زَعازعٌ ثمّ نُكْب
زَعازعٌ ثمّ نُكْب / خَطب لَعَمْرُكَ صَعْبُ
قولوا لِمَن هوَ مُغرىً / بذي الرّياسةِ صَبُّ
أَما تَراها خَبوطاً / تزلُّ طوراً وتكبو
لَها عُيوبٌ عَليها / يُحِبّها مَن يُحبُّ
تَبرّجَتْ لَيسَ عَنها / يَوماً لِعَينيكَ حُجْبُ
تَدنو وَتَنأى وَتَبدو / طَوراً هناكَ وَتَخبو
وَللدُموعِ عَلَيها / سَحٌّ وقَطْرٌ وسَكْبُ
كأنّها جِذْلُ راعٍ / ومِنْ حَوالَيهِ جُرْبُ
رَوْحٌ لَعَمْرُكَ فيها / لَكِنَّ عُقباهُ كَرْبُ
وَكَيفَ يلتَذُّ سِلمٌ / يَتْلو أُخيراه حربُ
مِن أَينَ خِلٌّ وَفيٌّ / حُلْوُ المَذاقَةِ عذبُ
لا عُجبَ فيهِ وَلَكِن / فيهِ لِقَلبيَ عُجبُ
كَالسّيفِ لَيسَ بِنابٍ / وَالسّيف بِالضربِ يَنبو
وَالطِّرفُ لَيسَ بِكابٍ / وَالطِّرف بِالرّكضِ يَكبو
إِيّاكَ إِن كُنت يوماً / تُحبُّ ما لا يُحبُّ
وَالضّرعُ لا دَرَّ فيهِ / فَليسَ يَنفَعُ حَلْبُ
وَالرّزقُ يَأتي شعوباً / وَإِن خَلا مِنهُ شَعبُ
ما اِجتُرَّ رِزقٌ بِحِرصٍ / سِيّان مَشيٌ وَوَثْبُ
كَم طائِرٍ صُدَّ عنهُ / وَنالهُ مَن يدُبُّ
وَنالَ رجْلٌ بطاءٌ / مِنهُ وَأَخفقَ رَكْبُ
لَو أَنصَفَتنا اللّيالي / وَكانَ لِلدّاءِ طِبُّ
ما كانَ بَغيٌ وَغَصْبٌ / وَلا اِبتِزازٌ وسَلْبُ
أَقسمتُ بِالبيتِ طافَتْ / بِهِ جَحاجحُ غُلْبُ
سَرَتْ وَأَدنَتْ إِلَيهِ / بِهِم جِيادٌ وَنُجبُ
شُعثٌ سغابٌ وَمِنْ تحْ / تِهمْ ظِماءٌ وسُغبُ
ما ضَرَّهُ وَهوَ يُطوى / إِلَيهِ سَهْبٌ فسَهْبُ
وَلِلملائكِ مِنْ حَوْ / لِهِ حَفيفٌ وقربُ
أَن لا يكونَ عَليهِ / لِلعَينِ وَشيٌ وعصْبُ
وَبِالّذي هَرَقوهُ / مِنَ الدّماء وصبّوا
وَالبائِتين بِجَمعٍ / لَهُم أُوارٌ وشبُّ
جَبّوا العَلائِقَ عَنهم / وَإِنَّما الإِثمَ جبّوا
لا اِبتَعتُ ذلّاً بِعِزٍّ / وَفي يَمينيَ عَضبُ
وَلا أقضّ عَلى ما / صنعتهُ لِيَ جَنبُ
وَلا تَركتُ لِساناً / يَقولُ لي لكَ ذَنبُ
أَذلَّ رَبّيَ قَوماً / لَهُم مِنَ الذُلّ شِربُ
رَأَوا قَذىً لَم يُبالوا / بِهِ فَأَغضوْا وعبّوا
قِيدوا بِبارقِ نَفعٍ / كَما يُقاد الأَجَبُّ
كَم ذا التمادي وعُمرٌ / يَجري بِنا ويخُبُّ
فَإِن عَتبتُ على الدّه / رِ ضاع منّيَ عتبُ
أَرعى الأمانيَ عُمري / مَرعىْ لَعمرُك جَدْبُ
وَلَيسَ بِالرّمحِ طَعنٌ / وَلَيسَ بِالسَّيفِ ضربُ
أَبغي وَما العودُ رَطْباً / ما كانَ وَالعودُ رَطْبُ
وَكانَ رَأسيَ لَيلاً / ما فيهِ للعينِ شُهْبُ
فَالآنَ لَيليَ صُبحٌ / يَزْوَرُّ عنه المحبُّ