ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه
ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه / وَأُمَّهُ الطُرطُبَّه
رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ / وَباكَوا الأُمَّ غُلبَه
فَلا بِمَن ماتَ فَخرٌ / وَلا بِمَن نيكَ رَغبَه
وَإِنَّما قُلتُ ما قُل / تُ رَحمَةً لا مَحَبَّه
وَحيلَةً لَكَ حَتّى / عُذِرتَ لَو كُنتَ تيبَه
وَما عَلَيكَ مِنَ القَت / لِ إِنَّما هِيَ ضَربَه
وَما عَلَيكَ مِنَ الغَد / رِ إِنَّما هُوَ سُبَّه
وَما عَلَيكَ مِنَ العا / رِ إِنَّ أُمَّكَ قَحبَه
وَما يَشُقُّ عَلى الكَل / بِ أَن يَكونَ اِبنَ كَلبَه
ما ضَرَّها مَن أَتاها / وَإِنَّما ضَرَّ صُلبَه
وَلَم يَنِكها وَلَكِن / عِجانُها ناكَ زُبَّه
يَلومُ ضَبَّةَ قَومٌ / وَلا يَلومونَ قَلبَه
وَقَلبُهُ يَتَشَهّى / وَيُلزِمُ الجِسمَ ذَنبَه
لَو أَبصَرَ الجِذعَ شَيئاً / أَحَبَّ في الجِذعِ صَلبَه
يا أَطيَبَ الناسِ نَفساً / وَأَليَنَ الناسِ رُكبَه
وَأَخبَثَ الناسِ أَصلاً / في أَخبَثِ الأَرضِ تُربَه
وَأَرخَصَ الناسِ أُمّاً / تَبيعُ أَلفاً بِحَبَّه
كُلُّ الفُعولِ سِهامٌ / لِمَريَمٍ وَهيَ جَعبَه
وَما عَلى مَن بِهِ الدا / ءُ مِن لِقاءِ الأَطِبَّه
وَلَيسَ بَينَ هَلوكٍ / وَحُرَّةٍ غَيرُ خِطبَه
يا قاتِلاً كُلَّ ضَيفٍ / غَناهُ ضَيحٌ وَعُلبَه
وَخَوفُ كُلِّ رَفيقٍ / أَباتَكَ اللَيلُ جَنبَه
كَذا خُلِقتَ وَمَن ذا ال / لَذي يُغالِبُ رَبَّه
وَمَن يُبالي بِذَمٍّ / إِذا تَعَوَّدَ كَسبَه
أَما تَرى الخَيلَ في النَخ / لِ سُربَةً بَعدَ سُربَه
عَلى نِسائِكَ تَجلو / فَعولَها مُنذُ سَنبَه
وَهُنَّ حَولَكَ يَنظُر / نَ وَالأُحَيراحُ رَطبَه
وَكُلُّ غُرمولِ بَغلٍ / يَرَينَ يَحسُدنَ قُنبَه
فَسَل فُؤادَكَ يا ضَب / بَ أَينَ خَلَّفَ عُجبَه
وَإِن يَخُنكَ لَعَمري / لَطالَما خانَ صَحبَه
وَكَيفَ تَرغَبُ فيهِ / وَقَد تَبَيَّنتَ رُعبَه
ما كُنتَ إِلّا ذُباباً / نَفَتكَ عَنّا مِذَبَّه
وَكُنتَ تَفخَرُ تيهاً / فَصِرتَ تَضرِطُ رَهبَه
وَإِن بَعُدنا قَليلاً / حَمَلتَ رُمحاً وَحَربَه
وَقُلتَ لَيتَ بِكَفّي / عِنانَ جَرداءَ شَطبَه
إِن أَوحَشَتكَ المَعالي / فَإِنَّها دارُ غُربَه
أَو آنَسَتكَ المَخازي / فَإِنَّها لَكَ نِسبَه
وَإِن عَرَفتَ مُرادي / تَكَشَّفَت عَنكَ كُربَه
وَإِن جَهِلتَ مُرادي / فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَه