رن رَن أَلو مركزَ القَل
رن رَن أَلو مركزَ القَل / ب قَلب ذاكَ الوَجيعِ
أَلا يَزالُ مُقيماً / ما بَينَ تِلكَ الضُلوعِ
رن رَن أَلو لي حَديثٌ / مَع الفُؤادِ طَويلُ
رَحَلتُ عَنهُ زَماناً / حَتّى بَلاني الرَحيلُ
وَجِئتُ أَشكو إِلَيهِ / سَقمي وَذَرفَ دُموعي
رن رَن أَلو ذاكَ صوتٌ / سَمِعتُه مِن قَديمِ
تُرى أَصَوتُ عَذابي / تَرودُ فيهِ هُمومي
أَم تِلكَ أَسرابُ حُبّي / قَد آذَنت بِالرجوعِ
ماذا تُريدُ وَمَن أَن / تَ يا أَليفَ البُكاءِ
أَما اِكتَفَيتُ شَقاءً / حَتّى تَزيدَ شَقائي
أَزعَجتَ حلميَ لمّا / أَفَقتَني من هُجوعي
لَقَد شَعَرتُ بِأَنّي / أَمسُّ ذِكرى قَديمَه
ذِكرى الشُجونِ وَكانَت / في جانِبَيَّ مُقيمَه
فَفي كَلامِك رَمزٌ / لمحنَتي وَوُلوعي
أَنا سَميرُ العَذارى / وَقد نَكثت عُهودي
أَنا هزارٌ وَقلبُ ال / شَبابِ يَهوى نَشيدي
أَنا نُجوم اللَيالي / أَنا زهور الرَبيعِ
أَنا رَبابُ المُحبي / ن في يَدَي داودِ
سرٌّ خَفِيٌّ ثَوى في / ضَمير هذا الوُجودِ
وَمعبدٌ لِلهَوى أَن / جمُ الظَلامِ شُموعي
فَمُنذُ تُهتُ وَحيداً / وَقَد تَرَكتُك وَحدك
ذُقتُ المَرارَةَ صرفاً / وَما تَحَمَّلتُ بُعدك
وَالآنَ عدتُ لعلّي / أَرى جَمالَ رُبوعي
تَعالَ نَشدو أَمامَ ال / هَوى نَشيدَ الحَياةِ
تَعالَ نُشعِلُ زَيتَ ال / غَرامِ بِالزفراتِ
تَعالَ نَسقي اَزاهي / رَ حُبّنا بِالدُموعِ
تَعالَ أَو لا فَدَعني / أَمصُّ عَذبَ رضابك
يكادُ عَهدُ شَبابي / يَمضي كَعَهدِ شَبابِك
وَلا يَزالُ رَضيعاً / فَيا لَهُ من رَضيعِ
تَعالَ نفغرُ أَجرا / حَنا أَمامَ السَماءِ
تَعالَ نَشرَبُ كاس ال / ضَنا مَع التعساءِ
إِنَّ العَذابَ حياةُ ال / عَظيمِ مجدُ الرَفيعِ
تَعالَ نَعزِفُ أَنغا / مَنا عَلى الأَوتارِ
وَلا نَكُن كسوانا / خُرساً عَن الأَشعارِ
فَجذوةُ الشِعرِ دوماً / تَعيشُ في الموجوعِ
علامَ أَشعر بِالجو / عِ يَأكلُ اللَحمَ مِنّي
وَلم أَرَ العَطفَ يَدنو / مِن بَعدِ ذاكَ التَجَنّي
رُحماكَ يا طَيف حُبّي / لَقَد بَلانيَ جوعي
أَسرع إِلَيَّ وَبادِر / بِاللَهِ أَسرع إِلَيّا
جارَت دَقائِقُ نَومي / وَقَد تَوالَت عَليّا
فَلَيسَ لي من شَفيقٍ / وَلَيسَ لي من شَفيعِ
أَمسَيتُ بَعدَكَ يا حُب / بُ بارِداً كَالقبورِ
تحيطُ بي حشراتٌ / تدبُّ في ديجوري
وَما هنالِكَ إِلّا / رُموزُ شَيءٍ فَظيعِ
تَعالَ يا نور ماضِيَّ / يا حياةَ الفُؤادِ
وَاِسكُب ضِياءَكَ صِرفاً / عَلى شَديدِ سَوادي
حُبّي رَجعتُ إِلَيهِ / وَما أُحيلى رُجوعي