سمَّاك خُرءاً بخلٍّ / لا شكَّ شيخٌ مغفَّلْ
لأن في الخُرء نفعاً / للنخلِ والخلُّ يؤكَلْ
وأنت ما فيك نَفْعٌ / ولا لنفعٍ تُؤمَّلْ
فلسْتَ خُرْءاً بخلّ / لكن صديدٌ بحنظلْ
وإنّ هذين عندي / في الخَلْقِ منك لأمثلْ
وللمنافِع إن عُدْ / دَتِ المنافعُ أخْيَلْ

اسلمْ على الأيامِ / مُعَمَّراً ألف عامِ
في ثوب نُعمى جديد / مُذيَّل بالتمامِ
يا حجةَ اللَّه والمس / لمينَ والإسلامِ
ويا عصا كلّ راعٍ / وسيفَ كل محامي
يا رائضَ الملك قِدْماً / لكلّ مَلْك همامِ
يا عروةً في الملمَّا / ت غيرَ ذاتِ انفصامِ
ما علةٌ بك لا بَلْ / بكلّ حيّ ونامي
بل بالسَّدَى والندى الغَمْ / ر والأيادي الجسامِ
بل بالمكارم والمج / د والمساعي العظامِ
بل بالمشورة في الخُطْ / طَةِ العياء العُقَامِ
بلْوى اختبارٍ وليستْ / حاشاك بلوى انتقامِ
فيها بريدٌ من الأج / ر قبلَ أجر الصيامِ
لا استسهلت علَّةٌ بع / دَها طريقُ اللّمامِ
إليك لكنْ إلى مع / شرٍ سواك لئامِ
قد قلتُ إذا بلغتْني / لعاً برغم الجِمامِ
ودَعْدَعاً لابن يحيى / من عاثرٍ بسقامِ
لا يحدثِ اللَّه فَلّاً / في حدّ ذاك الحسامِ
نستودع اللّه نفساً / فيها نفوسُ الأنامِ
نفسُ امرئٍ كلُّ شيء / بحبله ذو اعتصامِ
لم يبقَ للكرم النثْ / رِ غيرُه من نِظامِ
ولا لراعي مَعالٍ / سواه راعي ذِمامِ
لا مسَّهُ الدهرُ إلا / بنعمة وسلامِ
وما دعونا له وح / ده ولا لِفئامِ
بل للبرية طرّاً / مأمِومها والإمامِ
أنوفُ قومٍ تَمنَّوْا / لك العثار دَوامي
لو تمَّ ما قدّروه / لجُبَّ كلُّ سَنَامِ
لا يفرحوا فوشيكاً / تبدو وطرفُك سامي
فيصبحُ الناسُ طراً / في نعمة المنْعَامِ
مستبشرين بإبلا / لِ سيدٍ قَمْقامِ
لم يُشمتِ اللَّهُ فيه / لئامَهم بالكرامِ
شمسٌ كأنْ قد تجلّتْ / تجوب كلَّ ظلامِ
والشمس أحسن ما تُج / تَلى بِعَقْبِ الغَمامِ
يا دهرُ هل أنت أعمى / هواك أم متعامي
إذا رميتَ فأبصرْ / سوادَ مَنْ أنتَ رامي
شِمْ بعدَها عن عليٍّ / نَبْلَ الردى والغرامِ
واجعلْ نحور عِداه / أغراضَ تلك السهامِ
أقسمتُ لولا قضاءٌ / من حاكم الحكّامِ
به عززتُ وأصبح / تُ نافذَ الأحكامِ
إذا لقيتَ عليَّ ال / علا عزيزَ المرامِ
مُداهياً ذا دهاء / معارماً ذا عُرامِ
من لو يزاحمُ ركنَي / ك آذناً بانهدامِ

وفي أبي سعد لؤمٌ / وإن قرى وتبسمْ
يقْري الضيوفَ ولكنْ / يقْري الضيوفَ ويندمْ
وليس يندمُ سِرّاً / لكنَّهُ يتكَلَّمْ
فمن أرادَ قِراه / والشتمَ فليتقدَّمْ
وليس يرضيه عِرْضٌ / ولا أديمٌ مُكلَّمْ
بل اللُّحُومُ تُفَرَّى / بل العظامُ تُحَطَّمْ
وكيف ينجو مغيرٌ / على فريسةِ ضَيْغمْ
إياك إياكَ إنْ زُرْ / تَهُ تُلِمُّ بمطْعَمْ
إن الحلالَ لديه / على الضيوفِ مُحَرَّمْ
فمن أباحَ حماهُ / كان القصاص من الدَّمْ
يا رُبَّ شُهْدٍ أكلْنا / هُ عنده كان علقمْ
أضافنا فأكلنا / فنحن نُهْجَى ونُشتمْ
ولم يكنْ مِنْ كريم / لكنَّه يتكرمْ
سائلْ بذاك ابنَهُ الحرْ / رَ فهْو أدرى وأعلمْ
وإنما الغصنُ يُسقى / مِنْ عِرْقه فتفهَّمْ

قولا لقُرَّةِ عَيْني / سمَّيتُ أو لم أُسمِّي
كم قلتُ عند بكائي / أصبتُ عيْني بكمّي
حتى يقول جليسي / عليَّ أيضاً تُعمِّي

يا خالدَ ابنَ أبيهِ / لَيْسَ الذي يَدَّعيهِ
قد قلتُ إذ حَذَّروني / كَ ناكَ أم أبيهِ
إن كان شيخاً سفيهاً / يَبذُّ كُلَّ سفيهِ
فقد أصابَ شبيهاً / بهِ وفوقَ الشبيه

نوْكٌ وغَيٌّ وعيُّ / وأنت مَعْ ذا دَعيُّ
عما قليل سينبو / بك الفراشُ الوَطيُّ
لو كنت تعقِل ما في / كَ أيُّهَذَا المُسيُّ
لم يصفُ عيشُك لكنْ / عيشُ الغَبِيِّ هَنيُّ

تباينَ الأصلُ منه / ودعوةٌ يدَّعيها
تبايُنَ اسمِ أبيهِ / وكُنيةٍ يَكْتنيها

لا يُنكِرُ الناسُ هزلاً / في عُرض شعرٍ نقيِّ
قَدْ يضرِطُ الشعرُ حيناً / في لحيةِ البيهقيِّ