المجموع : 6
زَعازعٌ ثمّ نُكْب
زَعازعٌ ثمّ نُكْب / خَطب لَعَمْرُكَ صَعْبُ
قولوا لِمَن هوَ مُغرىً / بذي الرّياسةِ صَبُّ
أَما تَراها خَبوطاً / تزلُّ طوراً وتكبو
لَها عُيوبٌ عَليها / يُحِبّها مَن يُحبُّ
تَبرّجَتْ لَيسَ عَنها / يَوماً لِعَينيكَ حُجْبُ
تَدنو وَتَنأى وَتَبدو / طَوراً هناكَ وَتَخبو
وَللدُموعِ عَلَيها / سَحٌّ وقَطْرٌ وسَكْبُ
كأنّها جِذْلُ راعٍ / ومِنْ حَوالَيهِ جُرْبُ
رَوْحٌ لَعَمْرُكَ فيها / لَكِنَّ عُقباهُ كَرْبُ
وَكَيفَ يلتَذُّ سِلمٌ / يَتْلو أُخيراه حربُ
مِن أَينَ خِلٌّ وَفيٌّ / حُلْوُ المَذاقَةِ عذبُ
لا عُجبَ فيهِ وَلَكِن / فيهِ لِقَلبيَ عُجبُ
كَالسّيفِ لَيسَ بِنابٍ / وَالسّيف بِالضربِ يَنبو
وَالطِّرفُ لَيسَ بِكابٍ / وَالطِّرف بِالرّكضِ يَكبو
إِيّاكَ إِن كُنت يوماً / تُحبُّ ما لا يُحبُّ
وَالضّرعُ لا دَرَّ فيهِ / فَليسَ يَنفَعُ حَلْبُ
وَالرّزقُ يَأتي شعوباً / وَإِن خَلا مِنهُ شَعبُ
ما اِجتُرَّ رِزقٌ بِحِرصٍ / سِيّان مَشيٌ وَوَثْبُ
كَم طائِرٍ صُدَّ عنهُ / وَنالهُ مَن يدُبُّ
وَنالَ رجْلٌ بطاءٌ / مِنهُ وَأَخفقَ رَكْبُ
لَو أَنصَفَتنا اللّيالي / وَكانَ لِلدّاءِ طِبُّ
ما كانَ بَغيٌ وَغَصْبٌ / وَلا اِبتِزازٌ وسَلْبُ
أَقسمتُ بِالبيتِ طافَتْ / بِهِ جَحاجحُ غُلْبُ
سَرَتْ وَأَدنَتْ إِلَيهِ / بِهِم جِيادٌ وَنُجبُ
شُعثٌ سغابٌ وَمِنْ تحْ / تِهمْ ظِماءٌ وسُغبُ
ما ضَرَّهُ وَهوَ يُطوى / إِلَيهِ سَهْبٌ فسَهْبُ
وَلِلملائكِ مِنْ حَوْ / لِهِ حَفيفٌ وقربُ
أَن لا يكونَ عَليهِ / لِلعَينِ وَشيٌ وعصْبُ
وَبِالّذي هَرَقوهُ / مِنَ الدّماء وصبّوا
وَالبائِتين بِجَمعٍ / لَهُم أُوارٌ وشبُّ
جَبّوا العَلائِقَ عَنهم / وَإِنَّما الإِثمَ جبّوا
لا اِبتَعتُ ذلّاً بِعِزٍّ / وَفي يَمينيَ عَضبُ
وَلا أقضّ عَلى ما / صنعتهُ لِيَ جَنبُ
وَلا تَركتُ لِساناً / يَقولُ لي لكَ ذَنبُ
أَذلَّ رَبّيَ قَوماً / لَهُم مِنَ الذُلّ شِربُ
رَأَوا قَذىً لَم يُبالوا / بِهِ فَأَغضوْا وعبّوا
قِيدوا بِبارقِ نَفعٍ / كَما يُقاد الأَجَبُّ
كَم ذا التمادي وعُمرٌ / يَجري بِنا ويخُبُّ
فَإِن عَتبتُ على الدّه / رِ ضاع منّيَ عتبُ
أَرعى الأمانيَ عُمري / مَرعىْ لَعمرُك جَدْبُ
وَلَيسَ بِالرّمحِ طَعنٌ / وَلَيسَ بِالسَّيفِ ضربُ
أَبغي وَما العودُ رَطْباً / ما كانَ وَالعودُ رَطْبُ
وَكانَ رَأسيَ لَيلاً / ما فيهِ للعينِ شُهْبُ
فَالآنَ لَيليَ صُبحٌ / يَزْوَرُّ عنه المحبُّ
لَيسَ المَشيبُ بذنبٍ
لَيسَ المَشيبُ بذنبٍ / فَلا تعُدّيهِ ذَنبا
غُصِبتُ شَرخَ شَبابي / بِالليلِ والصُّبح غَصْبا
فَشَبّ شَيبُ عِذاري / كَما اِشتَهى الدَّهر شبّا
إِنْ كُنتُ بُدِّلت لَوناً / فَما تَبَدّلت حبّا
أَو كنتُ بوعِدتُ جسماً / فَما تَباعدتُ قلبا
فَكُلّما شابَ رَأسي / نَما غَرامي وشبّا
يا مُرّةَ الظُّلمِ طَعماً / وَحُلْوَةَ الظَّلمِ شِرْبا
رضِي مُحبُّكِ قَسْراً / بِأَنْ تَزوريهِ غِبّا
وَما يُبالِي وَسِلْمٌ / واديكِ مَنْ كانَ حَربا
أما رأيتَ ضُحَيّاً
أما رأيتَ ضُحَيّاً / أُدْمَ الرّكائب تُحدى
يُردْنَ نجداً وما اِشتا / قَ مَن عليهنَّ نجدا
وَفَوقَهنّ وجوهٌ / مثلُ النجومِ تَبدّى
يَغرُبن بدراً ويطلُعْ / نَ بالإيابة سعدا
وقد تجلّدتُ حتّى / يخالنِي القومُ جَلْدَا
وما رَدِيتُ وممّا / أودّ أنّي أُردى
قل للقِلاصِ خفافاً / يَخِدْنَ بالظّعنِ وَخْدا
تخالهنُّ سِراعاً / رُبْداً يبارين رُبْدا
بمنْ حملتنّ وجدِي / وَما حملتُنَّ وجْدا
حَلفتُ بالبيتِ جاؤوا / إليهِ رَكْضاً وشدّا
مطوِّفين عليهِ / تُقىً كهولاً ومُرْدا
وَالوارِدينَ ظِماءً / مِن ماءِ زَمزَمَ رَغْدا
وَالبائِتينَ بجَمْعٍ / لاقين في اللَّهِ جُهْدا
يُقلِلْنَ من مَرْوِ جَمْعٍ / للرّمْيِ زوجاً وفَرْدا
لهمْ أناملُ عِيضَتْ / من جِلدها ثَمَّ جِلْدا
وبالنحائرِ تُلْقى / عند الجِمارِ فتُرْدى
تُهدى إلى اللَّهِ بِرّاً / وَالبِرُّ للَّهِ يُهدى
وواقفِي عَرَفاتٍ / يَرجونَ للَّهِ رِفْدا
ما أنْ ترى ثَمّ إلّا / ربّاً لعبدٍ وعبدا
عدّوا الّذي كان منهمْ / وَاِستَنفَروا منه عدّا
لَقد خَلفتُ ألوفاً / للنّاس عهداً ووُدّا
وما تعاطيتُ هَزْلاً / ولا تعافيتُ جِدّا
ولا صددتُ بوجهِي / عمّنْ جنى لِيَ صدّا
وَلا تَجاوَزت قصداً / ولا تعدّيتُ حدّا
ولا وهبتُ وداداً / وسُمتُ مُعطاه ردّا
قل للوزير أبي سع / دٍ الّذي جلّ مَجْدا
يا أوثقَ النّاسِ عقداً / وأعذبَ النّاسِ وِرْدا
لا راعهمْ منك بينٌ / ولا رأوْا منك بُعْدا
فَما اِستَطاعوا لفضلٍ / آتاك ربُّك جَحْدا
سلّوك طوراً ولكنْ / للسلّ صانوك غِمْدا
فإنْ ضَرَبْتَ فماضٍ / قدّ الضّريبة قدّا
ما زلتَ فيهمْ سِناناً / للرّمح والسّيف حدّا
وما أردتَ على الهَوْ / لِ نَجْدَةً منك جُندا
فَإنْ رُمُوا كنتَ تُرساً / وإنْ ورَوْا كنت زندا
وإن دَجَوْا كنت صُبحاً / وَإِن ضَحوْا كنت بَرْدا
خُذْ مِلءَ كفّيك من عا / مِكَ الّذي جاء رِفْدا
وما وُعدتَ به خذْ / ومن يد الدّهرِ نقْدا
ما كنتَ تمطُلُ وَعْداً / فكيف تُمطَلُ وعْدا
وَاِستَشعرِ النُّجْحَ دِرْعاً / واِلبَسْ منَ اليُمْنِ بُرْدا
وَعِشْ فَما العَيشُ إلّا / ما كان رحْباً ورَغْدا
يُراحُ بابُكَ فينا / قصداً إليه ويُغدى
وَاِخلدْ فخُلدُك أَوْفى / منّا علينا وأجْدى
ولا يزلن نيوبُ ال / خطوبِ حولك دُرْدا
ولا رأينا لشيءٍ / نَهواهُ عندكَ فَقدا
دع الغِنى لبنيهِ
دع الغِنى لبنيهِ / إِنْ شئتَ أنْ لا تذلّا
كم ذا تعلّقُ ظِلّاً / مزايلاً مُضْمَحلّا
إنْ أنتَ أعرضتَ عنه / جثا إليك وحلّا
وإنْ رآك حريصاً / عليه يوماً تولّى
مَنْ فكّ رِبقةَ حِرْصٍ / فإنّما فكّ غُلّا
ومَنْ يجلّ صنيعاً / كان الأعزّ الأجلّا
مَن ملَّ حَمْلَ ثقيلٍ / من الرّجالِ أُمِلّا
ومن تكثّر يوماً / بالنّاسِ ذلَّ وقلّا
لا تطلبنَّ دواءً / للدّاءِ كان المُعِلّا
وَلا تبعْ بحرامٍ / من المعيشةِ حِلّا
للَّهِ نَدْبٌ جريءُ / رأى الغبينةَ ذُلّا
وعَدَّ ما في يديهِ / ثِقْلاً عليه وكَلّا
وَاِستلّ بين رجالٍ / من العَضِيهةِ سَلّا
ما العيشُ إلّا كبرقٍ / أو عارضٍ يتجلّى
بعطيك جزءاً ويأبى / شُحّاً فيأخذ كُلّا
واللَّه لا ذقتُ يوماً
واللَّه لا ذقتُ يوماً / مرارةً للسّؤالِ
ولا سمحتُ بعِرْضِي / وقايةً دون مالي
ولا رضيتُ قراراً / إلّا قلالَ المعالي
أنتمْ عليَّ وإنْ لم
أنتمْ عليَّ وإنْ لم / تدروا أرقُّ وأحْنى
أردتُ أنْ تحملوا اليو / مَ فوق ظَهْرِيَ مَنّا
فعفتُمُ وأَبيتم / شُحّاً عليَّ وَجُبْنا
فَكنتمُ باِتّفاقٍ / خيراً لنا الآن منّا
وما غُبِنّا بل اِنتمْ / بذاك أظهرُ غُبْنا
وما أسَاتُ ولكنْ / أحسنتُ بالسّوءِ ظَنّا
ظَننتُكُم لِمُلمٍّ / عَوْناً وفي الخوفِ أمْنا
حَتّى خبرتُ فكنتمْ / كاللّفظ ما فيه مَعْنى