المجموع : 5
وهارب من رضوان
وهارب من رضوان / أوقعني في النيران
والحسن شيء فتَّان / وللشجونِ أفنان
جلَّ صنع الرحمن / خالق قدّ الأغصان
يحمل السوسبان / الجيد فيه السوسان
والصدر فيه الرمَّان / عيناي منه عينان
والليل عندِي ليلان / يا ويحَ قلبي الهيمان
تصيدته الغزلان / بين اللوى فعسفان
وكلمته الأجفان / بمثل ما في الأجفان
واقتاده بأرسان / الشعر حبلٌ فتان
والفرق فيه قد بان / مثل الهدى في الطغيان
أين طريق السلوان / ألردف عبل ريان
فيه النَّقا والنعمان / والخصر واهٍ ظمآن
تغيب فيه العينان / كأنه في الأعكان
سرّ طواه نسيان / والقدّ لدن نشوان
لين وفيه ليَّان / واعجباً يا غطفان
حلون مثل المرَّان / مَنْ لفؤادِي الولهان
أرق جفني وسنان / ينهب نوم السهران
منفرد في الأزمان / كأحمد في الأعيان
قاضي القضاة المعوان / على الزمان إذا مان
نعم ملاذ اللهفان / أبلج طهر الأردان
من دنس الأدران / لا ضرع ولا وان
أتعبه ذو الشان / في الكرم والإحسان
إن الرئيس تعبان / لراحتيه بحران
وقال ضدّ سجلان / جم الغمام الهتَّان
من دون ذاك الإمكان / فالطّلّ رشح البحران
والبرق نار الشنان / يا معملاً بالقيعان
كل أمون مدعان / تقطع خيط الظلمان
لذ بحماه القصَّان / وطفْ بتلك الأركان
واسكن فروع ثهلان / وادْع كريماً يقظان
عن الملام كسلان / وللعفاة عجلان
وبالثناء شبعان / وهو إليه جوعان
يغني ويضني الجوان / كفاجر في نيسان
ألفاظه وسحبان / وحكمه ولقمان
ومجده وكيوان / بين النجوم إلفان
لم يختلف في ذا اثنان / وماله في خذلان
قد قتلَته كفان / أكياسه كالأكفان
هذي العطايا الحسان / لا جفنة في عنان
فاق وفاء القينان / شيوخهم والشبان
كالبحر بين الخلجان / والليث بين الذئبان
سيَّان شأو الفرسان / حيث العلوم ميدان
جريُ سواه بهتان / والعدوُ معه عدوان
ذو قلم في التبيان / بادِي السنا والبرهان
يفرُّ عنه الشيطان / معلّم من خَفَّان
بأس هزبر غوثان / وجود غيم ملآن
إذا قسا وإذا لان / وكلّ شيء إدمان
طروسه كالغدران / وخطه كالريحان
ولفظه كالمرجان / لفظ عليّ التبيان
ما ظمئته الأذهان / لا إنسها ولا الجان
لولا التقى والإيمان / لقيل فيه قرآن
إيهٍ فذاك الإنسان / إنسان كل إنسان
إنَّ الغمام المنَّان / يجودنا في الأحيان
ووجهه كالغضبان / وأنتَ دون إبَّان
دائم صوب جذلان / ما المنعمان سيَّان
كادَ نداك الطوفان / يعطي العطا من لا كان
كل الأنام ضيفان / نزَّاعهم والقطَّان
ما لثراك أكنان / رفقاً لشدّ ما هان
لكَ الثناء المرنان / بين حداة الركبان
يشيب معن شيبان / ويجدع ابن جدعان
لولا عطاك الطنان / به دمشق تزدان
كانت كبعض البلدان / لا عَلمٌ ولا بان
مع أنَّ فيها سكان / مرعى ولا كالسعدان
يكتنفاه السعدان / سرّ زكا وإعلان
ما لسناه كتمان / صبح أضاء الأكوان
يثني عليه العصران / من معشر ذوي شان
شمّ الأنوف غرَّان / مجتمعين وحدان
حلوا محلّ الجان / من الكرام الشجعان
طابوا وطابَ الأصلان / مخاثراً وألبان
أبناؤهم والولدان / مثل كعوب العيدان
أقدارهم في أوطان / لها البروج جدران
والنيرات جيران / يكاد يأتي العطشان
إلى السحاب أشطان / يا شارباً بأثمان
من عرفه والعرفان / مدحاً يحلّي الآذان
حيث الزمان خوَّان / ووجهه كالصوَّان
يبيع مثليَ مجَّان / والشعر بين الخلان
كالشمس بين العميان / تمل مدحاً قد زان
روض العلى بأكوان / شقائِقاً وحوذان
ما لفصيح ذبيان / شقيقه في النعمان
خدمة بعض الغلمان / نظّم فيك ديوان
في كلِّ حرفٍ حسَّان / وكلّ بيتٍ سلمان
واهنأ بعيد الرضوان / وانْحر ضحاياكَ الآن
أعادِياً وقربان / وابْقَ فكلُّنا فان
ذا قوّة وسلطان / لا تخش ضدّ معيان
يكيد كيد السَّرحان / إنَّ النجوم أعوان
لك العلى والرجحان / وللأنام النقصان
ما دام فيها ميزان /
فريد حسنٍ تجافى
فريد حسنٍ تجافى / هلاّ شفعتَ بحسنى
يا ليت شعري لمعنىً / جفوت أم لا لمعنى
أسهرتني وعذولي / على هواك معنى
ليلي وعاذل مثلي / هذا وذا ما أجنى
من منصفي من أناسٍ
من منصفي من أناسٍ / فيهم تحيَّر ذهني
لا درهماً وزنوه / وحاولوا الشرّ مني
وهل سمعتم بشعرٍ / يأتي على غير وزنِ
قالت ووفرة شعري
قالت ووفرة شعري / شابت وسائر ذقني
قدَّام عينك هذا / فقلتُ من خلف أذني
أجابَ مدحي مليحٌ
أجابَ مدحي مليحٌ / قفايَ بالصَّفع يعني
فما تكلمت لكن / سكتّ من خلف أذني