المجموع : 28
تأمُّلُ العيبِ عيبُ
تأمُّلُ العيبِ عيبُ / وليس في الحقِّ رَيْبُ
وكلُّ خيرٍ وشرٍّ / خلفَ العواقبِ غيبُ
إنْ يُمسكِ الناسُ عنّي / سَيْباً فللَّه سيبُ
يا رُبَّ غُمّةِ خَطْبٍ / فيها من الصُّنع جَيبُ
لا تَحْقِرَنَّ سُيَيْباً / كم جَرَّ نفعاً سيَيْب
تأمُّلُ العيبِ عَيْبُ
تأمُّلُ العيبِ عَيْبُ / ما في الذي قلتُ رَيْبُ
والشِّعْرُ كالشَّعْرِ فيه / مع الشبيبة شيبُ
فليصفح الناسُ عنه / فطعنهم فيه غَيْبُ
حتى يعيشَ جَريرٌ / لعيبه أو نُصَيْبُ
كم عاتبٍ كلَّ شيءٍ / وكلُّ ما فيه عيبُ
والجيبُ ذيلٌ لديه / للنُّوكِ والذيلُ جيبُ
إياك يا ابن بُوَيْبٍ / أن يُستثار بويبُ
فإنما أنا ليثٌ / عادٍ وأنت كُليبُ
لا تحقِرنَّ سُبَيباً / كم جَرَّ سبّا سُبيبُ
ولا تظَنَّ بجهلٍ / أن اللسان زُبَيْبُ
قد تحسن الرومُ شعراً / ما أحسنته العُرَيبُ
يا منكر المجدِ فيهم / أليس منهم صهيبُ
أبكيتِني فبكيتُ
أبكيتِني فبكيتُ / من غير ذنبٍ جنيْتُ
وقلتِ لي امضِ عنّي / مُصاحَباً فمضيْتُ
ولو أمرتِ بأنّي / أقضي الحياةَ قضَيتُ
أضعْتني فرعيتُ / وخُنتني فوفيتُ
أطعتِ فيَّ الأعادي / وكلّهُمْ قد عصيتُ
فكيف أصبحتِ غَضبَى / لمَّا رضاكِ أتيتُ
فاستضحكتْ ثم قالت / جُنِنْتَ قلتُ رَضَيْتُ
قالت لعلَّ وِصالي / أبيتَ قلتُ أبيتُ
قالت ثَكِلْتُ أبي إن / فَعَلْتَ إن بالَيْتُ
فلم تزل بيَ حتى / إلى هواها ارعويتُ
يا أحمدَ ابنَ أبيهِ
يا أحمدَ ابنَ أبيهِ / ويا ربيب حُرَيْثِ
مازلت تَعْوي سفاهاً / حتَّى مُنِيتَ بليثِ
يا مانِعي قُوتَ جسْمِي
يا مانِعي قُوتَ جسْمِي / ومانعي قَوتَ رُوحي
منعتني من سَلامي / عليكَ حين صَبُوحِي
ومن سُرُوحِيَ فيمَا / تُنيلُ حين سُرُوحِي
جَرَحْتَ حالي وقد كُنْ / تَ آسياً لجُرُوحي
ويسمع المدحَ فيه
ويسمع المدحَ فيه / ولا يُخَسِّسُ رفْدَهْ
يا من حبانا به الل / ه كَيْ نكثِّرَ حمْدَهْ
وأُلِّفَتْ في ذراه / من العلا كل فَرْدَهْ
رأيتُ بالأمسِ ما را / قَ من عَدِيدٍ وعُدَّهْ
ومن سياسةِ مُلْكٍ / أصْبحت تهديه قَصدَهْ
ونعمةٍ قد أُتمَّتْ / ونعمةٍ مستجدّهْ
ودولةٍ لن يراها / أعداؤها مستردَّهْ
فجلَّ ذلك حتى / مثَّلْتُ قدرَك عندَهْ
فدق كلُّ جليل / لحسن وجهك وَحْدَهْ
فكيف للعلم والحلْ / م حين تلبس بُرْدَهْ
بل كيف للدَّها والإرْ / بِ حين تصمِدُ صمْدَه
بل كيف للعفو والجو / د حين تُنْجِزُ وعدَهُ
بل كيف للحزم والعزْ / مِ حين تُحْكِمُ عَقْدَهْ
أنَّى بِنِدِّكَ يا من / لم يخلق اللَّهُ نِدَّهْ
ولم يكن قطُّ ضداً / إلا لمن كان ضدَّهْ
فليعطك الحظُّ ما شا / ء وليكاثِرْكَ جُهْدَهْ
فقد أبى اللَّهُ إلا اعْ / تِلاء مجدِك مجدَهْ
يا من تَحلَّى من السيْ / فِ صفحتيه وقَدَّهْ
ولو نشاء لقلنا / بل شفرتيه وحَدَّهْ
ولو نشاء لقلنا / مَهَزَّهُ وفِرِنْدَهْ
وحِلمُهُ عند ذي الحل / م حين يلبس غمده
يا من حكى في المعالي / أباه طُرّاً وجَدَّه
خذها فما زلت تُعْطي / بنَقدةٍ ألفَ نقده
ومن بغى لك سوءاً / فلا تَخَطَّى أشُدَّهْ
وفي المساعي فكن قَبْ / لَهُ وفي العمر بعْدَهْ
فليس يُطْريك مُطْرٍ / على طريق المودَّهْ
لكن على كل حالٍ / إذا تَيَمَّمَ رُشْدَهْ
له زُنوج حضور
له زُنوج حضور / هَزَلت وهْو مُجدُّ
فقلتُ في الله ربِّي / وقاسمٍ لي رَدُّ
هل استمدَّ بعوْنٍ / سواهما مُسْتَمِدُّ
أو استعدَّ عتاداً / سواهما مُسْتَعِدُّ
يا سَيّداً لم يزل وهْ / و بالعُلا مُستَبدُّ
اجعْل لعبدك رفداً / فمزْحُ رفْدك جِدُّ
لا تُطْمِعَنْ فيَّ عَمْراً / فإنه ليَ ضِدُّ
لا زلتَ تُبْلي أُنُوفاً / كأنفه وتُجِدُّ
مُقدّماً ألَف نِدٍّ / له وما لك ندُّ
تَحبُو وتُحْبَى ومالُ ال / كريم جَزْرٌ ومَدُّ
تُعطيك أيدي الليالي / عفواً ولا تَسْترِدُّ
ونعمةُ الله حسبي / تبقى ونُعماك عِدُّ
أشْبعتَ عبداً فمالي / أراك لا تَسْتَكِدُّ
أسْنِدْ إليّ تجدْني / كبعض من تَسْتسِدُّ
فقلت جَمَّشَ أيْري
فقلت جَمَّشَ أيْري / فما رآه يساعدْ
وكان ما رام سهلاً / لو كان يرضى بواحدْ
لكنَّ هَمَّ أخينا / من الهموم الأباعدْ
أبا حُفيْص رويداً
أبا حُفيْص رويداً / أمرُك من بعض مَيْري
ما ساقك الله نحوي / فيما أظن لخيري
يا زوجَ تلك التي زو / جُها البريةُ غيري
أأنت تشتم عرضي / وأنت في طول أيري
إن لم تدعْك يميني / بالصفع شماسَ ديرِ
فنكتَ أمَّك عني / بأير عير العُزيرِ
قالوا انتبِذْ قلت مهلاً
قالوا انتبِذْ قلت مهلاً / عندي نبيذٌ كثيرُ
ما عاش لي ابن سعيدٍ / فإن شأني كبيرُ
وكل ما أبتغيه / فالخطْب فيه يسير
إذا كتبتُ إليه / فليس شيء عسير
لي عنده بحر سُقيا / للفُلْك فيه مَسير
فتىً مُباح العطايا / إذا اعتراه فقير
وللصديق ظهيرٌ / من عزه ونصير
وباللطيف عليمٌ / وبالخفيّ خبير
وبالثناء سميعٌ / وبالجميل بصير
كم من رسولٍ بعثنا / هُ نحوه يستمير
وافاهُ وهْو رسولٌ / وعاد وهو بشير
قالوا فبرهنْ على ما / تقول وهْو جدير
قلت الرسول وعندي / للجاحد التنوير
جيئوا به وكأن قدْ / جاء النبيذ يطير
في ضمنيَ النجح من قب / لِ أن يُشير مشير
عُمِّرت ياابن سعيدٍ / ما سرك التعمير
فأنت للطالب العر / ف روضةٌ وغدير
وأنت للطالب العل / م بحرُ علم غزير
على الكرام أمير / وأنت ذاك الأمير
الله لي فيك من كلْ / لِ ما أخاف مُجير
كان العزيرُ زماناً
كان العزيرُ زماناً / لا دَرَّ درُّ العُزيرِ
إنْ سيل عن قائل الشع / ر قَرّظ الناس غيري
وكان ذاك لأني / لم أهدِ للشيخ أيري
حتى إذا شمْت فيه / أيراً كجُرذان عَير
أضحى يُري الناسَ أني / في الشعر فوق زهيرِ
وقال لي ذاك قولي / ما احتل قَسُّك دَيري
نحن الرواةُ الأُلَى سا / ر ذكرُهم أيَّ سير
وقولنا القول يروى / قدْماً بشرٍّ وخير
فاشدُد يديك بنفعي / ولا تَعرَّض لضَيري
علمتُ أن هجائي / لما جفا البرجَ طيري
وأنه لي حرب / إذا ضنِنتُ بميري
لا ينكر الناسُ هزلاً
لا ينكر الناسُ هزلاً / في عُرض شعرٍ نَقيِّ
قد يضرط الشعرُ حيناً / في لحيةِ البيهقيِّ
بلاغة ابن فراسٍ
بلاغة ابن فراسٍ / كجسمه من رُهُوصِ
يُسيءُ طوراً وطوراً / تلقاه لصّ اللصوصِ
لا مُخطئاً سرقاتٍ / ولا مُصيب فُصوص
نُبِّئتُ أن نساءً / له ذوات خُصوص
يُصطَدْنَ صيد الشبابي / طِ جَهرةً بالشُّصوص
أجاعَهُنَّ فأعْمل / ن حيلةً في الخلوص
حتى إذا هي أعيتْ / ركبنَ كل قَمُوص
كم ذاتِ طرفٍ ربوخٍ / وذاتِ ساق رقوص
تُنَصُّ كلُّ فتاةٍ / مِنهن نصّ القَلُوص
تُناك بالقوتِ في بي / ت زائدٍ منقوص
زيادة من قرونٍ / على عَضُوضٍ مصوص
إلى مناقصَ مُستأ / ثرٍ بها مخصوص
وما تأوّلتُ شتْماً / فيه سوى المنصوص
ولا اقتصصْتُ حديثاً / عنه خلا مقصوص
العقلُ مِعشار عقل / والشخص مثل شُخوص
ما بالُ بخلك يا مِس / حلَ الحمارِ النَّحُوص
لم يُبْنَ عقلك بنيا / نَ جِسمك المرصوص
ذُلّي لزهوك أرضُ
ذُلّي لزهوك أرضُ / ولي هوىً فيك محْضُ
يا سيدي لك عبدٌ / يشقى وعِندكَ خفضُ
وفي يمينك بسطٌ / لِما يُحبُّ وقبضُ
فَلِمْ تجورُ عليه / وخدُّه لك أرض
يُجدُّ في كل يومٍ / وصْلاً له منكَ نقض
منه هَوى واعتقادٌ / ومنك مقْتٌ ورفض
إن لم يكن كل شيءٍ / يَبغيه منك فبعضُ
ولم يكنْ منكَ بذلٌ / لما يُريدُ فعَرضُ
بي عنْ صُدودِك ضعفٌ / ولي بشُكركَ نَهضُ
فأقرض الصَّبَّ قرْضاً / يُجْزي فما ضاعَ قَرض
فما رثى لخُضُوعي / لكنْ قسا وهو غضُّ
وقال طاردْتَ ظبْياً / ولم يُساعِدكَ ركض
لا تُطمِعَنَّ حليماً / في زُبدةِ الماءِ مخْضُ
ما خِلتُ أن رميّاً / رميتَهُ فيه نبضُ
نُبئتُ أن ابن خنسا
نُبئتُ أن ابن خنسا / ء قد تناولَ عِرضي
وقد رأى الناسُ جِدّي / في الحادثات ونَهْضِي
وقال قومٌ عَهِدْنا / كَ لا تُرامُ فتُغضي
فقلتُ وتْرِي إيّا / ه قد تقدّمَ نقضي
أقْرضْتُهُ قرض سُوءٍ / فهَمُّه ردُّ قرضي
وما على المُقرض القر / ضَ لومةٌ حين يقضي
وترْتُهُ في عجوزٍ / جعلتها غِمْدَ بعضِي
أولجتُ في ثُقبَتَيها / أيراً بطُولي وعرضي
جعلتُ دفعيه فيها / ما عِشتُ نفلي وفرضي
وما أزال سماء / من فوقها وهْي أرضي
كم قد ركضتُ حشاها / والنَغلُ يسمعُ ركضي
فإن أسرَّ وأبدى / بغضي فحُقَّ ببغضي
ما شتْمُ من أمه الده / رَ مركبي بمُمِضِّ
وكيف سُخطي عليه / وطِيزُها المترضِّي
فليشتم النَغلُ عرضي / بالشَّتم لا المتقضِّي
فلستُ أهجُرُ كأسي / ولستُ أهجر غمضي
ولست أركبُ للكل / ب في قضيضي وقضّي
قل لابن خنساءَ سائل / نَواتَها كَيف رَضّي
إذ لا تزالُ تُسقّى / من رائبي بعد مَخضي
إني لأعجبُ منها / ومنك يا متَوضّي
تَشيَّعتْ لي قديماً / ودِنتَ أنت برفضي
أخِلتني بظرَ خنسا / ء فاستَلنتَ معضّي
خذها فقصرُك منها / شتمٌ سيبقَى وتَمضي
وقد هجمتَ لعمرِي / فانظر إلى أين تُفضي
إذا تطاولت فاذكر
إذا تطاولت فاذكر / أن الرياح ستُعصِفْ
وأن كل طويلٍ / هبت له متقصِّفْ
فالدهر إن جرت يوماً / يديل منك وينصفْ
شهدت بعض المخاني
شهدت بعض المخاني / ث والطريف طريفُ
فقام من جنب عمروٍ / وللشقيِّ حفيفُ
فقلت أنى ولم قم / ت خائفاً يا سخيف
فقال لا تلحينِّي / فأنف عمرو مخيف
فقلت صحِّف مخيفاً / فأنف عمرو مجيف
بل أنف عمرو وفوهُ / بالوعة وكنيف
فقال رأي قويٌّ / رآه شيخٌ ضعف
إن كان عمرو رأى مث / له فعمرو حنيف
قل للسفيه شنيفٍ
قل للسفيه شنيفٍ / دعني وعاد بُليقا
أخاك ذاك المراعي / خُوَيِّناً أو طُبيقا
يا من حسبناه بدءاً / علقاً فكان عُليقا
لم يجعل الله فضلاً / شاركتني فيه ضَيقا
بل واسعاً لا كرزق / يدعوه داع رُزَيقا
فلم تكالبت فيه / يا مشحذيّاً خُليقا
لكن رضعت عريقا / للؤم ساء عُريقا
صبراً لصوب سحاب / قد شمت منه بُريقا
لقيت أم ربيق / وسوف تلقى رُبيقا
فاستنجدنَّ طُويناً / ومكسباً وزُرَيقا
أقران ظهرك أو فاب / غ من حذارى نُفيقا
بل قد أقمت بذكري / ك يا شنيف سُويقا
يا ذا الطواحن قل لي
يا ذا الطواحن قل لي / بالله ربك حقّا
أهنَّ أدوم طحناً / أم شفر أختك سحقا
تكلَّمي في كِمامِكْ
تكلَّمي في كِمامِكْ / سُقِّيتِ كأسَ حِمامِكْ
فإنَّ في فيك حُشّاً / يفوح عند كلامِكْ
عُوفيتِ دون النَّدامى / من شمِّه بخُشامِكْ
ما أشتهي بعدوٍّ / أن يُبتَلَى بِلثامِكْ