المجموع : 21
لا يَترك اللَه ثاري
لا يَترك اللَه ثاري / يا مَن أَبحتَ دمائي
فَقَد هَويتُك طفلاً / وَكانَ ذاكَ ابتلائي
وَلَم يَكُن لَكَ حُبي / لريبةٍ أَو رياء
وَقَد علمتَ وِدادي / وَقد رأَيت إخائي
جرّبتني في شؤوني / وَشدّتي وَرَخائي
وَاللَه يَشهد حَقاً / بِما أَكَنّ حشائي
فَكيفَ أَخلصتُ وَدّي / وَكانَ هذا جَزائي
جَعلتَ وَصلي حراماً / يا فَرحة الأَعداء
ما هَكَذا كُنت أَرجو / يا واحد الأَصدقاء
وَها تخبّرتَ غيري / وَجئت بالأَنباء
لَكن جفاؤك حتمٌ / لطول ذلّ شَقائي
أَقول هذا بِقَلب / أَحزنته بِالتَنائي
وَكانَ حُبّك يَكفي / تَعذيبه بِالعَناء
وَما ظلمتك يَوماً / وَلا هَجرت وَلائي
فَكيفَ يرضيك حالي / وَأَنتَ سامع رائي
أَرجوك تحيي وَتَبقى / بقسوة وَجَفاء
وَلَستُ أَبغى وِصالاً / فَقَد عَرَفتَ رَجائي
وَلَست أَبكي عَزيزاً / وَلا لغيري بكائي
لِمَن أَقول جَفاني / وَكَيفَ تَرضى اِشتكائي
وَإِن يَكُن مِنكَ سقمي / فَمن يحير دَوائي
يا فاضحي بدلالٍ / وَعزةِ الخيلاء
يا قاتلي كُن رَحيماً / في قتلتي برضائي
ما كُنتُ وَاللَه ممن / يُبلى بِهَذا البَلاء
وَقَد عَرَفتَ مَكاني / في مَوقف الفصحاء
أَفري بنطقي قُلوباً / تَقوى عَلى الصمّاء
وَأترك الشَهم ذلاً / عَن مَصدر العَلياء
منكَّسَ الرَأس ساهٍ / يَمشي عَلى استحياء
هذي شؤوني وَتدري / أَني صَحيح ادّعائي
وَطالما كُنتَ تَهوى / فَكاهَتي وَلِقائي
مرّت بذاك ليال / يا واحد النَظراء
فارحم سهاد عُيوني / في داجي الظلماء
وَارفق بحقك وَارحم / وَاحذر سهامَ دعائي
فَربما أَنتَ تُبلَى / مَع الهَوى بِمُناء
هناك تُجزَى بذنبي / فَالدَهر بيت الجَزاء
فَكَم شَباب تَولّى / كَما يَراه الرائي
وَنَحنُ كُنّا شَباباً / نَتيه بِالكبرياء
فَكَم غَنمنا وَنلنا / مِن غادة هَيفاء
وَكَم لثمنا خُدوداً / كَالوردة الحَمراء
وَكَم بكرنا لنادٍ / بلذة الصَهباء
فَلا يغرنك حُسنٌ / فَليس ذا لبقاء
وَاحذر مَقالي يَوماً / خانَ الحَبيب وَفائي
الطَيف واعدَ جفني
الطَيف واعدَ جفني / بوصل بدرِ الجَمالِ
فَقُلت سنةُ طَيف / تكون في الاعتزال
وَما اعتقدت وَلَكن / أَخذت رَأي الخَيال
يا عَينُ حَتّامَ عَبرَى
يا عَينُ حَتّامَ عَبرَى / وَمهجتي منكَ حَرّا
إِن كُنتَ تبكي زَماناً / وَلّى وَتندبُ قفرا
قَصِّرْ بكاءَك يأساً / فَإِن ذَلِكَ مرّا
فَلَن يُردّ فَيُرجَى / وَلَن يُباع فَيُشرى
إِقبال عمرك وَلَّى / وَحلوُ عصرك مرّا
فَلو تَكُن أَنتَ صبّاً / ما عشتَ بِالبين دَهرا
وَلا نَظرت ذُكاءً / من بعدهنّ وَبَدرا
إِلا بَكَيتَ عَليهم / من فائضِ العين نَهرا
وَلَو تَفكرتَ عَهداً / لذُبتَ يا صاحِ فكرا
دَع دَع فؤادي وَحالَهْ
دَع دَع فؤادي وَحالَهْ / وَانظر تَرى أَيَّ حالهْ
قَد كانَ لي من زَماني / من كنتُ أَهوى وصالَه
يَرنو بلحظَيْ غَزالٍ / إِذا بَدا كَالغَزاله
وَيَفضح الغُصنَ ميلاً / بِالمشيةِ المختاله
قَد عمّ بِالحُب قَلبي / لما تخيّلتُ خاله
فَردٌ لَطيفُ التَثنّي / هَيهاتَ تَلقَى مثاله
حلوٌ مَريرُ التجنّي / يا حُسنَه يا جَماله
وَدّعتُهُ وَهوَ يَبكي / وَكُنتُ أَبكي قِباله
وَلا تسل كَم غَنِمنا / بالضمّ حُسنَ الإماله
شمالُه في يَميني / كما أَخذت شماله
ثم اعتنقنا طَويلاً / يا ليتَه قَد أَطاله
وَبَعد ذاكَ افترقنا / بحسرةٍ لا محالَه
يا مَن شَكى جورَ دَهرٍ
يا مَن شَكى جورَ دَهرٍ / وَلم يَفُز بالمغيثِ
بادر لخمرٍ قديمٍ / من كفِّ ساقٍ حديث
فالخمرُ فيهِ شفاءٌ / من داء دَهر خَبيث
كانوا وَكُنا وَكانَت
كانوا وَكُنا وَكانَت / بهم تسرّ اللَيالي
أَوقاتَ طلقٌ عناني / وَاللهو رحبُ المجال
وَاللَه أَبكى عليها / مَهما أَلمّت ببالي
يا قَوم هيا اسمعوني
يا قَوم هيا اسمعوني / إِني محب المصيخ
لا تجزعوا واطمئنوا / فما لَكُم من صَريخ
فَالعَدل شرب الحميّا / وَالفَضل أَكل الطَبيخ
وَالعَيش طَبل وَزمر / وَالقَوم قَوم المسيخ
زماننا قَد تَخلَّى
زماننا قَد تَخلَّى / عن الشؤون الجَميلهْ
وَكُل أَبنائه تحلى / بخيبةٍ أَو رذيلهْ
فاستعمل الشعر ذمّاً / أَو لا فخلّي سَبيلهْ
دَعني أَعلل نَفسي
دَعني أَعلل نَفسي / ببعض ما لا يكونْ
بمثل صَفو زَمانٍ / أَو ودّ خلٍّ خدينْ
وَلا تسوءنْكَ حالي / فَكَم عَزيزٍ يَهونْ
وَأَنعمُ الناس عَيشاً / مهتّكٌ ذو جُنونْ
العمرُ بابُ التجاربْ
العمرُ بابُ التجاربْ / وَالدَهر بيت العجائبْ
فلا تَدع صفو دانٍ / أَو تَرتجي صَفوَ غائب
إِنّ المسرات منه / لا شك فرصةُ غاصب
قم ننتهزها حبيبي / يا حسن جمع الحبائب
إنَّ المقام قليلٌ / والعيشَ كالطيف ذاهب
وَللشبيبة نجمٌ / وَإِن بدا فَهوَ غارب
فليس يرجع وقتٌ / ولَّى وليس بآيب
ما فات قد فات صاحِ / وما بقي فهو عازب
وَلست تدري الليالي / وَما بها من غرائب
وَالعمر ضيفٌ عزيزٌ / فاحضر إليه بواجب
فسوف تبكي عليه / وَليس تجدي النوادب
إنّ الشبيبة تمضي / عَلى مديد الحقائب
فاقطع لياليك صفواً / وَصل بجون الذوائب
واشرب رضاباً هنيئاً / من قبل يرمي بشارب
عمرُ السرور قصيرٌ / فاصرف لديهِ الرغائب
واغنم شبابك حبي / وَانهزه نهزةَ طالب
الدهر بالفرح وافى
الدهر بالفرح وافى / واليمن أهدى السرورْ
والأُنس يرجو لقاكم / فشرّفوا بالحضورْ
لا ترتجيني لأنسى
لا ترتجيني لأنسى / محبة واجتماع
فإن لقيي غريب / تحية للوداع
يا من هواني هَواهُ
يا من هواني هَواهُ / وعزَّ عنهُ التسلّي
اعتز واحكم فإني / يلذُّ بالقلب ذلّي
الفرح والأنس وافى
الفرح والأنس وافى / ومنيةُ النفس أنتمْ
وجاد دهري فجودوا / وشرّفوني ودُمتمْ
الدهر للقلب أهدى
الدهر للقلب أهدى / من الهَنا ما يَرومْ
وأنتمُ الأُنسُ عندي / فشرّفوا بالقدومْ
صفو الهنا عن فؤادي
صفو الهنا عن فؤادي / يدعو الأحبّا الكرامْ
فشرفوني فأنتم / أزهى المُنى والمرامْ
طرفٌ سهيدٌ وقلبٌ
طرفٌ سهيدٌ وقلبٌ / يَرومُ مالا يَرومُ
أَسومُ موسى ودادي / وقَلبُ موسى يَسومُ
الشعر يحسن لكن
الشعر يحسن لكن / في عصرنا ليس يَحسُنْ
فلا المكارم ترجى / ولا الملاحة تَفتُنْ
كأنما المور بحرٌ
كأنما المور بحرٌ / والخيل فيه سفينُ
فلست تدري أسارٍ / أم سابحٌ تستبينُ
قالوا تعلمت شعراً
قالوا تعلمت شعراً / وقلت فيه القصائدْ
والشعر يُعلي ذويه / ويقضي جُلَّ المقاصدْ
فلم تأخرتَ عنهم / وأَنتَ في الفن سائدْ
فقلت يا قوم خلّوا / فللكلام مواردْ
الشعر يَحسنُ لكن / أَين الزَمانُ المساعدْ