سَرِيَّةٌ أنتَ وَحْدَكْ
سَرِيَّةٌ أنتَ وَحْدَكْ / فَاجْعَلْ سَجَاياكَ جُنْدَكْ
لا تَخْشَ يا ابنَ أَنيسٍ / فليس سُفيانُ نِدَّكْ
احْشُدْ قُواكَ وَخُذْهُ / فليس يَسْطِيعُ حَشدَكْ
إن غَرَّهُ حَدُّ عزمٍ / فَسَوفَ يَعرِفُ حَدَّكْ
يَهولُ في الوصفِ جِدّاً / حَتَّى لَيَعْظُمُ عِنْدَكْ
لَكِنَّهُ اللهُ أعلى / عليهِ في البأسِ جَدَّكْ
أَقْبِلْ فتى البأسِ أَقْبِلْ / وَاعْمَلْ لربِّكَ جُهْدَكْ
أَخَذْتَهُ بِخِلابٍ / كَذَبْتَهُ فيه وُدَّكْ
أَوردتَهُ القَولَ حُلواً / ولو دَرَى عَافَ وِرْدَكْ
وَيْلُمِّهِ من غَبيٍّ / لو كان يعرف قصدَكْ
أحْبِبْ بِهِ من رسولٍ / لِقَتْلِهِ قد أعدَّكْ
يَظنُّ أنّك ضِدٌّ / له فَدُونَكَ ضِدَّكْ
بُورِكْتَ يا ابنَ أنيسٍ / من فارسٍ ما أشدَّكْ
ضَرَبتَهُ فَتَرَدَّى / وكان ذلك وَكْدَكْ
وَعُدْتَ لا مَجْدَ إلا / أراهُ يَحْسُدُ مَجْدَكْ
سُفيانُ هل كنتَ طَودَاً / فمن رَماكَ فَهَدَّكْ
أم كَنْتَ للشرِّ ذُخراً / تَخشى الطّواغيتُ فَقْدَكْ
أَوْدَى بِكَ ابنُ أنيسٍ / فَأقفَرَ الحيُّ بَعْدَكْ
وَرَدَّ عِزَّكَ ذلّاً / فما تُصَعِّرُ خَدَّكْ
مَلأتَ صدركَ حِقداً / فهل شَفَى السَّيفُ حِقْدَكْ
وَمِتَّ مِن قَبلُ وَجداً / فهل مَحا الموتُ وَجْدَكْ
أين الجموعُ أتَدرِي / مَن خطَّ في التُّربِ لَحْدَكْ
وأينَ رأسُك هلّا / صَدقْتَ نفسَكَ وَعْدَكْ
أَغواك جَهلُكَ حَتَّى / لَقيتَ في النَّارِ رُشْدَكْ
أنضَجتَ نفسَكَ غَيظاً / فاليومَ تُنضِجُ جِلْدَكْ
يَغيظُكَ الدِّينُ حَقّاً / فأنتَ تَقدحُ زَنْدَكْ
هَيَّجْتَ للشرِّ وَقْداً / فأينَ غادرتَ وَقْدَكْ
يا صاحِبَ الغارِ مَن ذا / بِنَصرِهِ قد أَمَدَّكْ
أليس ربَّكَ فَاجْعَلْ / لهُ على الدّهرِ حَمْدَكْ
رَدّ العِدَى لم يفوزوا / وأنتَ بالفوزِ ردَّكْ
ألْقِ الهديّة وَاسْحَبْ / في ساحَةِ الفَخرِ بُرْدَكْ
دَعَا الرّسولُ وأَثْنى / فَاحْمَدْ لكَ الخيرُ رِفْدَكْ
وقل تباركتَ ربِّي / يَسَّرْتَ للخيرِ عَبْدَكْ