المجموع : 6
رأيت غصناً صغيرا
رأيت غصناً صغيرا / منوراً ونضيرا
أرق ما تشتهي الن / نفس منظراً وعبيرا
جذبته جذب عنف / قد كاد يذوي الزهورا
فلم يئنَّ لجذبي / وكان غصناً صبورا
لكنني لم أدعه / حتى علا مسرورا
وارتد يضرب وجهي / ضرباً عنيفاً مثيرا
وعاد ينشر في الأيك ذا الحديث الأخيرا /
تضاحك الأيكُ جذلان شامتاً مسرورا /
ضحكُ الذي بعد صبر / قد فاز فوزاً أخيرا
إن حان لحنُ الختام
إن حان لحنُ الختام / صار النشيد دعاء
مرّ الهوى في سلام / فلنفترق أصدقاء
سرّ وراء الظنون / أظلِّني وأضاء
لم أدر ماذا يكون / ولم أسَل كيف جاء
ما بين ضحك الرِّياح / وقهقهات الغيوب
ولّى خيالٌ وراح / وحلّ ظلٌّ غريب
يا ذنبُ فات المتاب / لما تحطًَّم صرحي
ما لي عليها عتاب / إني أعاتب جُرحي
وهذه قيثاري / ذاتُ الشجى والأنين
وهذه أوتاري / أصرتِ لا تطربين
يا كم شدوتُ بلحني / ما بين حزني ودمعي
ما باله طيَّ أذني / لكن غريباً لسمعي
قَبَّلتُ خطَّك ألفا
قَبَّلتُ خطَّك ألفا / ولم أدَع منه حرفا
قد كنتِ توأم قلبي / وكنتِ في الغيبِ إِلفا
يا هند ما الحسن إني / أُجِلُّ حسنك وصفا
رأيتُه بخيال / على جمالك رَفَّا
وكيف أُخفي اشتياقي / ما بيننا ليس يَخفَى
كم مرَّة يا حبيبي
كم مرَّة يا حبيبي / والليل يغشى البرايا
أهيم وحدي وما في الظ / ظلام شاكٍ سوايا
أصيّر الدمع لحناً / وأجعل الشعر نايا
وهل يلبّي حطام / أشعلته بجوايا
النار توغل فيه / والريح تذرو البقايا
ما أتعس الناي بين ال / منى وبين المنايا
يشدو ويشدو حزيناً / مرجعاً شكوايا
مستعطفاً مَن طوينا / على هواه الطوايا
حتى يلوح خيالٌ / عرفته في صبايا
يدنو إليَّ وتدنو / من ثغره شفتايا
إذا بحلمي تلاشى / واستيقظت عينايا
ورحت أصغي وأصغي / لَم أُلفِ إلا صدايا
يا للحبيب المفدَّى
يا للحبيب المفدَّى / غداةَ زار وسلَّم
مستَحيياً والهوى في / ركابه يتضرَّم
وصامتاً وهو أيكٌ / بألف شدوٍ ترنَّم
ناداه قلبي وناجا / ه خاطري وهو يعلَم
يا مطلعَ السحر والنو / ر والجمال تَكَلَّم
أبِن وإلا أعن قل / بي الممزَّق وارحَم
يا غازياً يضرب القل / ب وهو حصنٌ مُحَطَّم
لمَّا طلعت عليه / وهَى وأنّ وسلَّم
يا فتنة تتهادى / ورحمة تتبسَّم
إن لم يكن لي رجاءٌ / ولا لحظيَ مغنم
أو لَم يعُد لي نصيبٌ / دعني بحسنك أحلم
بين الضنى والملالِ
بين الضنى والملالِ / طالت عليَّ الليالي
وغربةُ الروحِ طالت / في الأسر والأغلالِ
ولهفةُ القلب طالت / رَهنَ القيودِ الثقالِ
يا أيها القلبُ أقصر / وكُفَّ عن تسآلي
فيم الجدالُ وسرُّ ال / حياةِ فوق الجدالِ
عبء حملنَا وناءت / كواهلٌ من كلالِ
من يحمل العبءَ يصبر / له على كلِّ حالِ
إِن لم تُطِقه فدعه / أو قم به كالرجالِ
أكل يومٍ بكاءٌ / على رجاءٍ محالِ
وكل يومٍ حنينٌ / إلى بعيدِ المنالِ
وكل يومٍ نزوعٌ / إلى قصيٍّ غالِ
وكل يومٍ هيامٌ / بكلِّ معنىً عالِ
بين الكواكبِ حيناً / وفي سماءِ الخيالِ
تعلو وتصفو وباقي / القلوب في الأوحالِ
وفي السحائبِ تشدو / كالطائرِ الجوالِ
فليتَ أنّا ضَمَّنا ال / خلودَ في الأجيالِ
وليتَ أنّا أصبنا / سعادةَ الجُهَّالِ
وليتَ أنّا عرفنا / يوماً هدوءَ البالِ
لكن رجعنا وظلُّ / الشبابِ في اضمحلالِ
مشكاته بين عصف الن / نكباءِ والأهوالِ
زيته في نضوبٍ / ونارهُ في اعتلالِ
فما عنادُ الأماني / وما صراعُ الذبالِ
تكشفت بعدَ لأيٍ / خوادعُ الآمالِ
عن مقفرٍ ليس فيه / غيرُ التماعِ الآلَ
يا قلبِيَ الباكي اغنم / من قبلِ شدِّ الرحالِ
ليسَ الصِّبا بمعادٍ / ولا العهودُ الخوالي
وآخرُ العمر يوماً / جوف الثرى المنهالِ
سيلتقي القبحُ فيه / بدميةٍ من جمالِ
وعاجزُ الرأيِ و / بمستتم الكمالِ
يا قلبيَ الباكي اضحك / ضِحك الطروبِ السالي
أمَا تصباكَ يوماً / حسنُ الربيعِ الحالي
ورحلةُ العمر بي / نَ البكور والآصالِ
وصدحةُ الطيرِ تهفو / للجدولِ المختالِ
أين الحبيبُ المفدَّى / بين الصّبا والدلالِ
في فتنةٍ لا تبالي / ومبسمٍ قَتَّالِ
يا جنتي وعذابي / وطلبتي وسؤالي
أما سمعتِ نداءَ ال / قلبِ الجريحِ تعالي