ يصُكُّ الكِسائي / ويزدرِي بابن جِنّي
وإنْ أُثيرَ جِدالٌ / رأيتَه خيرَ قِرْن
العلمُ أمضَى سلاح / له وأوْقَى مِجَنّ
قد كان ضخماً جَسيماً / يبدو كشامخِ حِصْنِ
اللحمُ رِخْوٌ بدين / له نعومةُ قُطن
والصدرُ رَحْبٌ فسيحٌ / ما جاش يوماً بضغْن
في وجهه الجهم حسنٌ / من روحهِ المتسكنّ
قد زارني ذاتَ يومٍ / في وقتِ قَيْظٍ وكِنّ
فكان أُنْساً تدانتْ / به المُنَى بعد ضَنّ
فاض الحديثُ زُلالاً / عذْباً وما قال قَطْني
فُكاهةٌ من لَدُنْه / ونكتةٌ من لدُنّي
في الأُذن قهوْةَ كَرْمٍ / والكف قهوةُ بُنِ
أروِي ويَرْوِي القوافي / كالدرِّ وزناً بوزن
يا مجلساً عاد وجْداً / يُذْكي الفؤادَ ويُضْني
ضاع الصبا ورجَعْنا / منه بصَفْقةِ غَبْن
حفني سلاَمٌ ونورٌ / لقلبكَ المطمئن
فارقتَ أهلاً وسَكْناً / لخيرِ أهْلٍ وسَكن
تَثْني إليكَ القوافي / أعناقَها حين تُثني
الْيَوْمُ يومُكِ مِصْرُ
الْيَوْمُ يومُكِ مِصْرُ / للّه حَمْدٌ وَشُكْرُ
فَلَنْ يَرُوعَكِ رِقٌّ / وَلَنْ يَمَسَّك أَسرُ
وَكُلُّ ما فيكِ صَفْوٌ / وَكُلُّ مَنْ فِيكِ حُرّ
سَعْدٌ يَحُوطُ بَنِيه / وَهْوَ الأَعَزّ الأَبَرّ
دَعَتْهُ مِصْرُ فَلَبَّى / وَالْوَجْهُ يَعْلُوهُ بِشْر
في سَاعَةٍ لَيْسَ فِيهَا / مِنَ الفِرَارِ مَفَرّ
الْمَوْتُ يَحْصُدُ حَصْداً / وَالسِّجْنُ لِلْحُرِّ قَبْر
والأَرْضُ تَهْتَزُّ رُعْباً / فَمَا لَهَا مُسْتَقَرُّ
يَسْرِي مَعَ اللَّيْلِ هَمٌّ / وَيَخْنُقُ الشَّمْسَ ذُعْرُ
تَحَدُّثُ النَّاسِ هَمْسٌ / كَأنَّمَا هُوَ فِكْرُ
وَمِصْرُ تَرْقُُ سَطْراً / لِلْمَوْتِ يَتْلُوهُ سَطْر
إِذَا نِدَاءٌ جَهِيرٌ / يَهُزُّ مِصْرَ وَزَأْر
زَأرُ الْهِزَبْرِ الْمُفَدَّى / سَعْدٍ وَنِعْمَ الْهِزَبْر
دَعَوْتَ قَوْمَكَ حَتَّى / أَسْمَعْتَ مَنْ فِيهِ وَقْرُ
وَقُمْتَ فِيهِمْ خَطيباً / لَهُ عَلَى الْقَوْلِ أَمْرُ
مُفَضَّلاَتٌ قِصَارٌ / لَهَا رنينٌ وَنَبْر
وَحِكْمَةٌ في بَيَانٍ / إنَّ الْبَيَانَ لَسِحْر
قَلْبٌ أبِيُّ شَمُوسٌ / عَلَى الْخُطُوبِ وَصَدْر
وَعَزْمَةٌ مِنْ حَدِيدٍ / لَهَا عُرَامٌ وَأَزْر
أَبَتْ عَلَى الدَّهْرِ ليناً / سِيّانِ عُسْرٌ وَيُسْر
بَانِي الجِبَالِ بَنَاهَا / مَنِيعَةً لا تَخِرّ
فلم يَكُنْ غيرَ سعدٍ / لمصرَ رِدْءٌ وذُخْرُ
فلم يكُنْ غيرَ سَعْدٍ / للناسِ وِرْدٌ وذِكْر
جاءوا إِليكَ سِراعاً / لهم أزيزٌ وهَدْرُ
الشيخُ يتلوه قَسٌّ / والقَسُّ يتلوه حبْرُ
ودينُهم حُبُّ مِصْرٍ / وغيرُ ذلكَ كُفْر
في كلِّ قلبٍ يقينٌ / وحسنُ عَزْمٍ وصَبْر
وليس في الكفِّ بِيضٌ / وليس في الكفِّ سُمْر
فَقُدْتَهُمْ نحوَ فَخْرٍ / لمِصرَ يتلوه فَخْرُ
رُوحٌ من اللّهِ جاءت / من السماء ونَصْر
ونَهْضَةٌ كان فيها / للّهِ قَبْلَكَ سِرُّ
سِرْ بالسفينَةِ هَوْناً / فليس ثَمَّةَ صَخْر
البحرُ صافٍ أمينٌ / وأنتَ بالسفْرِ بَرُّ
تَعيِشُ مِصْرُ وتبقَى / فَقُرَّةُ العَيْنِ مِصْرُ
تبّاً له من ثقيلٍ
تبّاً له من ثقيلٍ / دَماً ورُوحاً وطِينهْ
لو كان من قوم نُوحٍ / لَما ركِبْتُ السفينه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025