المجموع : 13
نكحتُ نفسي بنفسي
نكحتُ نفسي بنفسي / وكنتُ بعلي وعرسي
ألبستُ بنتي دنيا
ألبستُ بنتي دنيا / لباسَ دينٍ وتقوى
عسى أراها على ما / قد كلَّف الله تقوى
فإن دارَك هذي / دارُ اختبارٍ وبلوى
إذا شربتَ بنفس / ماءَ الحياةِ لتروى
إنّ التنفس فيه / أهنى وأمرى وأروى
أتوب منه إليه
أتوب منه إليه / لأنني في يديه
كما تعوَّذ منه / به القريبُ لديه
محمد خيرُ شخصٍ / صلى الإله عليه
لو نلتُ منه مُرادي / قطفتُ من وجنتيه
ورد الحياء اعتباراً / وجئتُ منه إليه
حاز الوجودَ كمالاً / مَن كان من راحتيه
كمثلِ آدم ممن / سواه من جنتيه
لله بدرٌ تبدَّى / إليَّ من مطلعيه
أعطان قرّة عيني / منه ومن مشهديه
الله يعلمُ نفسي
الله يعلمُ نفسي / وما عليه أجنَّت
فحكمة الله لما / طلبتُها ما تجنب
فكم تمنيت نفوسٌ / إدراكها واطمأنت
ولو دّرتْ أن هذا / يضرّها ما استكنت
لذاك خابت فذابت / ولم تنلْ ما تمنَّت
ولو تمتّ عقولٌ / إليه بالشوق حنت
نالته عِلماً ولكن / ضلّت به حين ظنت
لقد منحت مقاماً / له الخلائق أنّت
كما خصصت بأمرٍ / عنه الملائك جنّت
إن الإله الذي قد
إن الإله الذي قد / علا وجلَّ سموّا
هو الذي قلت عنه / يريد مني دُنوّا
فلم يزل بي شفعا / ولم يزل فيّ توّا
لما نفى المثلَ عني / لذاك لم أك كُفوا
لم أتخذ قولَ ربي / عند التلاوة هُزوا
سبحانه وتعالى / عن الشبيه عُلوّا
ومع هذا التعالي / قد قال يعمر حوّا
قد حِرتُ فيَّ وفيه / فلو أراد البنوّا
لم يستحل ذاك منه / يا ربِّ غّفراً وعفواً
أنت القدير عليه / فكن بعقدي عفوّا
من لي بمن أرتضيه
من لي بمن أرتضيه / في كلِّ ما أمضيهِ
مما أراه سَداداً / والحبُّ لا يقتضيه
فشأنه الأمر فينا / وحبُّنا يمضيه
سبحانه وتعالى / في كلِّ ما يقضيه
فكلُّ ما جاء منه / هو الذي أرتضيه
ما كلُّ ما أنا منه
ما كلُّ ما أنا منه / وكلُّ ما أنا فيه
يرضى به غيرُ عبد / لسرِّه يصطفيه
إذا تألم منه / حباً به يشفيه
لذا تعوَّذ منه / به عسى يكفيه
هذا الذي قلتُ عنه / سمعتُهمن فيه
في حالةِ النومِ عني / به وعن معتقيه
سبحانه وتعالى / بنا عن التنزيه
فالحدُّ في التنزيه / كالحدِّ في التشبيه
فحدُّه كل حدٍّ / للخلق إذ هو فيه
بل عينه ولهذا / تراه يستوفيه
إني رأيتُ بظني
إني رأيتُ بظني / من كان كلباً ظَبياً
وكان شخصاً كريماً / من الأناسي سويا
ولم أجىء بالذي قل / ت فيه شياً فرِيّا
ولا تقل فيه مسخ / تكن فتى عَرَبياً
علمتُ ربي لما
علمتُ ربي لما / علمتُ علمي بنفسي
إذ كان عين وجودي / وروحي عَقلاً وحسي
قد بعتُ نفسي منه / لما اشتراها ببخس
ولم أبع منه نفسي / إلا لجهلي بأسي
فلو علمتُ به ما / ذكرتُ بيعاً لأنسي
فإن كان عنه غيرا / فالحقُّ جنَّةُ أنسي
ما لي وإيّاه شبهٌ / إلا كيومي بأمس
الفرقُ فيه عسير / لأنه أصلُ لبسي
فما بدا كون عيني / إلا ببعل وعرس
من الطبيعة بنا / ما بين عقلٍ ونفسِ
فيها بعقدِ نكاح / أعلى بحضرة قدس
فنحن أهل المعالي / ونحن أهل التأسِّي
لكن بأسماء ربي / ما بين عرشٍ وكرسي
لو قلتُ ما قلت يأتي / إليَّ فيه بعكس
وإن أعجل تراه / بصورة الحالِ ينسي
تعجيله فيد ذكرى / تأخيرِه الأمر ينسي
سرُّ الشريعة خافٍ / ما بين عُربٍ وفُرسِ
وليس يظهر إلا / إلى شهيدٍ بحسِّ
فلا تمتُ حتفَ أنفٍ / فلستُ فيها بنكِس
نطقُ الشهادةِ حال / ما بين جهرٍ وهمس
لله قومٌ تراهم / بحالِ ذُلٍّ ونكس
وهم لديه كرام / لا يشترون بفَلسِ
عجبتُ مني وممن / قد بنتُ عنه بجنسي
إطلاقُ سرِّي دليلٌ / أني بأضيق حبس
وإنني في مقالي / لستُ بصاحبِ حدسِ
بل ذاك نورٌ مبينٌ / كنورِ بدرٍ وشمسِ
أفصحتُ فيه لساني / لأنني بين خرس
جمعتُ همي عليّا
جمعتُ همي عليّا / فما برحتُ لديّا
إليَّ يا من تعالى / عن الكيان النيّا
فلم أجد غير ذاتي / لما بسطتُ يديّا
فأسفلُ الكونِ يعلو / وقتا بربي عليّا
انظر جديثَ هبوطٍ / تجدْه فيه جليّا
ما جئتُ شيئاً بقولي / عن الإله فريَّا
هذا حديثُ رسولٍ / قد اصطفاه نبيّا
ولم أكن عند قولي / إني بربي نسيّا
لما سريتُ إليه / خِرتُ المكانَ العليّا
ناديتُ مولى الموالي / ربي ناءً خفيّا
إني ضعفتُ إلهي / وصِرتُ شيخا عتيّا
فلم أكن بدعائي / إيّاك ربِّ شقيّا
أنت الوليّ الذي قد / صيرت قلبي وليّا
فاجعلن ربي إماما / واجعلن ربي رضيا
فقد ضعفت لما بي / وذبتُ شيّاً فشيا
سألتُ ربي أن لا / يجعل لذاتي سميّا
قد كنتُ عبداً مطيعاً / إذ كنتُ ملكا سَريّا
أجرى لي الله جودا / من تحتِ عرشي سريّا
وأسقط الجذعُ قوتا / عليّ رطبا جنيّا
فكان منه غذائي / وعشتُ عيشاً هَنيًّا
وكان بي لُطف ربي / لذاكَ برّاً حفيًّا
فهل رأيتم إلها / يقومُ شخصاً سويّا
هذا مُحال ولكن / شاهدتُ أمراً نديّا
رأيته عينَ نفسي / من حيثُ كنتُ صبيا
ولم أقل بحلولٍ / بل كنتُ منه بريّا
بل لم أجد منه بدًّا / لما هجرتُ مليّا
وخرّ جمعي إليه / عند الشهودِ بكيّا
فكنت أولى بنار / للشوقِ فيها صليّا
إني خلصتُ إليه / لما اقتربتُ نجيّا
يا لائمي في مقالي
يا لائمي في مقالي / لا بد فيه تلقى
إنْ كنت ثوباً عليه / فانني منك أنقى
أو كنت عبداً لديه / فإنني فيه أبقا
أو كنته في يديه / فإنني منه أبقى
قد حزتُ كلَّ مقامٍ / لله ملكاً ورِقا
وإنني في أموري / إذا نظرت موقى
فاحمد إلهك تُحمد / خلقا وخلقا و خلقا
وكن به من لدنه / تحوز علماً ورزقا
الحمد لله حمداً
الحمد لله حمداً / يربي على كل حمد
بأنه يتعالى / حال النزول لوعد
نزولُ ربي علو / منه إلى كلِّ عبد
وإنما جاء عندي / لما تقدم عهدي
وفيتُ لله عهداً / لذاك وفى بعهدي
حدُّ الإله تعالى / مجداً على كلِّ حدّ
وكلُّ حدٍّ فمنه / فلستُ في ذاك وحدي
لما أتيت إليه / سعيا لصدرٍ ووردِ
أتى بضعف مجيئي / إليه من غير حدّ
سبحانه وتعالى / عن كل معنى مؤدي
إلى حدوثٍ وحدٍّ / وذاك علمي وعقدي
إنَّ الحدود التي في / كلامه المتعدِّي
بكل نفعٍ إلينا / فإن ذلك عندي
حسنتُ ظني بربي
حسنتُ ظني بربي / فاعقب الظنَّ خيرا
أعطاني الظنَّ فيه / يخراً كثيراً ومميرا
به تعوَّدتُ شرعا / من ردِّه الكور حورا
فأسرع الخيرُ نحوي / سيرا حثيثا فسيرا