أَيُّها الشاعِرُ الَّذي / عابَ يَحيى وَمُنقِذا
أَنتَ لَو كُنتَ شاعِراً / لَم تَقُل فيهِما كَذا
لَستَ وَاللَهِ فَاِعلَمَ / نَّ لَدى النِقدِ جَهبَذا
تَعدِلُ الصَبرَ بِالرِضى / شائِبَ الصّفوِ بِالقَذى

يا نفس إنك قبلاً / نبذت نصحي نباذا
فاليَوم ذوقي عذاباً / هَذا جَزاؤك هَذا

كل الذي هو في الكو / ن بالجمود يلوذ
الا الحياة ففيها / عن كل شيء شذوذ

ما للمطيعِ هواهُ / من الملام ملاذُ
فاختر لنفسك إما / عرضٌ وإما التذاذ

يا لائِمي في بُكائي / أَقصِر فَإِنَّكَ هاذي
تَاللَهِ ما لي شِفاء / إِلّا دُموعِيَ هذي

لِلهِ مَوْزٌ لَذيذُ / يُعِيذُهُ الْمُسْتَعيذُ
فَواكِهٌ وَشَرابٌ / بهِ يُفيقُ الْوَقيذُ
تَرَى الْقَذَى الْعَيْنُ فيهِ / كمَا يُريها النَّبيذُ

شبهتُ ريقَ حبيبي / بخمرةٍ في التذاذِ
وذاكَ رجمٌ بغيبٍ / إذْ لم أذقْ ذا ولا ذي

أول منامك هذا / لا أنت أنت ولا ذا
وإنما الكل حق / في صورة تتحاذى
وتلك أفعال ربي / تأتي وتمضي جذاذا
والناس قال نيام / نبينا الأستاذا
فخذ بما قال واحكم / فلست تلقى نفاذا
وكل شيءٍ تراه / اطلب له استنقاذا
من لبسه فهو حق / أرضاك أو ذاك آذى
إن ذقت شيئاً أليماً / أو ذقت فيه لذاذا
فالكل فانٍ ولكن / أما الإله فهذا
وما السوى غير شيء / ملاعب لك هاذى