جمعتُ همي عليّا
جمعتُ همي عليّا / فما برحتُ لديّا
إليَّ يا من تعالى / عن الكيان النيّا
فلم أجد غير ذاتي / لما بسطتُ يديّا
فأسفلُ الكونِ يعلو / وقتا بربي عليّا
انظر جديثَ هبوطٍ / تجدْه فيه جليّا
ما جئتُ شيئاً بقولي / عن الإله فريَّا
هذا حديثُ رسولٍ / قد اصطفاه نبيّا
ولم أكن عند قولي / إني بربي نسيّا
لما سريتُ إليه / خِرتُ المكانَ العليّا
ناديتُ مولى الموالي / ربي ناءً خفيّا
إني ضعفتُ إلهي / وصِرتُ شيخا عتيّا
فلم أكن بدعائي / إيّاك ربِّ شقيّا
أنت الوليّ الذي قد / صيرت قلبي وليّا
فاجعلن ربي إماما / واجعلن ربي رضيا
فقد ضعفت لما بي / وذبتُ شيّاً فشيا
سألتُ ربي أن لا / يجعل لذاتي سميّا
قد كنتُ عبداً مطيعاً / إذ كنتُ ملكا سَريّا
أجرى لي الله جودا / من تحتِ عرشي سريّا
وأسقط الجذعُ قوتا / عليّ رطبا جنيّا
فكان منه غذائي / وعشتُ عيشاً هَنيًّا
وكان بي لُطف ربي / لذاكَ برّاً حفيًّا
فهل رأيتم إلها / يقومُ شخصاً سويّا
هذا مُحال ولكن / شاهدتُ أمراً نديّا
رأيته عينَ نفسي / من حيثُ كنتُ صبيا
ولم أقل بحلولٍ / بل كنتُ منه بريّا
بل لم أجد منه بدًّا / لما هجرتُ مليّا
وخرّ جمعي إليه / عند الشهودِ بكيّا
فكنت أولى بنار / للشوقِ فيها صليّا
إني خلصتُ إليه / لما اقتربتُ نجيّا