لِدودَةِ القَزِّ عِندي
لِدودَةِ القَزِّ عِندي / وَدودَةِ الأَضواءِ
حِكايَةٌ تَشتَهيها / مَسامِعُ الأَذكِياءِ
لَمّا رَأَت تِلكَ هَذي / تُنيرُ في الظَلماءِ
سَعَت إِلَيها وَقالَت / تَعيشُ ذاتُ الضِياءِ
أَنا المُومَّلُ نَفعي / أَنا الشَهيرُ وَفائي
حَلا لِيَ النَفعُ حَتّى / رَضيتُ فيهِ فَنائي
وَقَد أَتَيتُ لِأَحظى / بِوَجهِكِ الوَضّاءِ
فَهَل لِنورِ الثُرى في / مَوَدَّتي وَإِخائي
قالَت عَرَضتِ عَلَينا / وَجهاً بِغَيرِ حَياءِ
مَن أَنتِ حَتّى تُداني / ذاتَ السَنا وَالسَناءِ
أَنا البَديعُ جَمالي / أَنا الرَفيعُ عَلائي
أَينَ الكَواكِبُ مِنّي / بَل أَينَ بَدرُ السَماءِ
فَاِمضي فَلا وُدَّ عِندي / إِذ لَستِ مِن أَكفائي
وَعِندَ ذَلِكَ مَرَّت / حَسناءُ مَع حَسناءِ
تَقولُ لِلَّهِ ثَوبي / في حُسنِه وَالبَهاءِ
كَم عِندَنا مِن أَيادٍ / لِلدودَةِ الغَراءِ
ثُمَّ اِنثَنَت فَأَتَت ذي / تَقولُ لِلحَمقاءِ
هَل عِندَكِ الآنَ شَكٌّ / في رُتبَتي القَعساءِ
وَقَد رَأَيتِ صَنيعي / وَقَد سَمِعتِ ثَنائي
إِن كانَ فيكَ ضِياءٌ / إِنَّ الثَناءَ ضِيائي
وَإِنَّهُ لَضِياءٌ / مُؤَيَّدٌ بِالبَقاءِ