بَكيت سعداً فَهاج ال
بَكيت سعداً فَهاج ال / بُكاء كامِن حُزني
بَكيت أَرفعَ صرحٍ / فينا وَأَمنع حصنِ
وَلَم تكفّف دُموعي / كَفّي وَقَد بلّ ردني
هَل عند سعد بأنّي / وَهيت واِنهدّ رُكني
كَفى البكاء تَعالوا / نَبني كَما كانَ يَبني
إِذا غرسنا جَنينا ال / مُنى كَما كانَ يَجني
يا أَيُّها الموت خذها / هديّةً لكَ منّي
عجّل فَقَد طالَ يَومي / إِلى غدٍ لا تَكِلني
إِن لَم تقصّر حَياتي / بطولها لا ترعني
ضاقَت بيَ الأَرض حَتّى / رحابها لَم تسعني
إِذا وجدت طَريقاً / إِلى السَماء فَخُذني
وإِن تَزِدني جَمالاً / فَمِن جَمالك زِدني
أَنوحُ يَوماً وَيَوماً / بذكرِ سعدٍ أغنّي
أَقول سعد وَلَكِن / غير الرَدى لست أَعني
يا مَوت إِن لَم تجئني / يومي فَذَرني
وإِن تمكّنت يَوماً / قبل المَمات فزرني
لَهفي له من حَلال / تَحتَ الثَرى مستكنِّ
عَن أَرض مصر تَناهى / إِلى خَمائِل عدنِ
صفقت كَفّا بكفّ / قرعت سنّاً بسنِّ
طالَت عَليّ سنيني / وَلَم أَكُن بالمسنِّ
رهنت قَلبي فمن ذا / يفكّ لي اليَوم رَهني
وَهبته لليالي / عَنها فِداء وَعنّي
من لي بنافذ سهمٍ / بَينَ الضُلوع مرنِّ
أَلقى به اللَه جرحاً /