المجموع : 100
ناحَت حمامة أَيكٍ
ناحَت حمامة أَيكٍ / فَيا حَمامةُ نوحي
قَد هاجَ شجوك شجوي / كأَنَّ روحك روحي
قَد ضقتُ ذرعاً بكتما / نك الغَرام فَبوحي
إن أَنتَ بحت بما تك / تمينه تَستَريحي
لَيلى أَطلِّي عَلى العا
لَيلى أَطلِّي عَلى العا / شقين لَيلى أَطلي
تَرى أَعزة قوم / مطأطئين بذلِّ
تَري صدوراً من الشو / ق وَالصبابة تغلي
عِدي وان كان وعد ال / حَبيب رهناً بمطل
هَل كانَ يمكن أَن لا / يحب مثلك مثلي
إني لأَجلك يا لَي / لى عفت أَرضي وَأَهلي
فأَنت منذ حلفنا / ماذا فعلت لأَجلي
أَبيت في الدار وَحدي
أَبيت في الدار وَحدي / معاتِباً لخيالِكْ
قد غَرَّني أَنَّه كا / ن باسماً كمثالك
لا تسأَلينيَ عَمّا / أَصابَني بعد ذلك
ما زلت أَضمر حباً / مناسباً لجمالِك
أَبيع كل حَياتي / بساعة من وصالك
إِنّي بحبك يا لَي / لى لا محالة هالِك
فَهَل سأَخطر يوماً / إِذا هلكتُ بِبالِك
حسبت أَن انتهائي
حسبت أَن انتهائي / من الهَوى كشروعي
وأن منه نزولي / ميسر كطُلوعي
لا ترجونَّ سُلوّاً / لي بعد هَذا الولوع
لَقَد مَشيت حَثيثاً / فلا يَجوز رجوعي
قَد هاجَ قَلبيَ لَيلاً / وَميض برقٍ لَموع
يا برق انك يا بر / ق عارِفٌ بنزوعي
فَلابتسامك هَذا / علاقة بدموعي
رجعت عَن حيّ لَيلى
رجعت عَن حيّ لَيلى / بَعد الزِيارة توّا
رجعت عنه مشيعاً / بخيبة أَتلوّى
وإِنَّ لي لرواحاً / مَع الهَوى وَغُدوّا
وإنَّ في القلب مني / لحبِّ لَيلى نموّا
وإنَّ لي في هواها / دون الملاح غلوّا
يَرجون عنها سلوّي / لَو أَستَطيع سلوّا
أَزورها بين أَصحا / بها وَلا أَتَرَوّى
فهم هناك كَطير / أَسرابها تتأوى
أَرى سماء وَلكن / لا أَستَطيع علوّا
لَيلى قلتني فَما إِن / تُريد مني دنوّا
تبدى نبوّاً وَما كا / نت قبلُ تبدي نبوا
إن الخِلاف الَّذي جَد / د بيننا لا يسوى
لَقَد وَشى بي إليها / من كانَ بي يتقوَّى
عتا عليَّ الَّذي لَم / أَجيء عليه عتوا
كانَ الصديق الَّذي كن / تُ أَصطَفيه عدوا
أَراهُ حينَ يَراني / كحيَّة تَتَلوّى
نعستِ بعد الرِضاعِ
نعستِ بعد الرِضاعِ / وَللنعاس دواعي
تغضين فَوقَ ذِراعي / والآن في المهد نامي
لأَنت بنت الأَماني / مَنزوعة من جناني
جم عليك حناني / نامي بجنبي نامي
قَد كنت لَيلة عرسي / حلماً لَذيذاً لِنَفسي
وَاليَوم يا ابنة أُنسي / أَنتَ الحَقيقة نامي
لسوف تنمين جسما / حَتّى تَكوني أتما
وَبعد ذلك أُمّا / تَرعى بنيها فَنامي
عَليك يا ابنة حبي / روحي ترفُّ وَقَلبي
نامي هَنيئاً بجنبي / نامي من الوَقت نامي
حسبي من الدهر بنتي / أَمّاً لجيل سيأتي
أَنت السَعادة أَنتِ / نامي بربك نامي
أَلَم أَصيِّر أَخيرا / لك الفِراش وَثيرا
لَقَد لعبت كَثيرا / حتّى تعبت فَنامي
لك الهَناء موفر / في اللَيل وَاللَيل أَقمر
إني عليك لأَسهَر / إلى الصباح فَنامي
أَما حَياتي فتخزى / مالَم أَجد فيك عزا
أهز مهدك هزا / حَتّى تَنامي فَنامي
اللَيل فابغي المَناما / يهدي إليك سَلاما
فَلا تَزيدي اِبتساما / نامي فَديتك نامي
هَيا إِلى النَوم هَيّا / فالوَقت أَمسى عشيّا
نامي مَناماً هَنيّا / نامي إِلى الغد نامي
إذا هلكت فَجِسمي
إذا هلكت فَجِسمي / يبلى وَينحلَّ حبلي
هناك يخفت صوتي / هناك يرقد عَقلي
وَقَد تعيد تماماً / يد الطَبيعة شملي
يولد الدهر ناساً / وَبعد ذلك يبلي
وَلَيسَ في الجسم روح / بالمَوت عنه يولي
إنَّ الحَياة نظام / رخو قَليل التملي
نزلت بيتاً من القب
نزلت بيتاً من القب / ر ضيقاً بذويه
فنمت فوق أبيك ال / لذي أَعز بنيه
كَما أَبوك به قب / ل نام فوق أَبيه
ما إِن يريد حَياة
ما إِن يريد حَياة / في الذُّلِّ إلا الجَبانُ
نَخشى المنون وَشرٌّ / من المنون الهوان
لَنا نريد أَماناً / منه وَفيه الأمان
الأرض لَيسَت بدار / فيها الحقوق تصان
بين الَّذين عليها / يحيون حرب عوان
لا تلحني إن تأخر / تُ يوم جد الرهان
فَقَد أَردت لحاقاً / وَما أَرادَ الزَمان
إنَّ السَماء لَتَبغي / في كل يوم شَهيدا
والأرض تعلن للنا / ظرين قبراً جديدا
لا يوم إلا وَفيه ال / إنسان يَبكي فَقيدا
ماتَ الوحيد لأم / فالأم تَبكي الوَحيدا
لَقَد شَجاني صبيٌّ / يَلوي من اليتم جيدا
كَم قد طلبت سَعيداً / فَما وجدت سَعيدا
إِن نيل بالعسف عيش / فَلا يَكون رَغيدا
قَد أَطبق الموت عيني / نِ من فتاة رداح
هوت بها وَهي بكر / يد بغير جناح
ماتَت فَنامَت بقبر / أعد غير فساح
ما للمقيم به بع / دَ أَن ثَوى من براح
يأَتي عَلى المَرء فيه / ليل لغير صباح
فَزاره صاحب كا / نَ نضو حب صراح
يَهدي الى القبر زَهراً / من نرجس وأقاحي
غنت حَمامة أَيك / غني لنا يا حَمامه
وَبعد ذلك طيري / خَفيفة بالسَلامه
البرق يضحك في جو / وه وَتَبكي الغَمامه
أَكُلَمّا قلت شِعراً / قامَت عليَّ القيامه
ندمت من كل ما قل / تُه أَثير الشَهامه
نعم ندمت وَلكن / ماذا تفيد الندامه
إذا هجرت بِلادي / فَما علي ملامه
لا شيء يَبقى عَلى ما / شهدته مستمرا
فالبَحر يطغى لمد / والمد يعقب جزرا
كَم غير الأرض من حا / دث عَلى الأرض مرا
فَصير البر بحراً / وَصير البحر برا
الأرض تضمر ناراً / وَالنار تضمر شرا
فَقَد تشق أَديماً / لها وَتُحدث أَمرا
وَتَجعَل الظهر بطناً / وَتَجعَل البطن ظهرا
لِلكَون فيما بدا لي / ظواهر وَخَفايا
ما قامَ فينا حَكيم / يحل بعض القَضايا
إِنَّ المَدينة حي / وَالناس فيها خَلايا
ما بالذَكاء يَسود ال / إنسان بل بالسَجايا
وَالمَرء يعرف منه ال / ضَمير عند الرَزايا
ما زالَ في البعض من أم / يال الوحوش بَقايا
أَطماعه لَيسَ تَمضي / حَتّى تَجيء المَنايا
إِذا أهين لَبيب / بالسب قال سلاما
وإن أفاد سكوت / كانَ السكوت كلاما
يود من سيم خسفاً / لَو اِستَطاع اِنتقاما
قَد بلل الدمع عند ال / مَساء خبز اليَتامى
أَشكو إِلى اللَه عيشاً / مراً وَداء عقاما
لَيسَ النواميس في عا / لَم الوجود لزاما
فَقَد وجدت نظاماً / وَما وجدت نظاما
الأَرض للشمس بنت / وَالشمس بنت الفضاء
تَجري ذكاء حَثيثاً / والأرض حول ذَكاء
والأرض ترضع من أم / مها لبان الضياء
من ذا يصدق أنا / نطير وسط السَماء
إن الصباح شَبيه / في لونه بالمَساء
وَقَد أَرى شفقاً قا / نياً كَلَون الدماء
كأنما هو رَمز / إلى دم الشهداء
ما لِلفَضيلة تأتي / بِها الفَتاة رواجُ
اليَوم للناس في خط / بة الثَراء لجاج
تزوجت فأَتاها / بما يَسوء الزواج
بَكَت فَلا تمنعوها / إن البكاء اِحتياج
بنى العروسان بيتاً / له الشَقاء سياج
لا ترج فيها اِمتزاجاً / فَما هناكَ اِمتزاج
إذا تَناكر زوجا / ن فالفراق علاج
لَقَد صمت وَصمتي / ما كانَ مني عيا
أَتحسب الغي رشداً / وَتحسب الرشد غيّا
تريد جاهاً وَمالاً / دثراً وَعَيشاً رضيا
وَبسطة وَمَكاناً / من الحَياة علِيا
هَيهات ما أنتَ إلا / ميت وإن كنت حيا
يا شيخ هيا لنَسعى / معاً إلى القبر هَيّا
فَقَد بلغنا كلانا / من الحَياة عتيّا
في الكَون بعد عصور
في الكَون بعد عصور / يَكون ما لا يَكونُ
هناك تصدق مني / فيما يتم الظنون
سيرتقي العلم فوق ار / تقائه وَالفنون
حَتّى تحار عقول / فيما تراه العيون
وَسَوف يأتي زَمان / تَموت فيه المنون
تَقنو الحَياة خلوداً / وَالمشكلات تَهون
وَللطَبيعة في هَ / ذه الحَياة شؤون
إِنَّ الصراحة تغنى
إِنَّ الصراحة تغنى / ما لَيسَ تغني الرموزُ
أخو الحجى قبل أَن يح / مل الأداة يروز
وَعند من هو غرّ / يَجوز ما لا يَجوز
كَم جامع لكنوز / يَفنى وَتَبقى الكنوز
وَقَد تَموت فَتاة / وَلا تَموت عجوز
لا تجبننَّ فَلَيسَ ال / جبان شيئاً يحوز
إنا نَعيش بعصر / فيه الجَسور يَفوز
لَقَد مشيت بليلٍ
لَقَد مشيت بليلٍ / داج بغير دَليلِ
فَما بعدت كَثيراً / حَتّى ضللتُ سَبيلي
مَن لي بِماء براد / به أبل غَليلي
طلبت شَيئا قَليلاً / فَلَم أفز بالقَليل
وَكَم صحبت خَليلاً / فَكانَ غير خَليل
كل الأحبَّة أَعدا / ئي عند خطب جَليل
لا خير لي مِن بلادي / وأسرتي وَقَبيلي
لا يحسب الزحف غيا
لا يحسب الزحف غيا / جند له عظموتُ
الجند للموت يحيا / وَللحياة يَموتُ
نعدّ للنار نارا / وَللحَديد حديدا
أجل وَنَحمي الذمارا / وَلا نَعيش عَبيدا
إن العراق لأمٌّ / لنا وَنحن بنوها
إذا أَلم ملمٌّ / فإننا منجدوها
أَوطاننا هيَ عز / وَمصدر للحَياة
إن المَجرة رمز / لدجلة وَالفرات
يا أَيُّها الوَطَن اسلمْ / من كارثات الزَمان
انا لنحميك بالدمْ / من ذلةٍ وَهَوان
لَيلى أطلي علينا / تَري مثال السَجايا
جنداً يسير الهوَينا / إلى لقاء المَنايا
هيا بنا ثم هَيّا / إلى ثغور العِراق
هناك نَحسو حميّا / للفوزِ واللَهُ واقي
قد ولد الحرص حرباً
قد ولد الحرص حرباً / بين الوَرى وَخصاما
وَشبت الحرب ناراً / عمت تَروع الأناما
يا نار كوني علينا / برداً وَكوني سلاما
في كل أَرض وَصقع / مدافعٌ ثائراتُ
يقتلن كل فَتىً قد / تفيد منه الحَياة
وَليسَ يُبقين إلا / أراملاً وَيَتامى
تَحوم في الجو طيّا / راتٌ وَتمطر نارا
وَتحصر البحر غوا / صاتٌ وَتُهدي البوارا
وَتملأ البر دبا / باتٌ تُقِلُّ الحماما
هناك بحر خضمٌّ / يَجري ليغمر بحرا
هناك بركانُ نارٍ / تَسعى لتأكل أخرى
هناك جيش لهام / يؤم جيشاً لهاما
جند أراد التفافاً / عَلى العدو فخفا
وآخرون أرادوا / إلى الخنادِق زحفا
فَدامَت الحرب بين ال / كتيبَتين لزاما
تَلقى الصفوف صفوفاً / بمرهفات الحراب
فَكَم قَتيل عَلى الأر / ض مات بعد اِضطراب
وَكَم جَريح طَريح / لا يَستَطيع قياما
فيها المدافع تَرغو / من غيظها وَتَثورُ
وَالجند يصدم جنداً / مرابطاً لا يَخور
وَالحرب تزداد يوماً / من بعد يومٍ ضراما
من قارعات صباحاً / يهتز منها المَكان
وَبارقات مساء / يحمرُّ منها الدخان
وَناسفات بليل / يبعثن موتاً زؤاما
القَتل قتل ذَريعٌ / وَالخطب خطب جسام
فوقَ الرغام دماء / يحمر منها الرغام
الأرض تشرب منها / وَلا تبل أواما
في البر وَالبحر نارٌ / وَفي السَماء دويّ
وَللرصاص أزيزٌ / وَللرجال هُوِيّ
القتل يؤثر عمداً / وَلا يعد أَثاما
يا نجمة الصبح من حا
يا نجمة الصبح من حا / لقٍ عَلَينا أطلِّي
وَيا نَسيمُ تحرك / من أَجل لَيلى وأجلي
وَيا هزار أَعد لي / ما كنت بالأمس تُملي
لا أَهجر الروض ما كا / ن بالرّوائِح يدلي
حمدت فيه مَقامي / ما بين ماء وَظلِّ
إليَّ يا نرجس انظر / بأعين منك نُجل
يا ياسمين تفتح / يا أقحوان اِبتسم لي
وَيا عنادل غني / وَيا غصون أظلِّي
ما أَحسَن الزهرَ يَزهو / في روضة غب طلِّ
لَيسَ الأزاهر إلا / مظاهراً للتجلي
وَكَيفَ أَنسى بقاعاً / فيها مَنازِل أَهلي
ماذا يذيق بنيه / دهر يُمرُّ وَيُحلي
لَيتَ الحكومة كانَت / تَبقى لأهل المحل
أُمّاه إنّي ضَريرُ
أُمّاه إنّي ضَريرُ / وَالقَلب مني كَسيرُ
أَعمى فَلست أَرى يو / ماً ما يَراه البَصير
إني إلى حاجة لي / بلا عصا لا أَسير
أُمّاه ما في حَياة ال / طفل الضَرير سرور
يا أُم إن شقائي / لَو تَعلَمين كَبير
يومي وَلَيلي سواء / كِلاهُما لا يُنير
أُمّاه إني إلى أَن / أَراكَ يَوماً فَقير
وإن طرفاً يَرى وج / هَ من أحب قَرير
يا أُم إن لم يضرْني ال / عمى فَماذا يضير
أُمّاه هَل هذه الدن / يا رحبة تَستَنير
وَهَل بها للألى يب / صرون شيء كَثير
صِفِي النهارَ فإني / ما بالنهار خَبير
هَل النهار بأَن يح / مدَ النهار جَدير
هَل الضياء جَميل / كَما يَقول البَصير
وَهَل إذا الشمس ذرت / فضوؤها مُستَطير
وَهَل إِذا الشمس غابَت / لا يلمس الأرض نور
وَهَل هناك خفاء / وَهَل هناك ظهور
وَهَل هناك سماء / فيها النجوم تدور
تَبدو فَتَلمَع حيناً / وَبعد ذاك تغور
وَهَل هنالك بدر / كَما يقال منير
وَهَل إذا طمس الني / يِران ساءَ المَصير
وَهَل إذا جاء فصل ال / رَبيع تَزهو الزهور
وَهَل جَميل عليها ال / فراش حين يطير
وَهَل يروق الى جا / نب الرياض الغَدير
مالي غِنىً عَن جوابٍ / يا أُم إني ضَرير
يا شعر أَنتَ سماء
يا شعر أَنتَ سماء / أطير فيها بفكري
طوراً أَسف وطوراً / أعلو كتَحليق نسر
إن لم تصور شعوري / فلست يا شعر شعري
من بعد موتي بحين / سيعلم القوم قدري
فقد وقفت حَياتي / لهم وأَفنيت عمري
أود أن تحفروا في / جنب النواسيّ قبري
إني أمت اليه / وإن تأخَّر عصري
للشعر حق مضاعُ
للشعر حق مضاعُ / قد أنكرته البقاعُ
يدري إذا خط شعراً / ماذا يخط اليراع
له هناك قرين / يطيعه ويطاع
الشعر ما أَنتجته / من الشعور الطباع
كأَنه حين يجري / ريح هياع لياع
لا يعذب الكذب فيه / وَلا يجوز الخداع
أَما القذاع فلا حَب / بَذا هناك القذاع
لا يحسن الشعر إلا ال / لذي له فيه باع
قد كانَ في الشعر ضيق / وَاليَوم فيه اتساع
بل إنما اليوم ذاك ال / وهد العَميق يفاع
اليوم للشعر عما / فيه الصغار اِرتفاع
تَراه ذا جرأة لا / يبين فيه الوداع
وكان قبل جباناً / من الصغير يلاع
يخاف من كل صوت / كَما يخاف القواع
وَكانَ بين فؤادي / وَالعقل فيه نزاع
وكان حرب وضرب / وَغارة ودفاع
واليوم قد زال ذاك ال / وَعَى وَذاكَ المصاع
فَقَد تسنَّى لِقَلبي / نصر وَقَلبي شجاع
قَد كانَ من قبل بيني / وبين شعري رضاع
اذا تجنبته جر / رني إليه النزاع
ولَم أبع قط شعري / فالشعر لَيسَ يباع
والشعر إن بيع يوماً / فَلَيسَ منه اِنتفاع
قد قام بي فله حَيْ / ثما أَسير اتباع
إن عشت عاش وإن ضع / تُ حل فيه الضياع
ما كانَ لِلقَوم يا لَي / لى حين قلت استماع
ولا تهذب منهم / بالشعر تلك الطباع
أضاع قومكِ شعري / أمثل شعري يضاع
الشعر ماء نمير / طوراً وطوراً قعاع
سينقم الشعر ممن / له أَهانوا وراعوا
الكيل يوفيه حتى / يتم بالصاع صاع
من ليل همك يا شع / ر قد تقضى سُواع
يا بلبل الروض غرِّد / فأنت أنت السجاع
فما تغرد إلا / يثور فيَّ النزاع
يا شعر أنت شعاع / بدا ونعم الشعاع
لَقَد أَراد لك الوض / عَ معشر لم يراعوا
وَما مكانك فيهم / يا شعر إلا اليفاع
يا شعر إنك عند ال / دفاع ذاكَ الشجاع
اشحذ سلاحك للذو / دِ فالحَياة وقاع
قل الحقيقة لا يأ / خذنْك فيها الهلاع
وادع القوافيَ يقرب / نَ منك وهي سراع
تَبغي رحيلاً عن القو / م وهو لا يستطاع
تنوي زماعاً وَلكن / أيان ذاك الزماع
اهجر بلاداً بها الشا / عر المجيد مضاع
النذل يشبع فيها / والحر فيها يجاع
إذا ترحلت عنها / فبالسلام تشاع
ما الشعر إلا متاع / يغني ونعم المتاع
الشعر سر دفين / ولي عليه اطلاع
كم كانَ لي فيه دون ال / مقلدين اختراع
والشعر فيه هبوط / والشعر فيه طلاع
ومنه تقليد من قد / مضى ومنه اقتراع
وأحسن الشعر وصف / للصدق فيه شياع
أو فكرة هي في ذا / تها خيال وساع
أو أنة من فؤاد / ببين ليلى يراع
أو عبرة ذرفتها / عينٌ شجاها الوداع
أَو سلوة في تأتّي / ها للهموم انقشاع
أَو دعوة كان فيها / عَلى الحقوق اجتماع
أَو نخوة كان فيها / للقاعدين اندفاع
أَو زجرة كان فيها / للظالمين ارتداع
أَو صيحة كانَ فيها / للناكثين انصداع
أَو ثورة كان فيها / للقاهرين اقتلاع
أَو حكمة كان فيها / للسامعين انتفاع
أَو رقصة طابَ منها / للمنصتين السماع
فيها الحَقيقة تجلى / عريانة وتذاع
كَغادَة ما عَلى وج / هها الجَميل قناع
يا أَيديَ الظلم شلِّي
يا أَيديَ الظلم شلِّي / وَيا بلاد استقلِّي
وَيا رجاء تعزز / وَيا مصاعب ذلي
وَأَنت يا رايَة النص / رة اخفقي وأظلي
يا أَرض أَهلي وَمالي / فداك مالي وأَهلي
لَيسَ الحَياة بعز / مثل الحياة بذل
إذا فقدت بِلادي / فَذاكَ أَكبر ثكل
وإن هلكت فكم من / ذي حاجةٍ ماتَ قَبلي
أَعلامهم قد تَراءَت / فَيا نفوس أَجلِّي
قَد جاءَ يوم بأَيدي / يَ فيه أكسر غلي
اليَوم لَم يَبقَ للقا / بضين إلا التخلي
إن القلوب من الغي / ظِ في الصدور لتغلي
وَالضغط يأَتي انفجارا / يبيد من غير مهل
لي غاية أَبتَغيها / وَقَد يوفَّق مثلي
إن لم تصل بي إليها / فَلا مشت بيَ رجلي
إن النساء رَبيعُ
إن النساء رَبيعُ / لنا ونعم الرَبيعُ
وإنهن رياحي / نٌ زاهرات تضوع
وإنهن إذا أظ / لمت ليال شموع
وإنهن ابتساما / ت تارة ودموع
تشتاقهن قلوب / لنا حوتها الضلوع
ترف روحي عليهن / نَ وَالغَرام نزوع
وَالقَلب منيَ كأس / للبين فيها صدوع
لي بعد نأي إليهن / نَ أوبة ورجوع
إذا أمرن فإني / لهن ذاك المطيع
وإن دعون فإني / عبد لهن سميع
أذب في كل يوم / عنهن لو أستَطيع
وإن غوين على الفر / ض فالجمال شَفيع
إن الرجال جذوع / إن النساء فروع
حديثهن لَطيف / وَحسنهن بديع
يا حبذا نظرات / من الحسان تروع
أَيحسب المَرء جهلاً / أن النساء فقوع
أو أنه هو راع / وأنهن قطيع
بل إنما العمر في غي / رِ قربهن يضيع
ما زوجة المرء إلا / حصن العفاف المنيع
وإن شمل فتاها / بها هناك جميع
وجه طليق وعين / يقظى وقلب ولوع
كأنها حين تشدو / نجم جلاه الطلوع
ما أَجمل الزوج يرنو / على يديها رضيع
سعادة المرء زوج / يطيعها وتطيع