المجموع : 30
أَفنانِيَ الدَهرُ نَهسا
أَفنانِيَ الدَهرُ نَهسا / وَزادَني الحُبُّ نُكسا
وَصارَ حُبُّ حَبيبي / لِلقَلبِ إِلفاً وَحِلسا
وَخالَطَ النَفسَ حِبّي / قَد صارَ لِلنَفسِ نَفسا
أَضَلَّني بَعدَما كُن / تُ في العِبادَةِ قَسّا
لا أَستَفيقُ صَلاةً / وَلا أَفتَرُّ دَرسا
فَطارَ عَقلي فَما إِن / أُحِسُّ لِلعَقلِ خَلسا
وَكُلُّ ذا ذَنبُ طَرفي / طُمِستَ يا طَرفُ طَمسا
هَلّا طَرَقتَ وَلَم تَل / قَ في القُراطِقِ شَمسا
فَقُلتُ يا نورَ عَيني / خَلَستَ عَقلِيَ خَلسا
فَاِردُد عَلَيَّ حَياتي / عَضّاً بِفيكَ وَلَحسا
فَما تَمالَكَ حَتّى اِف / تَرى عَلَيَّ وَخَسّا
فَاِسوَدَّ وَجهِيَ مِنهُ / حَتّى تَحَوَّلَ نِقسا
وَلَيسَ في ذاكَ يَعدو / سَبّي صَباحاً وَمُمسى
فَقُلتُ وَيلي مِمَّن / لِمِثلِ ذا لَيسَ يَنسى
لا يُحسِنُ الدَهرُ إِلّا / شَتيمَةً لي وَبَخسا
فَما رَأَيتُ كَحِبّي / أَفَظَّ قَلباً وَأَقسى
وَصاحِبٍ لي مُصافي
وَصاحِبٍ لي مُصافي / مِن غيرِ أَبناءِ جِنسي
غَرَستُ في الصَدرِ مِنهُ / وُدّاً فَأَثمَرَ غَرسي
وَلَجتُ يَوماً فِناهُ / لِكَي أُجَدِّدَ أُنسي
فَلَم أَلِج غَيرَ داري / وَلَم أَزُر غَيرَ نَفسي
أَتَيتُ سوقَ عُكاظٍ
أَتَيتُ سوقَ عُكاظٍ / أَسعى بِأَمرِ الرَئيسِ
أُزجي إِلَيهِ قَوافٍ / مُنَكَّساتِ الرُؤوسِ
لَيسَت بِذاتِ رُواءٍ / تُزهى بِهِ في الطُروسِ
وَلا بِذاتِ جَمالٍ / يَسري بِها في النُفوسِ
لَم يَحبُها فَضلُ شَوقي / بَقِيَّةً مِن نَسيسِ
فَهُنَّ قَفرٌ خَوالٍ / مِن كُلِّ مَعنىً نَفيسِ
وَهُنَّ جُهدُ مُقِلٍّ / حَليفَ هَمٍّ وَبوسِ
قالَ الرَئيسُ وَمَن ذا / يَقولُ بَعدَ الرَئيسِ
سَقى الحُضورَ شَراباً / يُنسى شَرابَ القُسوسِ
مُعَتَّقاً قَبلَ عادٍ / في مُظلِماتِ الحُبوسِ
تُذكي الدِياراتُ مِنهُ / ناراً كَنارِ المَجوسِ
يُريكَ وَاللَيلُ داجٍ / شُموسَهُ في الكُؤوسِ
بَناتُ أَفكارِ شَوقي / في جَلوَةٍ كَالعَروسِ
تُزهى بِمَعنىً سَرِيٍّ / أَتى بِمَعنىً شَموسِ
وَلَيلَةٍ مِن عُكاظٍ / ضَمَّت حُماةَ الوَطيسِ
أَحيا بِها ذِكرَ عَهدٍ / آثارُهُ في الطُروسِ
عَهدٌ سَما الشِعرُ فيهِ / إِلى مَجالي الشُموسِ
وَوِردُهُ كانَ أَصفى / مِن مَورِدِ القاموسِ
فَجِئتُها بِحَديثٍ / أَسوقُهُ لِلجُلوسِ
قَد زُرتُ مُتحَفَ مِصرٍ / في ظُهرِ يَومِ الخَميسِ
في زُمرَةٍ مِن رِفاقٍ / غُرِّ الشَمائِلِ شوسِ
فَضِقتُ ذَرعاً بِأَمرٍ / عَلى النُفوسِ بَئيسِ
وَكِدتُ أُصرَعُ غَمّاً / لِحَظِّها المَعكوسِ
وَصَرعَةُ الغَمِّ أَدهى / مِن صَرعَةِ الخَندَريسِ
رَأَيتُ جُثَّةَ خوفو / بِقُربِ سيزوستَريسِ
فَقُلتُ يا قَومُ هَذا / صُنعُ العَقوقِ الخَسيسِ
أَجسادُ أَملاكِ مِصرٍ / وَشائِدي مَنفيسِ
مِن بَعدِ خَمسينَ قَرناً / لَم تَستَرِح في الرُموسِ
أَرى فَراعينَ مِصرٍ / في ذِلَّةٍ وَنُحوسِ
مَعروضَةً لِلبَرايا / أَجسادُهُم بِالفُلوسِ
عَنهُم نَبَشنا زَماناً / في مُظلِماتِ الدُروسِ
فَديسَ ظُلماً حِماهُم / وَكانَ غَيرَ مَدوسِ
لَعَلَّهُم حَصَّنوهُم / مِن هادِماتِ الفُؤوسِ
عِلماً بِأَن سَوفَ يُمنى / بِيَومِ شَرٍّ عَبوسِ
لَو أَنَّ أَمثالَ مينا / في الغَربِ أَو رَمسيسِ
بَنوا عَلَيهِم وَخَطّوا / حَظائِرَ التَقديسِ
العينُ نارُ المجوسِ
العينُ نارُ المجوسِ / والرّيقُ خمرُ القسوسِ
بالله لا تحرُميني / من موقدٍ وكؤوس
هذي عبادةُ حسنٍ / فيها خلاصُ النفوس
وإن تحجَّبتِ عنّي / لا عطرَ بعدَ عروس
ما الأرضُ إلا ظلامٌ / إن لم تُنَر بشموسِ
وقائلٍ هو رأس ال
وقائلٍ هو رأس ال / عمال بين الناس
والرأس يصلح إن لم / ينفعك للرواس
هذا هو الحقُّ والح / قُّ ما به من باس
يُنوِّرُ الطَّرْفُ كَيَسَا
يُنوِّرُ الطَّرْفُ كَيَسَا / إِنْ نَاوَلَ الكَفَّ كَاسَا
وَإِنْ تَقَدَّمَ حَيَّا / وَإِنْ تَحَدَّثَ كَاسَا
أصبحت عقداً نفيساً
أصبحت عقداً نفيساً / تعجبت لي النفوس
فعنبري مثل ليلٍ / فيه النضار شموس
اعذر أخا الفقر في أن
اعذر أخا الفقر في أن / يضيق ذرعاً بنفسه
الفقر موت ولكن / من للفقير برمسه
إن الفقير لميت / ما بين أبناء جنسه
جهراً أقول ولوثُ الخُمارِ
جهراً أقول ولوثُ الخُمارِ / يدوي برأسي
إني وجدتُ نسيمَ / الحياةِ يملأُ كاسي
نكحتُ نفسي بنفسي
نكحتُ نفسي بنفسي / وكنتُ بعلي وعرسي
علمتُ ربي لما
علمتُ ربي لما / علمتُ علمي بنفسي
إذ كان عين وجودي / وروحي عَقلاً وحسي
قد بعتُ نفسي منه / لما اشتراها ببخس
ولم أبع منه نفسي / إلا لجهلي بأسي
فلو علمتُ به ما / ذكرتُ بيعاً لأنسي
فإن كان عنه غيرا / فالحقُّ جنَّةُ أنسي
ما لي وإيّاه شبهٌ / إلا كيومي بأمس
الفرقُ فيه عسير / لأنه أصلُ لبسي
فما بدا كون عيني / إلا ببعل وعرس
من الطبيعة بنا / ما بين عقلٍ ونفسِ
فيها بعقدِ نكاح / أعلى بحضرة قدس
فنحن أهل المعالي / ونحن أهل التأسِّي
لكن بأسماء ربي / ما بين عرشٍ وكرسي
لو قلتُ ما قلت يأتي / إليَّ فيه بعكس
وإن أعجل تراه / بصورة الحالِ ينسي
تعجيله فيد ذكرى / تأخيرِه الأمر ينسي
سرُّ الشريعة خافٍ / ما بين عُربٍ وفُرسِ
وليس يظهر إلا / إلى شهيدٍ بحسِّ
فلا تمتُ حتفَ أنفٍ / فلستُ فيها بنكِس
نطقُ الشهادةِ حال / ما بين جهرٍ وهمس
لله قومٌ تراهم / بحالِ ذُلٍّ ونكس
وهم لديه كرام / لا يشترون بفَلسِ
عجبتُ مني وممن / قد بنتُ عنه بجنسي
إطلاقُ سرِّي دليلٌ / أني بأضيق حبس
وإنني في مقالي / لستُ بصاحبِ حدسِ
بل ذاك نورٌ مبينٌ / كنورِ بدرٍ وشمسِ
أفصحتُ فيه لساني / لأنني بين خرس
وَلَيلَةٍ أَوسَعَتني
وَلَيلَةٍ أَوسَعَتني / حُسناً وَلَهواً وَأُنسا
ما زِلتُ أَلثُمَ بَدراً / بِها وَأَشرَبُ شَمسا
إِذ أَطلَعَ الدَيرُ سَعداً / لَم يُبقِ مُذ بانَ نَحسا
فَصارَ لِلرّوحِ مِنّي / رَوحاً وَلِلنَّفسِ نَفسا
يا مَن يُغنيهِ شِعري
يا مَن يُغنيهِ شِعري / كَالنورِ في قُربِ شَمسِ
وَمَن يَغارُ فُؤادي / مِنهُ عَلى حُبِّ نَفسي
ضَلَّ الَّذي قالَ يَوماً / إِنَّ العِبادَ يُقَسّي
صَحيحُ هَجرِكَ يُضني / وَذِكرُ حُبِّكَ يُنسي
كلٌ يقولُ شقينا
كلٌ يقولُ شقينا / وكلناٌّ فاتَ أمسُهْ
هذا يحيلُ على ذا / وآفةُ الكلِّ جنسُهْ
وبعضنا يتسامى / فليسَ يُسمَعُ حسّهْ
يرثي لمن ليسَ منهُ / وموتُ أهليهِ عرسهْ
من كانَ ضرسُ سواهُ / فليسَ يعنيهِ ضرسُهْ
واللهِ لو عقلَ الشرقُ / لاختفتْ عنهِ شمسُهْ
إنَّ الأنامَ وحوشٌ
إنَّ الأنامَ وحوشٌ / وإنما الإسمُ ناسُ
تخاتلٌ وزحامٌ / وقسوةٌ ومراسُ
فاخشَ الضعيفَ وإن لا / نَ كم من الضعفِ باسُ
والماءُ ألينُ شيءٍ / لكنهُ لا يداسُ
هذا الحَماحِمُ زَهرٌ
هذا الحَماحِمُ زَهرٌ / فيهِ حَياةُ النُفوسِ
كَأَنَّهُ حينَ يَبدو / بُرادَةُ الآبُنوسِ
اللؤلؤُ الرَّطْبُ حَبٌّ
اللؤلؤُ الرَّطْبُ حَبٌّ / في رَاحَتي نَفَائِسْ
فلؤلؤُ الحبِّ رَطْبٌ / ولؤلُؤُ البَحْر يَابِسْ
أصبحتُ عبداً لشمسِ
أصبحتُ عبداً لشمسِ / ولستُ من عبدِ شَمسِ
إنِّي لأعشقُ شيءٍ / وحّقِّ مَن شَقَّ خَمسي
هيفاءَ تَتركُ يَومي / بالهجرِ حاسِدَ أَمْسي
ولا تُبالي جفاءً / أسُرَّ يوميَ أَم سِي
بسِّي منَ الشعرِ بسِّي
بسِّي منَ الشعرِ بسِّي / لا أرتضي بالأخسِّ
أكونُ عفاً بريئاً / وما أبرِّئُ نفسي
هويتُ عمياءَ فيها
هويتُ عمياءَ فيها / منافعُ للجليسِ
فلا ترى شيبَ رأسي / ولا حقارةَ كيسي