قَد ظلَّ يَجرحُ صَدري
قَد ظلَّ يَجرحُ صَدري / مَن لَيسَ يَعدوهُ فِكري
ظَبيٌ بِصفحةِ بَدرٍ / يَزهو بِه سَطرُ شَعرِ
كَم ملتُ فيهِ لِوَصلٍ / وَكم يَميلُ لِهَجرِ
يُغري هُمومي بِقَلبي / فَكَم يَجورُ وَيُغري
حَسِبتُ نومِيَ فيهِ / من قُلِّهِ بَعضَ صَبر
أَرعيتُ زُهر نجومٍ / رَحمنَ سَقمي وَضُرّي
من بَعدِ تجريبِ كهلٍ / لَبستُ حلَّةَ غِرِّ
نَفسي فِدت نظمَ شِعرٍ / مُحَجَّلٍ نظمَ دُرٌ
لَو مُلِّكَتهُ ظَلومٌ / حَلتهُ في عِقدِ نَحر
شَبيبَتي لِمَ تَقضي / في شَرِّ دهرٍ وَعَصر
دَهرِ غُرورٍ وَلَهوٍ / وَجَورِ خَورٍ وَغَرِّ
لَمَمتُ عَقدَ مَديحٍ / يُزَفُّ في عِقدِ شِعر
مَديحٌ يُلِمُّ بِشَمسٍ / مَدحٌ يُلِمُّ بِبَدر
مَحمَّدٌ بَحرُ فَخرٍ / وَحيدرٌ كنزُ ذُخر
وَنسلُهُم خيرُ فرعٍ / يَزهو بِهِ خيرُ نَجرِ
هُمُ بَصيرَةُ نَفسي / وَهُم ذَخيرَةُ دَهري
وَهُم حَديقَةُ رُشدي / وَهُم طَريقَةُ بَرّي
هُمُ ليوثٌ غَيوثٌ / مِن دونِ حبطٍ وَضَرِّ
بُحورُ عِلمٍ وَحِلمٍ / لُيوثُ بيضٍ وَسُمرِ
نَفسي تَقي من عليٍّ / هَزَبرَ طَعنٍ وَهبرِ
وَفَردَ سلمٍ وَحربٍ / وَنجمَ بدوٍ وَحَضرِ
لَو كُنتَ تُصغي لِقَولي / دَوَّنتُ غزوَةَ بَدر
نَعَم وَخَبَّرتُ عَمَّن / يَسري وَيَبري وَيفري
وَخيبرٌ لَو خَبَرتُم / عَنهُ كَمَكنونِ خبري
لكُنتُمُ في يَقينٍ / لَم تُخفِهِ يَدُ ستر
وَلي بِذِكرِ حُنَينٍ / تَفَرُّحٌ لَيسَ يُكري
وَعِندَ قَتلةِ عمروٍ / وَمعجزٌ قَتلُ عمرو
وَمرحبٌ نَسلُ كفرٍ / وَنَسلُ شِركٍ وَنُكرِ
كَم فيهِ مَتلوُّ نصٍّ / يَجلوهُ مُصحَفُ ذكر
لَهُ مزيَّةُ طيرٍ / تَطيرُ من خَيرِ وَكرِ
قَد زَفَّهُ جِبرئيلٌ / وَلم يَكُن غَيرَ جَهرِ
غَديرَ خُمٍّ تَكَلَّم / لِمَشهَدٍ جِدِّ حُرِّ
تَقذِف بِعُصبَةِ نَصبٍ / في قعرِ جَهلٍ وَمَكرِ
وَكَيفَ قَد جَحَدوهُ / مَع كلِّ فَضلٍ وَفَخر
علمٍ وَحِلمٍ وَنسكٍ / وَبَذلِ عُمرٍ وَصَبر
وَسَيفُهُ خَيرُ سَيف / طُهرٌ يَقومُ بِطُهر
يَسقيهُمُ كُلَّ وَقت / من عِلمِهِ غَيرَ نَزر
يَدٌ تَفيضُ وَتَنمي / فَلَم تَكدَّر بِجَزر
فَلِم جَزوهُ بختلٍ / وَلِم لَقوهُ بِغَدرِ
وَيَمَّموهُ بِجَيشٍ / يَجيشُ مِن فِعلِ عَمرو
وَهَل سَمِعتُم بِخُبرٍ / في جُند رَبَّةِ خِدر
وَدَع عُتَيرَةَ هِندٍ / في قُعرِ مَكرٍ وَدَحر
لَو لَم تَقرَّب وَتَمهَد / لَه بكفٍّ بِصُغرِ
لكِنَّهُم لَقَّنوهُ / بِفِعلَةٍ كلَّ غَدرِ
صَدري يَفورُ عَلَيهِم / كَمِرجَلٍ فَوقَ جَمر
حَسبي نبيّ لُوَيٍّ / حَسبي غَضَنفَرُ فِهر
مَدحي لَهُم زَورُ سِحرٍ / يَحُلُّ سَحري وَنَحري
كوفيُّ خُذهُ فَطبعي / قَد زَفَّ دُرَّةَ بحرِ
بِدفعَةٍ لَم تُيَسَّر / لِغَيرِ طَبعي وَفِكري
تَمَّت عَلى حَذف حرف / يَدورُ في كُلِّ ذِكر
وَمُعجِزي مُستَمِرٌّ / في سَدِّ نظمي وَنَثري
فَلَن يَحلَّ لِحُرٍّ / تَشبيهُ شِعرٍ بِشِعر