المجموع : 7
أُمّاه إنّي ضَريرُ
أُمّاه إنّي ضَريرُ / وَالقَلب مني كَسيرُ
أَعمى فَلست أَرى يو / ماً ما يَراه البَصير
إني إلى حاجة لي / بلا عصا لا أَسير
أُمّاه ما في حَياة ال / طفل الضَرير سرور
يا أُم إن شقائي / لَو تَعلَمين كَبير
يومي وَلَيلي سواء / كِلاهُما لا يُنير
أُمّاه إني إلى أَن / أَراكَ يَوماً فَقير
وإن طرفاً يَرى وج / هَ من أحب قَرير
يا أُم إن لم يضرْني ال / عمى فَماذا يضير
أُمّاه هَل هذه الدن / يا رحبة تَستَنير
وَهَل بها للألى يب / صرون شيء كَثير
صِفِي النهارَ فإني / ما بالنهار خَبير
هَل النهار بأَن يح / مدَ النهار جَدير
هَل الضياء جَميل / كَما يَقول البَصير
وَهَل إذا الشمس ذرت / فضوؤها مُستَطير
وَهَل إِذا الشمس غابَت / لا يلمس الأرض نور
وَهَل هناك خفاء / وَهَل هناك ظهور
وَهَل هناك سماء / فيها النجوم تدور
تَبدو فَتَلمَع حيناً / وَبعد ذاك تغور
وَهَل هنالك بدر / كَما يقال منير
وَهَل إذا طمس الني / يِران ساءَ المَصير
وَهَل إذا جاء فصل ال / رَبيع تَزهو الزهور
وَهَل جَميل عليها ال / فراش حين يطير
وَهَل يروق الى جا / نب الرياض الغَدير
مالي غِنىً عَن جوابٍ / يا أُم إني ضَرير
يا شعر أَنتَ سماء
يا شعر أَنتَ سماء / أطير فيها بفكري
طوراً أَسف وطوراً / أعلو كتَحليق نسر
إن لم تصور شعوري / فلست يا شعر شعري
من بعد موتي بحين / سيعلم القوم قدري
فقد وقفت حَياتي / لهم وأَفنيت عمري
أود أن تحفروا في / جنب النواسيّ قبري
إني أمت اليه / وإن تأخَّر عصري
قدمت بغداد كيما
قدمت بغداد كيما / تسرُّها بعد مصرِ
فكنت ريحانها نا / شراً روائح عطر
أهلاً بروح شكسبي / ر بان بعد التوري
أو روح هوجو وبشا / ر قد ألمَّا لأمر
أو الحكيم بحق / أبى العلاء المعري
بل أَنت أقرب ممن / ذكرتهم ضمن شعري
لَقَد عرفتك من بي / نهم فَلِلَّه دري
أنرت يا فجر لَيلي / وَكانَ ذا ظلمات
لَقَد طلعت علينا / ككَوكبٍ في الصباحِ
لأنت يا كوكب الصُّب / حِ للدُجُنَّة ماحي
تبسم الروض يبدي / عن نَرجس وأقاحي
وأصبح الزهر يَرنو / من الربى والبطاح
يَرنو إليك بإعجا / بٍ من جميع النواحي
العَندَليب شدا لل / هزار شدو ارتياح
وَهَل على الطير يشدو / لمثله من جَناح
كلا بل الطير حرّ / هناك في النغمات
أَهلاً وَسهلاً بمن جا / ءَ من وراء البحار
ميمماً للعراقي / نِ راكباً للبخار
أتيت تسعى على الفل / كِ سالماً من عثار
فجئت بغداد ليلاً / على نزوح المزار
وكانَ فيها لك النا / س في أليم انتظار
حتى طلعت مضيئاً / كما تضيء الدراري
فرحبوا بالمَعالي / وَبالحجى والوقار
كَما ترحب أرض / ممطورة بالحياة
قد كنت تحسب بغدا / د في رقيّ مجيدِ
فَلَم تجدها كَما كن / تَ سامعاً من بعيد
بَغداد لَيسَت كَما كا / نت في زَمان الرشيد
أتت عليها خطوب / قوَّضن كلَّ تليد
فَنحن نَبني بها اليو / م مجدنا من جديد
لا خير في أُمة لَم / تنهض بعزم شديد
لَيسَ القعود عن السع / ي للعلى بحميد
لا يحرز النصر في الحر / ب غير أَهل الثبات
أتيت بالشعر نثراً / يَفوق نثر اللآلى
فَكانَ مثل سراج / يضيء دجو الليالي
سحر حلال وَما السح / ر كله بحلال
بدا عليه جمال / يزري بكل جمال
مثل الهدى جاءَ للنا / س ماحقاً للضلال
إن الأواخر جاؤوا / ما لَم يجئه الأوالي
بنى الحقيقةَ ناسٌ / على طلول الخيال
ليت الحقيقة تنجو / من حوزة الشبهات
يا شعر إنك بالحق / قِ ترجمان ضميري
لَقَد سمعتك في أن / نات الفؤاد الكسير
وَفي شهيق المعاني / نَ للأسى وَالزَفير
وَقَد رأَيتك في المو / ج فوق وجه الغدير
وَفي حلوك الليالي / وفي الصباح المنير
وَفي الضياء إذا با / ن واهتزاز الأثير
حَتى هتفت بك اليو / م بين جمٍّ غفير
فقيل لي إيه زدنا / من هذه الكلمات
عرائس الروض ماست / وَبلبل الروض غرد
وَالزهر يضحك عَن لؤ / لؤٍ هناك وعسجد
أما الشقيق فياقو / تٌ قام فوق زبرجد
وَالماء يجري نميراً / حيال صرحٍ ممرد
ما بين نخل وليمو / نٍ ناعم يتأدود
يا عندليب أَعد ما / تلقيه فالعود أحمد
فإنما الشعب طراً / مصفق لك باليد
مصفق لك إعجا / باً من جميع الجهات
لا تمنع الشعر عما / يقوله لذويه
الشعر حر يَقول ال / لذي يرى الحق فيه
يقرب الحق إن قا / له إلى سامعيه
وَلَيسَ يجنح يوماً / عن الطَريق النَزيه
يا شعر إنك ذو رأ / يٍ في الحياة وجيه
قل ما بدا لك فالصو / ت منك صوت نبيه
أحسنت يا شعر فيما / نطقت أحسنت إيه
يا شعر أَنتَ شهير / يا شعر بالحسنات
يا نفس قد كنت تخشي
يا نفس قد كنت تخشي / نَ منكراً أن يضيرا
وأَنتِ إِن متِّ تلقي / نَ منكراً ونَكيرا
طغَت وبعد قَليل
طغَت وبعد قَليل / رغت رغاء البَعير
فقلت وهي تريد ال / وقوف يا ناق سيري
قد قيل لي صلى خمسا
قد قيل لي صلى خمسا / تطع لربك أمرا
فقلت لو شاء ربي / صليت في اليوم عشرا
الخمس من صلواتي / عبء على ثقيل
أما لإرضاء ربي / غير الصلاة سبيل
الخمس من صلواتي / عبء علي ثقيل
والصوم في رمضان / شهراً عذاب طويل
هو الصراط الحسام
هو الصراط الحسام / يعلو السعيرا
به أجوز خفيفا / وقد ركبت بعيرا
لا يعجز اللَه شيء / فهو القوي المتين
إذا قضى اللَه أمرا / يقول كن فيكون