إِلى الصَديقِ المُفَدّى
إِلى الصَديقِ المُفَدّى / أَهدَيتُ وُدِّيَ عِقدَا
أَهديتُ سِفراً يَبُذ / ذُ الأَسفارَ هَزلاً وَجِدّا
وَما لَهُ مِن شَبيهٍ / في الكُتبِ جَمعاً وَحَشدا
لراشِدٍ وَغَوِيٍّ / يُجيدُ غَيّا وَرُشدا
وَللمُؤَّرخِ فيهِ / ما شاءَ لِلعُربِ سَردا
مَفاخرُ القَومِ فيه / تُعيِ المُسَطرَ عَدّا
فيهِ البَيانُ المُصَفّى / أَشهى وَأَعذَبُ وِردا
وَكَم لَقِينا إِلى أَن / صَحَّت مَعانيهِ جَهدا
يا رُبَّ لَفظٍ قَضَينا / فيهِ اللَيالي سُهدا
وَرُبَّ بَيتٍ حَشَدنا / لَهُ مِن الصَبرِ جُندا
حَتّى اِستَقامَ وَأَعطى / مِن صابه المُرّ شَهدا
واسمٍ خَفِيّ أَطَلنا / عَلَيهِ في الكُتبِ كَدّا
إِلَيكَ أُهدِيهِ حُبّاً / وَأَنتَ بِالرُوحِ تُهدَى
لأَنَّ فَنَّكَ فَردٌ / بَعَثثُ في الكُتبِ فَردا
لَو ناظِمُ العِقدِ يَوماً / رَآكَ أَصفاكَ وُدّا
وَقالَ يا قَومُ حَسبي / بِنَثر أَنطُونَ عِقدا