المجموع : 16
رُزِقتُ صاحِبَ عَهدِهِ
رُزِقتُ صاحِبَ عَهدِهِ / وَتَمَّ لِيَ النَسلُ بَعدي
هُم يَحسُدوني عَلَيهِ / وَيَغبِطوني بِسَعدي
وَلا أَراني وَنَجلي / سَنَلتَقي عِندَ مَجدِ
وَسَوفَ يَعلَمُ بَيتي / أَنّي أَنا النَسلُ وَحدي
فَيا عَلي لا تَلُمني / فَما اِحتِقارُكَ قَصدي
وَأَنتَ مِنّي كَروحي / وَأَنتَ مَن أَنتَ عِندي
فَإِن أَساءَكَ قَولي / كَذِّب أَباكَ بِوَعدِ
مَرَّ الغُرابُ بِشاةٍ
مَرَّ الغُرابُ بِشاةٍ / قَد غابَ عَنها الفَطيمُ
تَقولُ وَالدَمعُ جار / وَالقَلبُ مِنها كَليمُ
يا لَيتَ شِعرِيَ يا اِبني / وَواحِدي هَل تَدومُ
وَهَل تَكونُ بِجَنبي / غَداً عَلى ما أَرومُ
فَقالَ يا أُمَّ سَعدٍ / هَذا عَذابٌ أَليمُ
فَكَّرتِ في الغَدِ وَالفِك / رُ مُقعِدٌ وَمُقيمُ
لِكُلِّ يَومٍ خُطوبٌ / تَكفي وَشُغلٌ عَظيمُ
وَبَينَما هُوَ يَهذي / أَتى النَعِيُّ الذَميمُ
يَقولُ خَلَّفتُ سَعداً / وَالعَظمُ مِنهُ هَشيمُ
رَأى مِنَ الذِئبِ ما قَد / رَأى أَبوهُ الكَريمُ
فَقالَ ذو البَينِ لِلأُم / مِ حينَ وَلَّت تَهيمُ
إِنَّ الحَكيمَ نَبِيٌّ / لِسانُهُ مَعصومُ
أَلَم أَقُل لَكِ توا / لِكُلِّ يَومٍ هُمومُ
قالَت صَدَقتَ وَلَكِن / هَذا الكَلامُ قَديمُ
فَإِنَّ قَومِيَ قالوا / وَجهُ الغُرابِ مَشومُ
اللَيثُ مَلكُ القِفارِ
اللَيثُ مَلكُ القِفارِ / وَما تَضُمُّ الصَحاري
سَعَت إِلَيهِ الرَعايا / يَوماً بِكُلِّ اِنكِسارِ
قالَت تَعيشُ وَتَبقى / يا دامِيَ الأَظفارِ
ماتَ الوَزيرُ فَمَن ذا / يَسوسُ أَمرَ الضَواري
قالَ الحِمارُ وَزيري / قَضى بِهَذا اِختِياري
فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت / ماذا رَأى في الحِمارِ
وَخَلَّفَتهُ وَطارَت / بِمُضحِكِ الأَخبارِ
حَتّى إِذا الشَهرُ وَلّى / كَلَيلَةٍ أَو نَهارِ
لَم يَشعُرِ اللَيثُ إِلّا / وَمُلكُهُ في دَمارِ
القِردُ عِندَ اليَمينِ / وَالكَلبُ عِندَ اليَسارِ
وَالقِطُّ بَينَ يَدَيهِ / يَلهو بِعَظمَةِ فارِ
فَقالَ مَن في جُدودي / مِثلي عَديمُ الوَقارِ
أَينَ اِقتِداري وَبَطشي / وَهَيبَتي وَاِعتِباري
فَجاءَهُ القِردُ سِرّاً / وَقالَ بَعدَ اِعتِذارِ
يا عالِيَ الجاهِ فينا / كُن عالِيَ الأَنظارِ
رَأيُ الرَعِيَّةِ فيكُم / مِن رَأيِكُم في الحِمارِ
لِدودَةِ القَزِّ عِندي
لِدودَةِ القَزِّ عِندي / وَدودَةِ الأَضواءِ
حِكايَةٌ تَشتَهيها / مَسامِعُ الأَذكِياءِ
لَمّا رَأَت تِلكَ هَذي / تُنيرُ في الظَلماءِ
سَعَت إِلَيها وَقالَت / تَعيشُ ذاتُ الضِياءِ
أَنا المُومَّلُ نَفعي / أَنا الشَهيرُ وَفائي
حَلا لِيَ النَفعُ حَتّى / رَضيتُ فيهِ فَنائي
وَقَد أَتَيتُ لِأَحظى / بِوَجهِكِ الوَضّاءِ
فَهَل لِنورِ الثُرى في / مَوَدَّتي وَإِخائي
قالَت عَرَضتِ عَلَينا / وَجهاً بِغَيرِ حَياءِ
مَن أَنتِ حَتّى تُداني / ذاتَ السَنا وَالسَناءِ
أَنا البَديعُ جَمالي / أَنا الرَفيعُ عَلائي
أَينَ الكَواكِبُ مِنّي / بَل أَينَ بَدرُ السَماءِ
فَاِمضي فَلا وُدَّ عِندي / إِذ لَستِ مِن أَكفائي
وَعِندَ ذَلِكَ مَرَّت / حَسناءُ مَع حَسناءِ
تَقولُ لِلَّهِ ثَوبي / في حُسنِه وَالبَهاءِ
كَم عِندَنا مِن أَيادٍ / لِلدودَةِ الغَراءِ
ثُمَّ اِنثَنَت فَأَتَت ذي / تَقولُ لِلحَمقاءِ
هَل عِندَكِ الآنَ شَكٌّ / في رُتبَتي القَعساءِ
وَقَد رَأَيتِ صَنيعي / وَقَد سَمِعتِ ثَنائي
إِن كانَ فيكَ ضِياءٌ / إِنَّ الثَناءَ ضِيائي
وَإِنَّهُ لَضِياءٌ / مُؤَيَّدٌ بِالبَقاءِ
أَتى ثَعالَةَ يَوماً
أَتى ثَعالَةَ يَوماً / مِنَ الضَواحي حِمارُ
وَقالَ إِن كُنتَ جاري / حَقّاً وَنِعمَ الجارُ
قُل لي فَإِنّي كَئيبٌ / مُفَكِّرٌ مُحتارُ
في مَوكِبِ الأَمسِ لَمّا / سِرنا وَسارَ الكِبارُ
طَرَحتُ مَولايَ أَرضاً / فَهَل بِذَلِكَ عارُ
وَهَل أَتَيتُ عَظيماً / فَقالَ لا يا حِمارُ
الحرب لا بدّ منها
الحرب لا بدّ منها / وإن أباها الأنام
حقيقة وضعوها / فليس فيها كلام
ما دام شر فحرب / والشر فيهم لزام
في كل يوم دعاوي / لا تنقضي وخصام
إذا أستراح حسام / في الغمد قام حسام
وإن تصالح قوم / تقاتلت أقوام
والناس للناس بالحر / ب سيد وغلام
يا باذلا وجنتيه
يا باذلا وجنتيه / إن كنت للغيظ كاظم
بذلت خدّا لنشأت / فجد بخد لكاظم
قالوا الزغاليل سادوا
قالوا الزغاليل سادوا / فقلت لا عن روية
أليس في كل يوم / لِلورد في مصر غية
جريدة للوكالة
جريدة للوكالة / قد لقبوها جريدة
إن دام فيها رشيد / فان تدوم رشيدة
على منازل غالي
على منازل غالي / فزنا بصفو الليالي
تزينت وتجلت / في رونق وجلال
وأشرقت بالدراري / من سادة وموالي
ومن كواكب حسن / ومن شموس جمال
كأنها دور يحيى / حين الزمان موالي
للعز والأنس فيها / مظاهر ومجالي
يمشى الزمان إليها / كلائذ بالظلال
كم اشتباك عقول / عند اشتباك العوالي
الصائلات قدودا / في البال أي مصال
الناعمات اللواهي / العاطلات الحوالى
الغاديات بلبى / الرائحات ببالى
من جؤذر ثَم يرنو / وشادن مختال
وظبية تتثنى / في راحتَى رئبال
يا ليلة نجتليها / سنية في الليالي
في دار أمجد سمح / مهذب مفضال
في المسلمين وجيه / وفي بنى القبط غالى
وبنت شمبان تزرى / على قطوف الدوالى
أتى العيهد عليها / من السنين الخوالي
وما تزال فتاة / مرجوة لوصال
يكاد يُحيى ابن هاني / شعاعُها المتلالى
شربتها ووقارى / منزه عن زوال
ظرف النواسىّ لكن / في ثابت كالجبال
أراح بالىَ أنى / بحاسدي لا أبالى
وبالصيدق حفىّ / وبالمحب مغالى
طربت والعيش لهو / ما للعذول ومالى
على ولاء أمين / و بطرس والآل
دار الزمان فدارا
دار الزمان فدارا / يستعقبان جهارا
أضحى النضار حديدا / أضحى الحديد نضارا
أمسى الصَّغار جلالا / أمسى الجلال صغارا
أمر قضاه الإله / والناس فيه حيارى
يا مكس دنياك عاره
يا مكس دنياك عاره / والموت كأس مداره
والدهر يوما ويوما / والحال طورا وتاره
والعيش زهر ربيع / قصير عمر النضارة
إذا بلغن التراقى / فكل ربح خساره
يا مكس قل لي أحق / قد وسّدوك الحجارة
وغيبوك طويلا / أشمَّ مثل المناره
عن أبيض الهند سلوال / عريش والجراره
ألم تكن وطنيا / بكل معنى العباره
فكم شهدت قتالا / وكم تورّدت غاره
وكم لبست صليبا / على الجبين وشاره
وكم نقلت جريحا / فمات بالاستشاره
يا مكس عشت نقيا / ومت خِذن طهاره
ما ضج منك زقاق / ولا اشتكت منك حاره
وما عضضت بحار / ولا هممت بجاره
ولا اشتملت جِلالا / على الخنا والدعاره
قد عشت في البيت عمرا / وليس في البيت فاره
في الهند كل فقير / هدّ الصيام فقاره
في الجو تخفى عليه / طريقك المختاره
لما جفاك ابن سينا / وهام بالسيارة
تفر منه وتجرى / كالنحلة الدوّاره
فلا إلى البوق تصغى / ولا إلى الزماره
وقد تهتّك فيها / حتى أضاع وقاره
حملت من ذاك غما / أذاب منك المراره
حتى انتحرت جريئا / والانتحار جساره
أرسلت رأسك يهوى / من ربوة لقراره
كأن شعر أمين
كأن شعر أمين / من نفح بان ورند
أو من عناق التصابي / وقرع خدّ بخد
أو من حديث ابن هانى / يعيد فيه ويبدى
أو من حنين الهوادى / إلى العَرار ونجد
روحي ولذة عيني
روحي ولذة عيني / عوّذته بالحسين
سلالتي من علي / ولدته مرتين
أحببته كأبيه / وزدته حبتين
طفل علينا أمير / مقبل الركبتين
رضاه غير قليل / وسخطه غير هين
يقصى ويدنى بأولى / إشارة الراحتين
ويزدهى بخداع / وقول زُورِومَين
يلقاهمو في الطريق
يلقاهمو في الطريق / حينا وحينا على قهوته
مشيئة الله كانت
مشيئة الله كانت / وجاء خير البنينا
مباركا لأبيه / وآله أجمعينا
الله يلقى عليه / محبة العالمينا
ويجعل الخير فيه / عمرا ودنيا ودينا
ويا ابن عثمان بشرى / بالبكر في الصالحينا
إنا ولدنا وكنا / من قبلكم واجِدِينا
إن الأبوّة عبء / ينوء بالحاملينا
من العناية طورا / الى الرعاية حينا
وسوف نسأل عنها / في العيش أو عابرينا
ربّوه بالله فيما / يشرف المسلمينا
وخرّجوه عليما / وأنشئوه مبينا
وقوّموه كريما / على الزمان معينا
لا يلفظ اللفظ طيشا / ولا يذيل اليمينا
ولا يخون صديقا / ولا يمين قرينا
ولا يصغِّر جنسا / ولا يحقِّر دينا
ويصحب الناس راض / ين عنه أو جاهلينا
لعلم فيهم مفيدا / لعل منهم ثمينا
وأن يكون وفيا / وأن يكون أمينا
وأن يكون بأوطا / نه حِفيًّا ضنينا
فإن أتى كل هذا / حذا مثالك فينا