أخوكَ هذا بديعٌ
أخوكَ هذا بديعٌ / مجاوزٌ كُلَّ وَصْف
لأَنّهُ أخُ أَخِّ / وَغَيْرُهُ أخُ نفِّ
يا عينُ جودي بِدَمعٍ منك مُنْسَجم / وابكي على فقدِ أكديشٍ لنا هَرِمِ
قضى لهُ الجوعُ أنْ يُقضى بلا سَبَبٍ / سواهُ لا مِنْ أذى داءٍ ولا أَلَمِ
ما زالَ يَستافُ زِبلاً إذْ يروثُ إلى / أنْ ماتَ من علّةِ الأمغاصِ والخَشَمِ
كم وقعةٍ لي عليهِ في الغزاةِ وَكَمْ / جَفَلْتُ من جَفلَةٍ كالنّوم في الحُلُمِ
يرجو الفِرارَ سِوى من كان راكِبُهُ / في الحَرْبِ فَهْوَ شَهيدٌ غيرُ مُنْهَزِمِ
قد كانَ عَوني على ضَعْفٍ بهِ زَمَناً / حتّى غدا زَمِناً بالوَيْلِ ثمَّ عَمي
وصارَ في عَرْصَةِ الإسطبلِ تُبصِرُهُ / كالخُلد يَبْحَثُ في الأَزبال والاكَمِ
وماتَ في آخرِ التّسعينَ ذا هَرَمِ / وذا خنان وذا مَغْلٍ وذا صَمَم
فَبِتُّ أَبكي لأَيّامٍ لنا سَلَفَتْ / لِحِفظِ عَهْدي وما بالعَهْدِ من قِدَم
إنَّ الرفيقَ لَيَبْكي للرَّفيقِ وَقَدْ / قالوا المعارفُ بينَ النّاس كالذِّمَمِ