المجموع : 6
العبي فالهَوى لَعِبْ
العبي فالهَوى لَعِبْ / وابعثي هِزَّةَ الطَرَبْ
مثِّلي دوَرك الجميلَ / على شرعةِ الأدب
أحسني نُقلةً وان / تَعِبَت هذه الرُكَب
فعلى وَقْع خَطوِها / يتنّزى حشىً وَجَب
روِّحي هذه النفوسَ / فقد شفَّها التَعَب
إجذبيها الى الرِضا / ادفعيها عن الغَضَب
لاتغرَّنِْكِ اوجهٌ / كطِلاء من الذَهَب
وثغور تضاحَكَت / كانعكاسةِ اللَهَب
فتِّشي عن دخائلٍ / غُيِّبَت تشهدي العَجَب
كل هذا الهياج من / أجل مرآكِ والصَخَب
ضاربُ العود ما دَرى / أيَّ اوتارِه ضَرَب
اعذريِه فإنّه / بَشَرٌ مثلُنا اضطَرَب
واقبَلي القلبَ إنّه / لك من أضلُعي وَثَب
نَسَبٌ بَينَنا الهَوَى / احفظي حُرمةَ النَسَب
رب يومٍ جذبت فيهِ / لي الأنسَ فانجذَب
ولمستُ الشبابَ في / رَيعِه بعد ما ذَهَب
حبُ " سلمى " فتىً رأَى / كلَّ ما يشتهي فحَبّ
شاعرٌ بالحياة لا / يَزدهَيه سِوى الطَرَب
انتِ " سلمى " إلى الحياةِ / وأفراحها سَبَب
أنتِ " سلمى " أجَلَّ من / الفِ عبدٍ لألف رَبّ
تتخلى الهموم إذ / تتجلين والكُرَب
ولهم باسمِ أمةٍ / سحقت غاية الارب
اثقلوا ظهرهَ كما / عضَّ بالغارب القَتَب
تركوا " الجذع " للبلاد / واختصوا بالرطب
افتحي لي سَلْمى يديك / يُقَبِّلْ يديكِ صَبّ
أبعديني عن " السياسة " / والغشِ والنَصَب
ولكي نُحرق الجميع / هَلُمي الى الحَطَب
وإذا لم يكن خذي / بعضهم انهم خشب
أإلى العيش كلُّهمْ / انا وحدي الى العَطَب
انا وحدي فيهم / ترجلت والكل قد ركب
نهبَ الشعبُ كلَّه / فهنيئاً لمن نَهَب
وهنيئاً لمن غزا / وهنيئاً لمن سَلَب
وهنيئاً لمن " تنَّمرَ " / او خانَ او كَذَب
ان كل الذي ترين من / " الجاه " و " الرُتَب"
ومن " النفخ " بالزعامة / والاسم واللقَب
واصطيادٍ بحجةِ " الوطن " / الجائع الخَرِب
هو عُقبى تَقَلُّب القوم / عاش الذي انقَلَب
خسر الدّرةَ البطيء / وفاز الذي حلب
إعاةُ الكُتْبِ رسمُ
إعاةُ الكُتْبِ رسمُ / بين الصِّحاب ورمزُ
وقد أخذتَ كتابي / أظُنُّه سيُبَزّ!
المستعارُ عزيز / والمستعير أعز
" قَرناكَ" تغدو طحيناً / والصوف منك يُجَز!
من شيخ دَيْرِيَ فَتْوى
من شيخ دَيْرِيَ فَتْوى / عندي وعهدٌ قديمُ
أن لا تَحِلَّ مُدامٌ / حتى يَحِلَّ النديم
طال السكوت لأمرٍ
طال السكوت لأمرٍ / خيراً عسى أن يكونا
قالوا ليومٍ وشهرٍ / فكيف عاد سنينا
ما بين "أمرٍ" و " خمرٍ" / ظنَّ العراق الظنونا
لا تفهموا من كلامي / يا ناس ُ ايَّ اعتراضِ
أساخطٌ ليت شعراي / " مولاي " أم هو راضي؟!
" طيارة " في بلادي / تَكفي لحلِ " المشاكلْ"
وحفنةٌ من نُضار / تهُدُّ كل " الهياكل "
أصاحب " الأمر "يهوى / شيئاً ونحن نجادل
نُريد وضعاً جديداً / لكن بغير مخاضِ
شعبي لهذا وهذا / غنيمةٌ بالتراضي
اشكو ضَياعيْ ولكن / أشكو من الحُرّاسِ
ماذا جنتْه بلادي / من كل هذا الغِراس
أما انا فبراسي / لم يبقَ أي " عُطاس "
لم يبقَ ايُّ حراك / في قلبي النضَّاضِ
يا حاكمي ياخصيمي / إقضِ بما أنت قاض
أواجدون لشعبي / في كل يوم دسيسَهْ
يَهنْيكُمُ قد أكلتم / حتى عظامَ الفريسة
حتى " الدجاجةُ"تأبى / ترفعاً أن تسوسه
قالت بما في مبيضي / من صُفرة وبياض
وزارة أنا فيها / قبلتها بامتعاض
ظننتُ ماءً فلما / سبحتُ سَبْحاً طويلا
لم أُلفِ الاّ سرابا / وساء ِورداً وبيلا
أردت شيئاً كثيراً / لم أُعطَ حتى القليلا
العيشُ صوّح لكن / آمالُنا في رياض
عن دجلةٍ وفراتٍ / غنى لنا بالحياض
كم من سؤالٍ عميقٍ
كم من سؤالٍ عميقٍ / له الدموع جوابُ
أما الفؤاد ففيه / من الهموم كتاب
عل اللسان تَبَدَّى / لمّا استفاض الوِطاب
طَفْحاً كما يتنزّى / على الشراب حباب
ما للثقاب ومالي / ملءُ الضلوع ثقاب
شعابُ قلبي أطاقت / ما لا تُطيقُ الشّعاب
ول شباب وماذا / رأى فيبقى الشباب
ضيف عزيز قراه / ألهمّ والإكتئاب
حقيقةُ الأمر عندي / الشكُّ والإِرتْياب
جنى عليَّ شعوري / إنّ الشعورَ عذاب
أما القوافي فجمرٌ / طوراً وشهدٌ مُذاب
ترضى وتغضب لكن / أرَقُهُنَّ الغِضاب
لا يَحْسُنُ الشعرُ حتى / تُراضَ منه الصِّعاب
أَوْحدهُنَّ فيلغى / عن النساءِ الحجاب
كل المسائل غطى / وجوهَهُنَّ نِقاب
إصلاُحكُم ليس يثجدي / كلُّ الأمورِ خراب
قلبي وبيتي وشعبي / في كُلِّهنَّ اضطراب
ما انسدّ للبؤسِ بابٌ / إلا ّتَفتَّحَ باب
البرلمانُ صحيح / يعوزه الإنتحاب
وفيه قام دويّ / تجهله الأحزاب
الجوعُ يُنْذِرُ قومي / أن يأكل الظُفْرَ ناب
سل دجلةً كيف باتت / قصورُها والقباب
ما ضر لوكان يوماً / غطّى عليها العُباب
غنىّ عليها هَزارٌ / وناح عندي غراب
من دمٍ قلبٍ كسيرٍ / سمنَّ هذي الرقاب
ومن دموعٍ حِرارٍ / مُلِئنَ تلك العيِاب
قد بان من نقص قومي / ما لا تغطِّي الثياب
رّقتْ لما هي فيه / حتى الصخورُ الصِلاب
هل في سوى الزِيّ منا / تجدٌُّدٌ وانقلاب
قالوا : حروب فقلنا / لَهُمْ : وأين الحِراب ؟
جهراً أقول ولوثُ الخُمارِ
جهراً أقول ولوثُ الخُمارِ / يدوي برأسي
إني وجدتُ نسيمَ / الحياةِ يملأُ كاسي