القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 4
اللَيثُ مَلكُ القِفارِ
اللَيثُ مَلكُ القِفارِ / وَما تَضُمُّ الصَحاري
سَعَت إِلَيهِ الرَعايا / يَوماً بِكُلِّ اِنكِسارِ
قالَت تَعيشُ وَتَبقى / يا دامِيَ الأَظفارِ
ماتَ الوَزيرُ فَمَن ذا / يَسوسُ أَمرَ الضَواري
قالَ الحِمارُ وَزيري / قَضى بِهَذا اِختِياري
فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت / ماذا رَأى في الحِمارِ
وَخَلَّفَتهُ وَطارَت / بِمُضحِكِ الأَخبارِ
حَتّى إِذا الشَهرُ وَلّى / كَلَيلَةٍ أَو نَهارِ
لَم يَشعُرِ اللَيثُ إِلّا / وَمُلكُهُ في دَمارِ
القِردُ عِندَ اليَمينِ / وَالكَلبُ عِندَ اليَسارِ
وَالقِطُّ بَينَ يَدَيهِ / يَلهو بِعَظمَةِ فارِ
فَقالَ مَن في جُدودي / مِثلي عَديمُ الوَقارِ
أَينَ اِقتِداري وَبَطشي / وَهَيبَتي وَاِعتِباري
فَجاءَهُ القِردُ سِرّاً / وَقالَ بَعدَ اِعتِذارِ
يا عالِيَ الجاهِ فينا / كُن عالِيَ الأَنظارِ
رَأيُ الرَعِيَّةِ فيكُم / مِن رَأيِكُم في الحِمارِ
أَتى ثَعالَةَ يَوماً
أَتى ثَعالَةَ يَوماً / مِنَ الضَواحي حِمارُ
وَقالَ إِن كُنتَ جاري / حَقّاً وَنِعمَ الجارُ
قُل لي فَإِنّي كَئيبٌ / مُفَكِّرٌ مُحتارُ
في مَوكِبِ الأَمسِ لَمّا / سِرنا وَسارَ الكِبارُ
طَرَحتُ مَولايَ أَرضاً / فَهَل بِذَلِكَ عارُ
وَهَل أَتَيتُ عَظيماً / فَقالَ لا يا حِمارُ
دار الزمان فدارا
دار الزمان فدارا / يستعقبان جهارا
أضحى النضار حديدا / أضحى الحديد نضارا
أمسى الصَّغار جلالا / أمسى الجلال صغارا
أمر قضاه الإله / والناس فيه حيارى
يا مكس دنياك عاره
يا مكس دنياك عاره / والموت كأس مداره
والدهر يوما ويوما / والحال طورا وتاره
والعيش زهر ربيع / قصير عمر النضارة
إذا بلغن التراقى / فكل ربح خساره
يا مكس قل لي أحق / قد وسّدوك الحجارة
وغيبوك طويلا / أشمَّ مثل المناره
عن أبيض الهند سلوال / عريش والجراره
ألم تكن وطنيا / بكل معنى العباره
فكم شهدت قتالا / وكم تورّدت غاره
وكم لبست صليبا / على الجبين وشاره
وكم نقلت جريحا / فمات بالاستشاره
يا مكس عشت نقيا / ومت خِذن طهاره
ما ضج منك زقاق / ولا اشتكت منك حاره
وما عضضت بحار / ولا هممت بجاره
ولا اشتملت جِلالا / على الخنا والدعاره
قد عشت في البيت عمرا / وليس في البيت فاره
في الهند كل فقير / هدّ الصيام فقاره
في الجو تخفى عليه / طريقك المختاره
لما جفاك ابن سينا / وهام بالسيارة
تفر منه وتجرى / كالنحلة الدوّاره
فلا إلى البوق تصغى / ولا إلى الزماره
وقد تهتّك فيها / حتى أضاع وقاره
حملت من ذاك غما / أذاب منك المراره
حتى انتحرت جريئا / والانتحار جساره
أرسلت رأسك يهوى / من ربوة لقراره

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025